بناء مسكن لفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة بقلقيلية
تاريخ النشر: 27/10/13 | 5:33بعد أن انتشرت قصة الفتاة حنان عودة (33) عاما من وادي الرشا إلى الجنوب من مدينة قلقيلية في وسائل الإعلام المختلفة، لم تتوانىَ قيادة الشرطة الفلسطينية ممثلة بسيادة اللواء حازم عطا الله مدير عام الشرطة في الاستجابة السريعة لنداء الإنسانية وتبني حالتها المستعجلة، وما كان هذا ليأتي إلا انطلاقا من الواجب الإنساني الذي تتمتع به روح العدالة والقانون الذي يقوم به جهاز الشرطة الفلسطينية ،و ذلك بموازاة للدور الاجتماعي والإنساني الذي تمارسه المؤسسه ، بل اتخذه منهجا وإستراتيجية في تعزيز العلاقة مع المجتمع المحلي، وتلمس احتياجات المواطنين ، وتقديم يد العون والمساعدة لمختلف الفئات المجتمعية المهشمة، بخاصة تلك التي بحاجة الى رعاية وخدمة خاصة للشعور بكيانها ووجودها.
فبعد أن لامست القصة آذان قيادة الشرطة، تم على الفور ترتيب زيارة للقرية، قام وفد من شرطة محافظة قلقيليه بقيادة المقدم حقوقي مصعب يحيى مدير شرطة المحافظة، من منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه هذه الحالة الإنسانية، بالاطلاع على الظروف المعيشية للفتاة حنان، وإعطاء التعليمات اللازمة للبدء بالبناء، وتلبية النداء لإنهاء معاناتها، فشرعت طواقم الشرطة في عمل المسكن المناسب لهذه الفتاة التي تعاني من ظروف معيشية صعبة لا تليق بحياة الإنسان، وتجهيزه بكل ما يلزمه من أثاث ومستلزمات من شانها ان تضمن الحياة الكريمة لها.
ونظرا لقدوم فصل الشتاء كان العمل في بناء هذا المسكن أشبه بسباق مع الزمن، ليتم انجازه خلال أسبوعين فقط من تاريخ هذه الزيارة.
وها هو يوم الوفاء بالوعد قد أتى، وتم تسليم المسكن اليوم الأحد الموافق 27-10-2013، وذلك بحضور المهندس عبد الحميد الديك مسير محافظة قلقيليه والمقدم حقوقي مصعب يحيى مدير شرطة المحافظة، ليكون لحنان التي عانت ويلات الشتاء القارص وشمس الصيف الحارقة مسكن اّمن تعيش فيه بأمن وسلام.
حنان، ابنة الثلاثين التي تعاني من اضطرابات نفسية وإعاقة حركية، ربما لم تأبه بهذا التغير الذي حدث في حياتها اليومية كونها لا تعيه تماما، ولكن روح حنان ستكون كفيلة بإحساس لمسة الخير التي تعاطفت معها وتبنت حالتها.
وهنا لابد من رسالة الى مختلف المؤسسات والجهات، رسمية كانت ام أهلية، إلى أن رعاية المعاقين والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم وتدريبهم، ما هي إلا رسالة سامية ذات أبعاد إنسانية شريفة ونبيلة، كما إنها أمانة في أعناقنا جميعا تستلزم تضافر كافة الجهود، وتقديم كل الدعم والاهتمام والسعي المتواصل لتحسين ظروف معيشتهم وتحصيل حقوقهم التي كفلها لهم القانون والنظام والقوانين والتشريعات.
وذكر بيان ادارة العلاقات العامة والاعلام بالشرطة ان المؤسسة ليست بمعزل عن ظروف و احتياجات شعبنا ومواطننا الفلسطيني، ونعمل دائما وتحت قيادتنا الشرطية الحكيمة الى إدخال البسمة والفرحة في نفوس الفئات المجتمعية التي قد تشعر انها مهمشة، ولا قيمة لها في هذا المجتمع، بل ونعمل على تبني قضياهم ومساندة المؤسسات المجتمعية التي ترعاهم وتقدم الخدمات لهم، وجعلهم يشعرون أنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني.