ثلاث خصال بها تجد حلاوة الإيمان
تاريخ النشر: 30/06/16 | 0:23كثير منا يؤدي العبادات ولا يجد ثمرتها وحلاوتها في نفسه، وكثير منا يفعل الخيرت ولا يشعر بانشراح صدره أو لذة الطاعة، ولعل لذلك أسبابًا كثيره، فلم يدعنا الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم محرومين من حلاوة الإيمان، بل أرشدنا إلى السبيل الذي يوصلنا لذلك المعنى.
فقد قال النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: “ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه”.
حب الله ورسوله:
فمحبة الله تعالى سبحانه وتعالى، ومن ثم محبة رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أهم الشروط التي يجعل الإنسان يذوق حلاوة الإيمان والطاعة، لأن الإنسان إذا أحب أحدًا سارع في إرضاءه واتباع أوامره والتقرب إليه أكثر وأكثر، وهكذا حال المؤمن الصادق يحب الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أكثر من نفسه وأهله وماله وولده والناس أجمعين.
وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لسيدنا عمر بن الخطاب لما قال له: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شئ إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “لا يا عمر والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، وحينها قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “الآن يا عمر”. أي الآن يا عمر كمل إيمانك.
المحبة في الله:
والتآخي في الله والحب في الله من أعظم الأمور التي تقرب إلى الله وتنشر الود والمحبة بين الناس في المجتمع، ولهذه المحبة بين الناس المجرد من الغايات والمصالح فضل عظيم، عرفنا إياه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عندما أخبرنا عن: “سبعة يظلّهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظلّه”، وذكر منهم: “رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وافترقا عليه”. وقال كذلك: “المتحابون في الله – تبارك وتعالى – في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء”.
والمحبة في الله تستلزم بعض الحقوق للمسلم وعليه، مثل رد الغيبة وقضاء الحاجات وحفظ السر، والنصح للخير، والبعد عن الحسد والفتنة والدعاء بظهر الغيب وتفقد أحواله.
الثبات على الإيمان بالله:
أما الخصلة الثالثة لتصل إلى حلاوة الطاعات هي الثبات على الإيمان بالله عز وجل، والتمسك بدينك رغم الفتن والأذى الذي قد يتعرض له الإنسان، وهو ما يعني التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وأن يسعى لكمال الإيمان بالله وبرسوله، فعن أبي أمامة – رضي الله عنه -: عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أنه قال: “من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله؛ فقد استكمل الإيمان”.