وجوه وملامح (2)
تاريخ النشر: 12/06/16 | 8:06لقد تركت المرآة المسلمة عبر صفحات التاريخ صفحات مشرقة حافلة بالمواقف الرائعة التي تظهر فيها معاني هامة تحتاج المسلمة المعاصرة التعرف عليها من خلال نساء دخلن التاريخ من أبواب شتى، وسأستعرض من خلال هذه السلسلة بعض المواقف سريعة التأثير في القلوب مواقف نستعرض من خلالها ملامح كل شخصية عبر التاريخ.
سمية بنت خياط ” أول شهيدة في الإسلام “..
سمية أم عمار بن ياسر، وهي سمية بنت خياط وقد كانت أمه لأبي حذيفة بن المغيرة المخزومي، وكان ياسر حليفاً لأبي حذيفة فزوجه سمية، فولدت له عماراً فأعتقه أبو حذيفة. وكانت من السابقات إلى الإسلام، وكانت ممن يعذب في الله عز وجل أشد العذاب.
ولقد كانت رضي الله عنها أول شهيدة في الإسلام وكانت من السابقات في إظهار الإسلام. قال مجاهد: ” أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فمنعهما قومهما وأما الآخرون فألبسوا ادراع الحديد ثم صهروا في الشمس وجاء أبو جهل إلى سمية فطعنها بحربة فقتلها، ولما قتل أبو جهل يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار: قتل الله قاتل أمك “.
وهكذا يسطر لنا التاريخ حياة أول شهيدة في الإسلام فهي أول امرأة مسلمة جادت بنفسها في سبيل الله عز وجل، وذلك رغم أنها ذاقت ألوان العذاب فلم تخف ولم تستسلم بل ثبتت على إسلامها رغم العذاب الشديد فاعتصمت بالصبر وقرت على العذاب وأبت أن تعطي القوم ما سألوا من الكفر بعد الإيمان فذهبوا بروحها وكانت أول شهيدة في الإسلام.
وهكذا الإسلام يا أختاه حين تباشر حلاوته القلوب فإن الصعاب تهون. فأين نحن يا أختاه من تلك المؤمنة وأين نحن من الصبر على ديننا ؟ وهل نتحمل نحن شيئاً في سبيل الله ؟ أم نتراجع لضعف إيماننا وضعف اعتصامنا بالله ؟ لعل هذه السطور القليلة في كميتها، العظيمة في مدلولها والتي سطرها لنا التاريخ تكون خير دليل لنا في طريقنا إلى الله، ولعل مسلمات اليوم يعشن بقلوبهن مع تلك المؤمنات السابقات ويحيين عبر صفحات التاريخ في رحلة الإيمان يتعرفن على ملامح المسلمات السابقات.
محمود عبد السلام ياسين