“الرميصاء”… إمرأة مهرها الإسلام
تاريخ النشر: 10/06/16 | 1:24ومن الشخصيات التي تظهر عبر تلك الصفحات السيدة أم سليم ، وهي : أم سليم بنت ملحان بن خالد الأنصارية أم أنس بن مالك رضي الله عنه . يروي لنا التاريخ عنها أنها كانت تحت مالك بن النضير ووقع الإسلام في قلبها فأسلمت رغماً عن زوجها مالك بن النضر والد سيدنا أنس بن مالك ، وقد جاء عنها أنها كانت تقول لطفلها وهو صغير : ” قل لا إله إلا الله قل أشهد أن محمداً رسول الله ” فجعل ينطق بذلك أول ما ينطق ثم ما لبث أن غضب زوجها عليها وخرج إلى الشام ومات هناك .
وقد كثر خطاب أم سليم بعد وفاة زوجها مالك وممن جاءوا لخطبتها أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه وكان آنذاك مشركاً فأبت ورفضت لأنه مشرك وهي مسلمة ثم قالت له يوماً وهي تخاطبه في ذكاء المؤمنة التي تريد جذب قلبه إلى الإسلام : ” يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده هو حجر لا يضرك ولا ينفعك ؟ أفلا تستحي من عبادتك هذه ؟ فإن أسلمت فإني لا أريد منك صداقاً أي ” مهراً ” غير الإسلام ” . فوقع الإسلام في قلب أبي طلحة ونطق بالشهادتين وحسن إسلامه رضي الله عنه .
وهكذا كان مهرها أغلى مهراً عرفه التاريخ ، وأي شيء أغلى من الإسلام ؟ وما أربحها من زيجة تلك التي تجعل المسلمة فيها صداقها الإسلام فيكون زوجها وكل أعماله الصالحة فيما بعد في ميزان حسناتها ؟ فليت من تقرأ هذه القصة من المسلمات اليوم اللاتي يبحثن عن المال والجاه وعرض الدنيا الفاني أن يرضين بأزواج صالحين ولو كانوا فقراء ويتعاونوا جميعاً على إقامة بيوت مسلمة لا تبحث عن المال والجاه في الدنيا ، بل تسأل الله من فضله في دار كرامته ، وما أجمل البيوت المسلمة التي تذكر في السماء بالثناء والحسن .
بقلم : محمود عبد السلام ياسين