صدور كتاب الكتروني للشاعر سيمون عيلوطي
تاريخ النشر: 06/06/16 | 8:00عن منشورات ألوان عربية بالسّويد صدرت حديثًا النّسخة الإلكترونيّة لكتاب “بنت القسطل.. صفورية”، للشاعر سيمون عيلوطي.
والكتاب عبارة عن مشاهِد شعريّة سرديّة، تضمّنت حوارات وقصائد باللهجة العاميّة الفلسطينيّة تحكي عن روح الصّمود والتّحدي لأهل هذه القرية الذين ظلوا صامدين فوق تراب وطنهم.
يُهدي المؤلّف كتابه إلى روح الشاعر طه محمد علي، ابن قرية صفورية الذي واكب خُطواته الأولى على طريق الشّعر والأدب، وكان مشجّعه وصديقه، وقد بيّن الشاعر في تقديمه للكتاب بأن “في هذا العمل ملامح لشخصيّات اجتماعيّة وسياسية تشبه شخصيات واقعية نعرفها، ذلك كون المشاهِد تدور حول أحداث جسام جرت في صفورية قبل وبعد عام 1948، شارك فيها وصاغها بشرف واعتزاز العديد من أبناء هذه القرية المنكوبة التي ستظل ذكراها مع كل القرى المهجّرة حيّة تتغلغل في الوجدان، أبد الدهر”.
وقد كتب الأديب الفلسطيني محمد علي طه كلمة جاء فيها:
بعد أن قطف “برقوق الجرمق” وحلّق في “سما البروة” وغنّى لـ “بيت في معلول” مثلما غنّى لأشجار وأزهار وتراب وأحجار ميعار والمجيدل وكويكات وسحماتا واللطرون يحملنا الشّاعر سيمون عيلوطي على جناحين من جلنّار إلى بلدة صفورية وقلعتها وقسطلها وديرها وبساتينها ورمّانها وملوخيّتها فنحلّ ضيوفا على أهلها الذين رضعوا، كابرا عن كابر، حبّ مائها وهوائها وأحيائها، وما زالوا يعمّدون أطفالهم في نبعها الصّافي مثل عين الدّيك.
هذه الحكاية الشّعريّة السردية الممتعة، شكلا ومضمونًا، هي تراجيديا مئات المدن والقرى الفلسطينيّة التي دمّرها الجيش الإسرائيليّ ليمحو تاريخ شعبنا وحضارته، التقط شاعرنا كلماتها الهادئة النّاعمة، وصورها الحيّة من الرّيف الفلسطينيّ السّاحر مثلما يلتقط عندليب صفّوريّ غذاءه من ثمرة تين غزالي ناضجة يسيل عسلها على خدّيها.
أهلنا الصّفافرة الذين بقوا منغرسين في مدن وقرى الجليل بعد احتلال بلدتهم وتهجيرهم القسريّ في 15 مايو/أيّار عام النّكبة يحجّون إلى أطلالها عاما بعد عام ويزرعون حُبّها في قلوب أبنائهم وأحفادهم.
وأكاد أراهم يشمّون رائحة حبقها وياسمينها، وزيتونها وفيجنها، وخبزها وزعترها، في كلمات هذا العمل الإبداعيّ الجميل ويقولون: “صفوريّة! لن ننساك أبد الدّهر”!