صور وذكريات.!
تاريخ النشر: 12/06/16 | 13:29اما يا بني – وقد بات رمضان على الابواب، ففيه تملا الحسنات الطرقات….ولما كان لنا نحن – بني العبقري تاريخ مشرف في لمها. فاسلك طريق اجدادك العظام، وذلك ليوم لا ينفعك فيه الا ما جمعت يداك من حسناته.
1-لا تاخذ مواعظ الامام على محمل الجد.!
فاذا وعظ قائلا ان الاسراف والتبذير في موائد الافطار مكروه، وقد يصل به الامر ان يحرمها لا تأخذ باقواله بل انظر الى اعماله. فخذ مثلا جدك مالك بن شنان العبقري، الذي امتهن الامامه مذهبا، فقد لعن احد مريديه ووصفه بالزنديق، وذلك عندما دعاه الى مائدة افطار في بيته، ووضع امامه دجاجه محمره.فبدا جدك مالك يهاجم المسرفين واصفهم بانهم اخوان الشياطين، فتقدم المضيف وتناول الدجاحه المحمره وارجعوها الى المطبخ، فاجتاحت جدك الامام جحافل من الغضب والقهر ومنع نفسه بكل ما اوتي من قوه كي يجنب نفسه القبض على خناقه ” والافطار على خنقه “. وفي خطبه الجمعه لعن جدك البخلاء وقابض اليد والمقترين ولم ينس الذين يظهرون الطعام ويمنعونه عن ” جوعى ” المسلمين.!
اما انت يا بني فأذهب مذهب اجدادك الاولين، فاغرف كما غرفوا من المحمروالمسمن واملا معدتك بكل ما لذ وطاب، فرمضان موسم كي نحتفل بذكراهم الذي تفوح منه كل ما هو طيب “يطرب ” الفم ولا تحفل بشكاوي المعده فهي خلقت لمواسم الطعام واولها موسم رمضان….كن معدميا تدخل الجنه…!!
2- يا بني ترمضن.!
فاذا جمعك الزمان مع جماعه من الصائمين، فقل ان رمضان هو بالنسيه لك افضل الاشهر، ولا تبخل عليهم بمدح حسناته وخيراته، واذا اختليت لنفسك او لاقرب المقربين، فالعن اليوم الذي التقيت به.! وقل انه ثقيل على الجيب والمعده. وافعل كما فعل جدك رمضان بن قصي العبقري، الذي كان يعتكف في المسجد في رمضان، ويتسلل الى بيته، ليسكت معدته، بما تحصل غليه من طعام وشراب.مدعيا المرض، قائلا لنفسه:” ليس على المرض حرج.!”.
يا ولدي.. اما في البيت، ومع زوجتك واولادك، فاسمعهم اقسى الكلام، متوقعا منهم ان يتفهموا متاعب صيامك، وذكرهم في كل دقيقه، انك صائم ولا يجوز لأحد ان يقترب منك او يسألك سؤالا.. واما مع الاصدقاء، الاحباب والجيران والمعارف، فضع على وجهك قناع وقار رمضان، وعلى شفتيك ابتسامة الايمان، واستعمل صوتك الذي يدل على الخشوع.. وذلك سيرا على المبادئ الرمضانيه التي توارثناها عن عائلتنا.. عائلة العبقري.!
فجدك مسيلمه بن نزار العبقري، طلق زوجاته الثلاث في رمضان، لأن الأولى لم تيقظه وقت السحور..! والثانيه لانها قرأت القرآن بعد ان صلت الفجر جهرا، فعطلت عليه نومه في الصباح..! والثالثه لانها ذكرته ان موعد آذان العصر قد حل فأزعجته في قيلولته..!
3- يا بني روّح عن معدتك في رمضان.!
يا بني اما صلاة التراويح، فقل لمن تقابله انها لم يفرضها الله، او لم يسنها رسول، وانما هي بدعه ابتدعها المشايخ، لتكن باب يفتح لهم على موائد الرز واللبن.!
وابق في بيتك.. لتروح عن نفسك بالوان الحلويات.وعلى رأسها الكنافه واخواتها.!!
واقض وقتك في ” التفرج ” على صبايا المسلسلات، لتغذي روحك، لان في مفاتنهن ترويح لك، على ما بذلته من جهد في صيامك، واضحك على مهازل المسلسلات الهزليه، لان في الضحك تنشيط لمعدتك، عما تحضنه من اطايب الطعام والشراب، ولا تنس ان خف امتلاؤها ان ترفدها، بهما حامدا الله على نعمه، واكثر من الحمد، لن هذا لا يكلفك مالا ولاجهدا.!
مثلما كان يفعل جدك صعصعه بن ورد العبقري، حينما كان يقضي لياليه الرمضانيه في ليالي الانس مع الغواني والقيان، وكان يقول دائما: ا”لليل ليل خمر، وغدا نتفرغ للامر.!!”.
وكان جدك هذا يغلق بابه في رمضان، في وجه كل من اراد ان يرتاد بيته، فقد كان يقول دائما: “ان الله حرم رد السائل والمحروم !”. فيغلق الباب، فلا يوجد حارم ولا محروم.!
4- كن كريما على جيبك في رمضان.!
واذا صادفك سائل، فالكلمه الطيبه افضل الصدقات، واجعل دائما جيبك خاليا من المال، لانه مالك يكره ان يسجن فيه، واذا نوديت الى الموائد فلب النداء، مثلما كان يفعل جدك مسيلمه بن شيبان العبقري. فقد كان- رحمه الله- زينة الموائد، وعلما من اعمالها، فهو الذي طلب من الوالي، ان يأمر الصناع، بزياده حجم الصحون والسدور والكؤوس، كي تشبع وتروي معاقريها.. واذا لمح لك بانه من الواجب عليك ان ترد جميل من دعوك الى موائدهم، فقل ان الموائد، هي اسراف وبذخ من عمل الشيطان، وانك لا تقترف الكبائر، خصوصا في رمضان..!! فقد روي عن جدك كليب بن لؤي العبقري، ان نباح كلابه، كان يسمع من بعيد، لانه كان يتركها فريسه للجوع والعطش..مما يجعل المارين بالقرب من حيه، ان يبتعدوا عن خيمته.!!
ولما أسلم قال:” رضيت بالاسلام دينا الا الزكاه والصدقه…!!”
يوسف جمّال- عرعره