شفيق كبها .. الغياب القاسي !
تاريخ النشر: 25/10/13 | 0:20بكثير من الحزن والأسى والألم ودع الوسط الشعبي والفني في هذه الديار المطرب الشعبي المعروف شفيق كبها، القادم والناهض من كفر قرع وربى المثلث الأشم، صاحب الحنجرة القوية والصوت الرخيم، الذي قتل غدراً وغيلة بأيدي الغدر والجريمة الرعديدة. فبأي ذنب قتلوا هذا الانسان الفنان مرهف الاحساس ..؟!
لقد اغتالوا من كان يحيي اعراسنا وافراحنا، ويطرب الناس، ويزرع الحب والأمل والفرح في النفوس، ويحاكي القلوب، ويدغدع المشاعر، ومن أبدع في أداء الموال والأغنية الشعبية الفلسطينية والوطنية الثورية الملتزمة.
شفيق كبها أشهر من نار على علم، فهو أحد كبار المطربين الفلسطينيين في الداخل، الذين شاركوا في احياء حفلات الاعراس والحناء في ربوع وطننا الحبيب، في المثلث والجليل والنقب والضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، لفتت موهبته الغنائية الانظار منذ الصغر، وأثار الإعجاب بصوته الصداح وغنائه الطربي.
عرفت فقيد الاغنية الشعبية الفنان شفيق كبها في أواخر السبعينات من القرن الماضي في أثناء دراستي الثانوية حيث كنا من أبناء جيل واحد، وقد توسمت فيه روح البساطة والطيبة ودماثة الخلق وروح البذل والعطاء وعشق الفن والغناء بلا حدود، فكان ينشد ويشدو ويطربنا في الحفلات والجولات والرحلات المدرسية. وبعد تخرجه بادر الى اقامة وتأسيس فرقة "الربيع" مع مجموعة من الفنانين والعازفين المهرة، الذين أبدعوا في العزف والتلحين وامتاع الحاضرين، وتميز بصوته الشجي العذب وأغانيه القريبة من الذائفة الشعبية.
شكلت تجربة شفيق كبها واحدة من التجارب الرائدة والناجحة في الغناء الشعبي والتراثي الفلسطيني، وتوزع هاجسه على الموضوعات الانسانية والفلسطينية والوطنية والرومانسية، فغنى للحب والجمال والمعشوقة والأرض والوطن والمخيم والشهيد والام الفلسطينية وفلسطين الحبيبة، وأبدع في الغناء الوطني، الذي منع بسببه من دخول المناطق الفلسطينية المحتلة لعقد من الزمان. ولا نزال نتذكر ولن ننسى اغنيته الشهيرة التي تتردد على الالسن "ع الميدان يا فدائي ع الميدان / من الزعتر يا فدائي من الزعتر "، وغيرها الكثير .
بغياب شفيق كبها القاسي والمر تفقد الساحة الفنية علماً ونجماً ورمزاً من نجومها واعلامها الساطعة، التي استخوذت على قلوب وعقول الشباب الفلسطيني. وسوف يكتب ويقال الكثير عن هذه الفاجعة والخسارة الاليمة التي حلت بالحركة والحياة الفنية والغنائية الفلسطينية.
شلت يد الغدر والجريمة التي طالت المطرب شفيق كبها وادودت بحياته، وصدمت شعبنا وعشاقه ومحبي فنه، ونطالب الشرطة بملاحقة الفاعلين وتقديمهم للمحاكمة. واذا كان هؤلاء الجبناء نجحوا في تغييب جسد أبو سائد فانهم لن ينالوا من فنه وتراثه الغنائي، وسيظل صوته يجلجل ويصدح في سماء الوطن وربوع فلسطين والوطن العربي. فرحمة عليك يا شفيق وسلاماً على روحك التي عانقت ثرى وتراب كفر قرع، وستبقى تطارد المجرمين.
والله اسمك محفور بقلوبنا يا ملك مليون رحمة عليك ان العين ليدمع وان القلب ليحزن على فراقك يا ملك
والله هزيتي مشاعري هذا ابو الجميع مش ابوكي لحالك والي ربنا معو ما بنخاف عليه مليون رحمة عليه لحد هسا انا بهيلم والله حاطط صورتو ريكع للمحشيف