إجتماع اللجان العماليه في نقابة معاً
تاريخ النشر: 29/06/11 | 5:58عقد مؤخرًا اجتماع العام لنقابة العمال معًا بحضور 64 مندوبا للجان العمالية المنضوية في اطار النقابة اضافة لممثلي الفروع المختلفة. وتيمّنا بروح الثورات العربية وشعاراتها، اعتمد الاجتماع شعار”نقابة معًا من أجل العدل الاجتماعي”.
برز بين المندوبين اعضاء اللجان العماليةالمنتخبة واللجان المبادرة في معا وبينهم، عمال كسارة سلعيت، والمحاضرون في كليتي مصرارة والمسرح المرئي ومتحف اسرائيل، سائقو شاحنات، نادلون في المطاعم، عاملات زراعةوعمال بناء. كما شارك في المؤتمر مندوبون عن قوى المعارضة في نقابة العاملين الاجتماعيين الذين يناضلون اليوم لإحداث تغيير داخلي في نقابتهم, خيم الجو الأممي على اجتماع معا الذي حضره عمالعرب ويهود، وتمت ترجمة الخطابات الى اللغتين بمساعدة اجهزة الترجمة مما ساعد في تعزيز التواصل.
عكس المؤتمر القفزة النوعية الكبيرة التي حققتها النقابة خلال السنة الاخيرة. ففي هذه السنة اتمت النقابة اتفاقها الجماعيالاول في كلية مصرارة للفنون في القدس بما ضمنل-70 محاضرا تثبيتا في العمل، خلافا للوضع السابق الذي تم حسبه فصلهم كل ثمانية اشهر، كما يكفل الاتفاق كافة الحقوق الاجتماعية. يذكران أسلوب التشغيل المؤقت هو ظاهرة شائعة في مختلف المعاهد العليا, بعد الانجاز في مصرارة توجهت مجموعة محاضرين فيكلية فنون اخرى في القدس (مدرسة المسرح المرئي)، وتم بتوجيه من معا تشكيل لجنة معلمين وبدأت المفاوضات سعيا للتوصل الى اتفاق. عميت دروري مندوب اللجنة قال في الاجتماع: “ان ضغط اصحاب الاعمال لا ينحصر في الاهانات او التهديدات، بل يتمثل ايضافي محاولات بعض هؤلاء ابتزاز العمال عاطفيا منخلال ايهامهم بانهم اصدقاء وعائلة واحدة وان الادارة “مصدومة” من تنظيم انفسهم من وراء ظهرها. في الواقع فمن خلال الاتفاق ستكون المدرسة بيتا افضل للعاملين فيها وليس للادارة فقط”.
عن كسارة سلعيت في منطقة ميشور ادوميم بالضفة الغربية، تحدث نياز قدادحة (ابو محمود)فقال: “رغم تعنت الادارة الا ان الاتفاق المرتقب سيعطي 40 عاملا حقوقا حُرموا منهم لأكثر من عشرين عاما، ويحسّن معاشهم ويكفل لهم صندوق التقاعد، وسيعتبر الاتفاق انجازا تاريخيا لانه سيكون الاول الذي تحققه النضالات العمالية في الضفة الغربية”.(يذكر انه في 15/6 اعلن العمال اضرابا مفتوحا عن العمل الى حين توقع الادارة على الاتفاق),إنجاز هام آخر كان في مجال تنظيم سائقي شاحنا تعرب ويهود في إحدى اكبر شركات النقل، “همنيع”. ومع ان اكثر من ثلث العمال وقعوا على الانتساب لمعا وطالبوا الشركة بحقهم فيتمثيل العمال، الا ان الشركة حاربت التنظيم بكل القوة مثل الفصل والتهديد بالفصل وحتى الرشاوى، مما اضطر النقابة للتوجه للقضاء. وبدعم من شركات كبرى في مجال النقل، شنت الشركة معركة قانونية وحملة دعائية شرسة ضد نقابة معا ادّعت خلالها ان معا ليست نقابة بل جسما سياسيا متطرفا معاديا للمؤسسة الاسرائيلية الحاكمة وان لها صلة بحزب دعم العمالي اليساري. وكان رد معا في المحكمة حازما بان انحياز معا للعمال العرب واليهود هو واجبها وان العمال وحدهم اصحاب الحق في اختيار نقابتهم وليس صاحب العمل. وقداقرت المحكمة في قرارها النهائي في الملف حق معا كنقابة عمالية معترف بها باعتبارا نحيازها اليساري حقا مشروع. في المقابل لم تقبل المحكمة وجود النسبة الكافية لتشكيل لجنة عمالية لكنها اقرت بانه في حالة توقيع عدد كاف من السائقين على مستندات عضوية في معا سيكون من الممكن اقامة اللجنة العمالية في الشركة.
برز في الاجتماع حضور مجموعة من المعارضين في نقابة العاملين الاجتماعيين، وهؤلاء يمثلون النضال الكبير الذي خاضه العاملون والذي انتهى بتوقيع الهستدروت على اتفاق مجحف. تحدثت في الاجتماع العاملة الاجتماعية تامر فاربير، وهي تمثل المجموعة التي تنسق مع نقابة معا بشأن الخطوات لإحراز استقلال نقابة العاملين الاجتماعيين عن الهستدروت، وذلك كخطوة اساسية في المعركة من اجل وقف التدهور في الخدمات الاجتماعية عامة وفياجور وحقوق العاملين أنفسهم. وأشادت فاربير بموقف العمال الذين تواجدوا في القاعة والذين يعبرون عن النضالات الجذرية الملتصقة بحقوق العمال.
في القسم الثاني من المؤتمر قدم ثلاثة من مسؤولى معا تقارير عن المشاريع التي تديرها النقابة، وهي في مجال تشغيل النساء العربيات في الزراعة، الوقاية في البناء والشبيبة.النقابية وفاء طيارة مسؤولة فرع معا في باقة الغربية فسرت طبيعة المشروع المميز لتشغيل النساء العربيات ومحاربة البطالة في صفوفهن والتحديات امامه خاصة على ضوء اصرار الحكومة على استيراد المزيد من العمال الاجانب. النقابية اسماء اغبارية زحالقة قدمت تقريرا حول مشروع توعية عمال البناء العرب لمخاطر حوادث العمل وضرورة تطبيق اوامرا لوقاية، واشارت الى ان 30 عامل بناء يقتلون سنويا في حوادث عمل، معظمهم من العمال العرب، وذلك جراء الاهمال وضعف المراقبة، ودعت لحضور مؤتمر عام في الموضوع بالناصرة في23/7.
التقرير عن الشبيبة قدمه النقابي داني بن سمحون تحدث فيه عن اهداف المبادرة وهي اقامة اطار”شبيبة من اجل التغيير الاجتماعي”، يركز على اللقاءات والفعاليات في المدارس الثانوية العربية واليهودية على اساس قواسم مشتركة نابعة من تلاقي في الواقع الاقتصادي العصيب الذي تعيشه شرائح متزايدة من المجتمعين، واشار الى ان هذه اللقاءات تزعزع الآراء المسبقة حول العلاقة بين اليهود والعرب، وتفسح المجال للنقد الذاتي بهدف التغيير الاجتماعي وبالتالي مواجهة العنصرية والاحتلال بأدوات نضالية جديدة, بعد الاستماع لتقارير المسؤولة المالية تسيبورا فريدمان، ورئيس لجنة المراقبة نير نادر، أقر المندوبون الاقتراحات والتقارير التي قدمت، وانطلقوا الى سنة اخرى من النشاط الميداني المكثف نحو بناء النقابة المستقلة الجديدة.