"قطر الوطن".. معرض تشكيلي بالأردن
تاريخ النشر: 26/10/13 | 2:01لاقى معرض تشكيلي قطري للفنانين أمل العاثم ويوسف أحمد استحسانا من التشكيليين ونقاد الفن والمهتمين بهذا النوع من الفن، واعتبروه من المعارض النوعية التي شهدتها الساحة التشكيلية الأردنية مؤخرا.
وأقيم المعرض -الذي حمل شعار "قطر الوطن"- في غاليري دار المشرق بالعاصمة الأردنية عمان برعاية السفير القطري زايد بن سعيد الخيارين وحضور وزيرة الثقافة الأردنية لانا مامكغ ومشاركة واسعة من الفنانين الأردنيين والمهتمين بهذا النوع من الإبداع.
ويضم المعرض الذي افتتح مساء الثلاثاء الماضي ويستمر حتى 14 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل 22 لوحة، منها عشر لوحات للتشكيلية أمل العاثم و12 ليوسف أحمد، تمثل قطر بجوها وألوانها وصحرائها، كما تصف المرأة بأنها الحياة وعنصر الخلق والوجود حسب لوحات الفنانة القطرية.
مصدر الإلهام
وقال الفنانان القطريان وفق ملصق المعرض إن قطر مصدر إلهامهما، فإنسانها وأرضها وسماؤها وبرها وبحرها تتسرب إلى أرواحهما وتتحول في أعمالهما إلى نبع للفكر والحلم والجمال.
واستخدم يوسف أحمد مواد محلية، وهي عبارة عن ورق مصنوع من سعف النخل القطري وجريدة، في حين استخدمت العاثم خامات وألوانا تحمل أسرار العلاقة بين المرأة والقمر، وتحلق بها في فضاء العمل الفني لتجسد أو تساعد في إيصال الفكرة.
وقالت العاثم للجزيرة نت إنها من خلال المرأة عبرت إلى عوالم مختلفة وتطرقت في لوحاتها إلى المرأة والقمر "جسر إلى القمر" وحاولت قدر المستطاع أن تشكل وجودا بصريا يبدأ من الحواس وينتهي بالعقل والروح.
ولفتت إلى أنها من خلال عوالم المرأة الداخلية طرقت أبواب الكون وبحثت في صياغة تشكيلية جمالية عن معادلة بصرية للعلاقة التاريخية بين المرأة والقمر، مبينة أن العلامات والرموز داخل لوحتها مفاتيح رحلة طويلة في الفكر والفن بين مركزي الطبيعة "المرأة في الأرض" و"القمر في السماء".
من ناحيته أوضح الفنان يوسف أحمد أن الأرض والرائحة المحلية تفوح من لوحاته، وقال إن النخل يعني الكثير سواء في المجال الديني أو ثقافة المجتمع لأن النخلة صاحبة عطاء لا ينضب، وقال إنه اهتدى أخيرا إلى إضافة قيمة أخرى إليها وهي استخراج الورق منها.
بعد تاريخي
وقال أحمد إنه استخدم ألوانا هي عبارة عن غبار قطر وترابها اللذين يتميزان بالألوان الترابية، لذا أحبَّ أن يقدم أعماله من بدايتها وحتى نهايتها محمّلة برائحة قطر، بالإضافة إلى الحرف العربي الملازم لها منذ فترة طويلة.
وبيّن أنه ليس في قطر ألوان صريحة، فلا تجد الأحمر أحمر على سبيل المثال، وإنما تجد عليه مسحة رمادية أو غبارية، فالجو مغبر والألوان تكاد تتلاشى مع هذا الجو، فلا غرابة أن يستقر هذا الجو على سطح اللوحات.
واعتبر أحمد أن لعرض لوحاته دون إطارات هدفا هو إعطاء اللوحة معنى وبعدا تاريخيا يظهر العمل وكأنه ورقة من مخطوطة قديمة، وقال إن رسالته الواضحة التي يريد إيصالها إلى الجمهور هي أن هذا الفن قطري يحمل سمات وأدوات محلية لكي تذهب إلى العالم، "فهذه لغتي المحلية وأعتز وأفتخر بها لمخاطبة الآخرين".
وعلى صعيد متصل وصف التشكيلي الأردني جهاد العامري المعرض القطري بأنه من المعارض النوعية في الساحة التشكيلية الأردنية، خاصة أن الفن القطري لم يعرض منذ زمن طويل. وأضاف أن الفنان القطري يعتمد التكرار في عناصر الخط العربي ضمن قيم لونية متشابهة أقرب إلى الترابيات ولون الصحراء.
وقال إن هذا المعرض يمثل حوارا بين جيلين: الأول جيل الرواد في قطر الذي يمثله الفنان يوسف أحمد الذي أصبحت له بصمته الخاصة في الفن العربي المعاصر عبر اشتغاله على البيئة القطرية بجزئياتها من التراب وسعف النخل إضافة إلى الخط العربي.
أما الثاني فهو جيل الفنانة التشكيلية أمل العاثم، وهي تجربة نسوية مميزة تشتغل على عناصر كثيرة، منها علاقة المرأة بالقمر، كما توظف الأقمشة والخياطة في العمل الفني "وهذا يحيلنا إلى الوظيفة القديمة للمرأة في حياكة الملابس".
ومضي العامري يقول إن العاثم اشتهرت منذ فترة بالاشتغال على المرأة الخليجية في زيها وانفعالاتها من خلال السياق الاجتماعي في الجزيرة العربية، مشيرا إلى أنها قدمت بلوحاتها المعروضة بورتريهات لنساء حاكتها من أقمشة وألوان ممّا أضفى على اللوحات قيمة تعبير عالية.