حديث صناعة الأمل وطمأنة الشعب على المستقبل

تاريخ النشر: 06/06/16 | 21:03

إن صناعة الأمل هي أحد عناصر تطوير الذات ، و لكي نطور ذواتنا علينا أن نستوعبها أولاً و أن نفهم أن التضاد الموجود فيها و حولها هو أساسي لتكوينها فلا يوجد ماهو مطلق فينا أو حولنا ،لا الحزن مطلق و لا الفرح مطلق.لا الذكاء مطلق و لا الغباء كذلك لا النجاح مطلق ولا الفشل كذلك إن صناعة الأمل تحتاج لأرضية قوية من ثقافة التفاؤل و المقدرة على التغيير و التجاوب مع معطياته بالإضافة إلى القناعة.
فالأمّة العربية أمّة سمحاء ومسالمة بين الأمم تراثها إنساني وأخلاقي وآدابها خالية من المضامين والموضوعات العنصرية في هذا اليوم، عاد الأمل إلى نفوس المصريين، استطاع السيسى أن يدخل إلى قلوب الناس بكلماته ووطنيته وشجاعته ونبله وإيمانه بالمستقبل. ربما لا تكون صناعة الأمل مكلفة و بضاعتها مطلوبة لدى الجميع ورغم سعي الدولة لتحقيق ارتفاعا في معدلات النمو، وجذب المزيد من الاستثمارات
والمشروعات الخدمية والاستثمارية لرفع معدلات التشغيل والتصدير، والبدء في تشييد البنية التحتية من طرق وموانئ وتعديلات تشريعية لجذب الاستثمار، تعمد قنوات فضائية علي بث سمومها بين المصريين تلطم الخدود ليلاً وتشق الجيوب نهاراً وفق مخطط مرسوم تنفذه بإتقان كتائب زرع اليأس والإحباط ، والتركيز على “الهيافة” وتجميع سفاسف الأمور، وتضخيمها على إنها كارثة قومية ، ونشرها والترويج لها لسرقة الفرح ، أو ضرب كرسي في كلوب أفراح المصريين.
لكن هل حقاً كلهم قادرون على الاستفادة منها ؟ و لأننا نطرح الأمل هنا على أنه صناعة فهو تعدى أن يكون مسؤولية فردية إلى مسؤولية جماعية يدخل فيها كل أركان المجتمع بأفراده و مؤسساته و لأن هذه الصناعة تحتاج بشكل أولي و أساسي إلى ارداة و التي هي من مميزات الإنسان إن الناس الذين لديهم الأمل يقبلون المسؤولية الكاملة عن مكان وجودهم في الحياة والطريق التي سيسلكونها. للحصول على الأمل، لابد أن تصبح شخص لا يقدم الأعذار.
عندما تكتشف أنك المسئول عن نجاحك الخاص بك سوف تدرك أنه يمكنك تغيير مستقبلك وزيادة مستواك من الأمل. من إستراتيجية الرئيس السيسي لمواجهة الأزمات ومحاولات عرقلة مصر عن النهوض من جديد ، وكيف تتلخص إستراتيجية الرئيس في الرد من خلال المزيد من الجهد والعمل والمشروعات
والبناء في المستقبل من مقاومة الرئيس لمحاولات سحب مصر نحو الماضي أو إغراقها بالمشاكل والتفاصيل ، لمنعها من استكمال خططتها الطموحة للنهضة ، فخلال الفترة القليلة الماضية ، شهدنا مع كل محاولة للتعطيل أو التآمر على مصر الواقع يؤكد أننا أمام حالة منظمة تجري تحت إطار عملية ” ناعمة إعلامياً” تدار من الخارج تستهدف إلي نشر أكبر قدر من الفكر الفوضوي و” تسفيه الدولة”..ففي واقع مليء بالمشاكل المتراكمة عبر السنون يقف الرئيس السيسي متحدثا عن الأمل في الغد، عن بكرة ، بينما تتلقف المشهد فضائيات ممولة وعملية تضم برامج وصحفًا ومواقع وإعلاميين وصحفيين وسياسيين وحزبيين ونقابيين ، هدفهم جميعاً صناعة اليأس والإحباط للشعب المصري ليحققوا لأعداء مصر حلمهم وأمانيهم بنشر روح الكآبة وفقدان الأمل والإحباط بين شباب الوطن وأفراده شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أهمية تصويب الخطاب الديني ونشر القيم السمحة للإسلام الحنيف بوسطيته واعتداله، وتعاليمه التي تحض على الرحمة والتسامح وتحض على التعارف وقبول الآخر،
أن تصويب الخطاب الديني ليس فقط لمكافحة الإرهاب، ولكن أيضاً لتنقية الإسلام من أية أفكار مغلوطة تُنسب إليه، مشيداً بدور الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء المتخصصين ومساهمتهم القيمة في عملية تصويب الخطاب الديني، التي تعد عملية مستمرة تتعين مواصلتها بدأب وبوتيرة أسرع تتواكب مع التغيرات المتلاحقة في عالم اليوم. وكشف عن تنبيهاته خلال الشهور الماضية في أكثر من مناسبة،
والتأكيد على عدم الانصياع وراء محاولات استهداف مؤسسات الدولة، حيث أن هناك توجهات لإضعاف معنويات مؤسسات الدولة بغض النظر عن الأداء، مشيراً أن أهداف الثورة هي إعادة بناء مؤسسات الدولة، مؤكدا أن الدولة المصرية دولة مؤسسات. وقال أن الجميع يُحمل الدين ما ليس فيه، حيث لا يمكن استجابة الدعاء بالنجاح بدون عمل، حيث يجب الأخذ بأسباب الدنيا دون افتتان بها.
أن الرئيس يريد أن يقول للعالم أجمع إنه لن يرد على المحن والأزمات التي يراد من خلالها النيل من مصر ،إلا بالعمل والجهد وصناعة الأمل ، كما يقول للشعب المصري إن ماكينة الإنجازات التي انطلقت بعد ثورة 30 يونيو لا يمكن لأي قوة أن توقفها ، وأن العمل وبذل الجهد والبناء في المستقبل هو الرد الوحيد المفحم من الرئيس ومساعديه والمصريين جميعا أيام صعبة، ولحظات حاسمة، وحروب مفتوحة، السيسى كان هدفاً
بل الجيش المصري بأسره، توحد الشعب مع الجيش مع الشرطة مع القضاء، هتفنا جميعاً. صوتنا وصل إلى عنان السماء، لم يكن السيسى راغباً في مناصب، كان زاهداً، لا يريد شيئاً، فقط يحلم معنا بمصر المستقبل. مضت الأيام سريعاً، استدعيناه، وكلّفناه، قَبِل التكليف، إنه جندي في الميدان لا يستطيع أن يقول «لا»،
مضينا معه في الطريق، لكن الطريق ليس سهلاً والتحديات جسام. فإن الصدمة التي تعرضت لها أمتنا بعد الغزوة الاستعمارية المعاصرة، وما حملته من مخططات تذويب الشخصية القومية والهوية الحضارية المتميزة وهكذا برز تيار الجمود الذي لا يتصور أوضاع المستقبل. إلا كصورة لما كانت عليه الأوضاع في الماضي، وما من شك في أن بعض رموز هذا التيار، استطاع مبكرا أن يكتشف ويكشف، عن عورات وثغرات المدنية الغربية الحديثة، ولكن المحصلة النهائية لأعمال هذا القطاع، لم تكن بالقطع مساهمة إيجابية في بلورة المشروع العربي الحضاري المنشود. لقد كانت المنطقة العربية مهد كل الرسالات السماوية التي وإن اختلفت شرائعها فإن بينها قواسم مشتركة عقائدية أهمها الإيمان بإله واحد حي قادر هو الله سبحانه. الإيمان بالبعث والحساب. الحض على العمل الصالح في المسلك والمعاملات كطريق للنجاة في الآخرة. إن العزلة أو الانكفاء على الذات، وهو خيار جرّبته أمم عدة في حقب تاريخية متنوعة، لاتسمح به أحكام الجغرافيا والتاريخ للمنطقة العربية. وخاصة في عصرنا الذي تحوّل فيه العالم إلى مايُشبه البلدة الصغيرة بفعل ثورة الاتصالات والمواصلات، فالمنطقة محكومة بأن تتفاعل مع عالمها، فإما أن تعد العدة الكاملة لتفاعل حر وخلاق، لتأخذ مكانها ومكانتها بين الأمم عن طريق بناء القوة الذاتية المستقلة، والشخصية القومية الحضارية الراسخة، ثم تدير – استنادا إلى مصادر قوتها الذاتية- حوارا مع عالمها وقواه وتياراته وإلا ستكون في حالة تبعية للقوى الأخرى تعاني القهر والنهب والتخلف. يرتكز الإصلاح السياسي في دول العالم على ثلاثة أركان
أولاً دولة قوية تستطيع بسط نفوذها على البلد التي تحكمها وتستطيع إجبار كافة الشعب بكل أطيافه على الانصياع للقوانين التي تصدرها, ثانياً, وفي المقابل لا بد من وجود آليات لإجبار الدولة بكل نفوذها أن تعمل للصالح العام وليس لحاكم بعينة أو فئة مصالح وقد كانت الطبعات السابقة تحتاج إلى الكثير من العناية غير أنّ الظروف لم تكن مواتية.

د.عادل عامر
3adel3amer

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة