مع القراء…وشكرًا لهم!
تاريخ النشر: 13/06/16 | 8:16لا شيء يسعدُ الأديبَ أكثرُ من اهتمام القرّاء بنصوصه والحديث معه عنها سواء بالاتصال به هاتفيَّا أو الكترونيًّا أو برسالة خطيَة بالبريد العاديَ أو مباشرة حين الالتقاء به في محاضرة أو مكتبة أو مجمَع تجاريّ أو مقهى أو حتىّ في الشّارع العام، وقد يكون هذا الحديث إطراء للنّصّ أو نقاشًا في فحواه أو اختلافاً في الرّأي أيضاً.
في الفاتح من حزيران الجاري وصلتني بالبريد العاديّ رسالة من الرّفيق سلمان مرزوق من بلدة أبو سنان الجليليّة وهو عضو في لجنة المبادرة العربيّة الدّرزية وناشط جبهويّ كما يذكر في رسالته اللطيفة يعلّق فيها على مقالي حول “المثقّف الرّسوليّ” فيقول: هناك من أرسلناهم (يعني الحزب الشّيوعيّ) إلى الخارج وتعلّموا على حساب الشّعب الرّوسيّ والشّعب البلغاريّ و… ولكنّهم تركوا الحزب بعد عودتهم إلى الوطن ولا يهتمّون بأوضاع النّاس ويضيف بأنّ مقالي تنقصه مقولة لينين المشهورة: إنّ المثقّفين هم الأقدر على الخيانة لأنّهم الأقدر على تبريرها!!
وأما “محمّد ” وهو تلميذ في مدرسة “النّجاح” في بلدة المكر الجليليّة فيسألني في رسالته “لو كانت حياتك كتابًا فماذا ستسّمي هذا الكتاب”؟
بينما زميلته “زهرة” تكتب رسالة جميلة عن قصصي التي قرأتها وطلاب صفّها – طبعا قصص الأطفال- وتقول في نهايتها “أصبحت أحبّ القراءة وأريد أن اشتري قصصاً أخرى من تأليفك…”.
ورشّني بعطر كرمليّ الشّاعر الزّجّال ذو الصّوت الجبليّ توفيق حلبيّ عندما صافحني بعد كلمة قصيرة ألقيتها في أمسية دافئة في ذلك اليوم في مدينة النّاصرة احتفاء بفضائيّة “مساواة” وقارن بين كلمتي هذه وبين كلمات أخرى كنت قد ألقيتها من قبل في دالية الكرمل والرّامة وغيرهما في مناسبات مختلفة وذكّرني ببعض الجمل والأفكار التي كنت قد قلتها يومئذ وأكّد لي أنّه يتابع ما أكتبه. وأمّا الصّديق الدّكتور منصور عبّاس وهو قياديّ بارز في الحركة الإسلاميّة ومثقّف يتقن فنّ الحوار مع الآخر كما عرفته في أثناء لقاءات لجنة الوفاق الوطنيّ مع الأحزاب فقد قال لي في الأمسيّة نفسها بأنّه يخالفني الرّأي في بعض ما ورد في مقالي “لا إمام سوى العقل” وفقد فكّر بالرّد على المقال ولكنّ أمورا أخرى أشغلته، فشجّعته أن يكتب الرّد حتّى لو كان متأخرا لأنّنا بحاجة إلى نقاش فكريّ. وما زلت أنتظر.
وفي صباح الغدّ، الثّاني من حزيران اصطحبت صديقي النّاقد د. نبيه القاسم لنعود صديقنا الكاتب والمخرج المعروف رياض مصاروة في المستشفى الطّليانيّ بحيفا، واسمحوا لي باسمي وباسمكم أن أتمنّى له الشّفاء التّام والعاجل، وما أن عبرت بوّابة المستشفى وإذا بالعزيز الطّبيب البارز والإنسان الدّمث عصام زين الدّين يقول لي: أتابع مقالاتك وقصصك وانتظرها لأتمتّع بها.
لا شيء أحلى من ذلك ولا جائزة أفضل من ذلك.
عندنا قرّاء يحبّون المقالة والقصّة والقصيدة والرّواية ويقدّرون الأدب الإنسانيّ الرّاقي.
شكرا من القلب للقارئات والقرّاء الذين اتّصلوا بي والذين يتّصلون بي والذين لا يتّصلون ولولاهم لما واصلت المسيرة.
محمّد علي طه