معرض لكرة القدم والرياضة السعودية
تاريخ النشر: 24/10/13 | 6:41رغم عزوف الأندية المحلية العريقة عن المشاركة، كان لزوار معرض الرياضة السعودي الأول لكرة القدم الذي افتتح رسمياً مساء أمس في جدة غرب البلاد، موعد مع فعاليات وأنشطة عديدة ركزت أساسا على التثقيف الرياضي ومكافحة ما يعرف بالتعصب الكروي.
فكرة إقامة المعرض تحولت واقعا بعدما ولدت فكرة مع فريق من الشباب بعد تنسيق استمر قرابة ثمانية أشهر. نجح الفريق في استقطاب كبرى الشركات والمؤسسات الرياضية المحلية للمشاركة في رسم مستقبل كرة القدم السعودية، وناهزت الأجنحة المشاركة الخمسين.
وعن أسباب غياب الأندية المحلية عن المشاركة, قال رئيس اللجنة العليا المنظمة للفعالية ناصر القشيري: "إن دعوات مشاركة أندية دوري المحترفين والدرجة الأولى، أرسلت قبل أشهر من إقامة المعرض أكثر من مرة، إلا أنها عزفت عن المشاركة، رغم التأكيد عليهم أن المساحات ستمنح لأنديتهم دون مقابل مادي".
مبادرات عدة كانت حاضرة في المعرض أيضا، بينها مكافحة التعصب الرياضي باعتبارها أخطر ظاهرة تواجه الرياضة المحلية وفقاً لمتخصصين.
وفي السياق، قام مجموعة من الشباب بعدة مبادرات منها استحداث نشيد وطني للمنتخب السعودي، كمساهمة مشتركة بين رابطة مشجعي الغريمين التقليديين ناديي الأهلي والاتحاد.
ندوات وحوارات
خارطة الندوات والحوارات الرياضية التي تقدم في فعاليات المعرض كانت محاولات جادة لتطعيم الزوار -من المهتمين بكرة القدم- بعناصر "الثقافة الرياضية" مثل التعريف بتاريخ الحركة الرياضية بالسعودية والاستثمار الرياضي وفاعلية الإدارة الرياضية الناجحة.
كما تطرقت الفعاليات إلى المسؤولية الاجتماعية في المجال الرياضي وثقافة الرياضي ورياضة ذوي الاحتياجات الخاصة والتغذية الرياضية الصحية وعرض مسيرة رموز الرياضة المحلية، مع الاهتمام بعرض التجارب النسائية الرياضية وإقامة مسابقة للشباب في مجال "التعليق الرياضي".
في أحد أروقة المعرض تستطيع أن تشاهد تاريخ الحركة الرياضية، حينما تقع عينيك على أول كتاب رياضي بالمملكة حمل عنوان "الاتحاد في التاريخ" للمؤرخ الرياضي الشهير الدكتور أمين ساعاتي، إضافة إلى موسوعته الشهيرة عن تاريخ الحركة الرياضية بالسعودية الذي صدر في ستة مجلدات.
معارف تاريخية
زائر المعرض يمكنه أن ينمي أيضا معارفه التاريخية عبر الاطلاع على ما يمكن تسميته "وثائق الرياضة السعودية" التي نشرت تفاصيلها المتفرقة ما بين خمسين وسبعين عاماً، وهي مجموعة متنوعة من الوثائق التي تنشر للمرة الأولى أمام الجماهير، كخطابات تأسيس الأندية، وأوائل أعداد الصحافة الرياضية السعودية الشهيرة.
خلال تجوالها بالمعرض، أكدت الصحفية الرياضية يمن فاروق لقمان أن المعرض سيحقق عدة أهداف حيوية تشكل في مضمونها العام "تقديم الوجه الحضاري للرياضة السعودية والتطور الذي مرت به لعبة معشوقة الجماهير" إضافة إلى ما قالت إنه يأتي "لتحسين ثقافة وسلوكيات الجماهير".
ويشير أكثر من زائر إلى أهمية ما يقدمه المعرض كونه جمع تحت سقف واحد جميع الجهات المعنية بقطاع الرياضة، مما يعني مد جسور التعارف والتواصل والتعاون بينها، والبحث عن أفضل المشاريع التي ستدفع بعجلة تطوير الكرة السعودية التي تعاني منذ سنوات من أزمة نتائج.
يُذكر أن المعرض -الذي يستمر حتى الـ28 من الشهر الجاري- يقدم فعاليات رياضية وثقافية واجتماعية تهدف إلى تعريف الجيل الجديد من الشباب بأن كرة القدم لم تعد مجرد "ركل" بين أقدام لاعبيها، بل صناعة تتطلب "ثقافة واسعة" واحترافا مهنيا متطورا.