تذكير لغوي (24)
تاريخ النشر: 16/06/16 | 12:21
نكتب: بدأا… يبدأان
…………………………..
يكتب الناقد محمود الغيطاني معلقًا على رواية (مصائر):
“…ثدييها اللذين بدأا يهبطان نحو بطنها”،
فالصحيح “بدآ”.
….
أعيد القول:
خطّأ الناقد الغيطاني الكاتبَ رِبْـعِيّ المدهون في كتابة (بدأا)، وذلك في روايته الفائزة بجائزة بوكر- (مصائر)، فأراد الناقد تصويبه وقال هي (بـدآ)- بالمد.
(انظر مقالته في موقع بتانة نيوز!)
..
بدءًا أرى أن الناقد هو الذي أخطأ، وأن المدهون أصاب.
من هنا أعمد إلى مواضع كتابة المد، وذلك من خلال ما لخصته من المصادر المختلفة.
…
إذا فُتحت الهمزة بعد فتح أو سكون، وكانت بعد الهمزة ألف من بِنية الكلمة تُقلب مدّة، وذلك فيما يأتي:
..
1- إن كانت الهمزة في بدء الكلمة، نحو آدم، آمَِن، آمنة، آخر…
..
2- إن كانت الهمزة في وسط الكلمة، نحو مِرآة، قرآن، كآبة، سآمة…
أما إذا وقعت الألف متطرفة فترسم ياء، نحو مرأى، ظمأى، منأى…
..
3- في المثنّى المفتوح ما قبل الهمزة، نحو مبدَآن، ملجَآن، مجتَزَآن، مرفَـآن…
أما إذا لم يكن مفتوحًا ما قبلها فتكتب الهمزة حسب قواعد الإملاء المعروفة:
مبتدِئان، جزْءان، بؤبؤان، رزءان، ملتجئان…
….
3- إن كانت الهمزة في جمع المؤنث السالم= مكافآت، منْشَـآت، مجتزَآت…
..
4- إن كانت الهمزة في جمع التكسير= مآدب، لآلئ، مآخذ، مآرب…
…
** انتبه إلى أنه لا يظهر المد في الأفعال نحو:
ابتدأا وأنشَأا وقرأا ويقرأان واقرأا، و علة ظهور الألف أنها ليست في اسم مثنى، بل هي بعد فعل، والألف هذه ضمير بارز يضاف على الفعل، ويعرب فاعلاً.*
وكما نكتب جرؤا ظمئا نكتب بدأا دون ضرورة للمد.
……….
* يقول حسين والي في (كتاب الإملاء)، ص 58:
“أما نحو قرأا ولم يقرأا ويقرأان فيكتب بألفين.
أما في الماضي والمضارع المجزوم والمنصوب فلخوف الالتباس بالمسند إلى الواحد،
وأما في المضارع المرفوع يقرأان فلخوف التباسه بالمسند إلى ضمير الإناث”.
(يقصد هنا أن المدة كانوا قديمًا يستغنون عنها في كتاباتهم، لذا فقد أوجبوا ظهور الألف حتى لا يحدث التباس بين كلمة وأخرى).
يؤكد ذلك كذلك عبد السلام هارون في كتابه (قواعد الإملاء) ص 14، وثمة مصادر أخرى ترى هذا الرأي، ولم أقع على مصدر يجيز (بدآ)، ونحوها.
أ. د فاروق مواسي
