الخشوع في الصلاة

إن شعرت بالانكسار والافتقار أمام الله وأنت ساجدة أو وأنت راكعة في الصلاة، إذن فأنت خاشعة، أن شعرتي بالاستسلام والاطمئنان في أجمل لقاء مع الله وهو الصلاة إذن فأنت خاشعة، أن شعرتي بالحب والحنان والشوق للقاء الله أثناء الصلاة إذن فأنت خاشعة.
ولكن إذا لم تشعري بما سبق وكان كل ما يشغلك في الصلاة هو السجود والركوع وتلاوة بعض الآيات، إذن فأنت تحتاجين للخشوع في صلاتك، لأن الصلاة بذلك غير مكتملة فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن العبد لينصرف من صلاته، ولم يكتب له منها إلا نصفها، إلا ثلثها، إلا ربعها، إلا خمسها، إلا سدسها، إلا سبعها، إلا ثمنها، إلا تسعها، إلا عشرها).
هل تعرفين ما هو معنى الخشوع في الصلاة؟
أولاً الصلاة ما هي الإ صلة بين العبد وربه، ينبغي أن ينقطع فيها الإنسان عن كل مشاغل الحياة وكل ما يشغل باله بشكلٍ عام، وإذا أردتي أن تعرفي كيف كانت صلاتك فاسئلى نفسك الأسئلة السابقة التي ذكرناها في المقدمة وستعرفين ما اذا إن كانت خاشعة أما لا. يدفعك الخشوع الى الرغبة بالتقرب الى الله أكثر وأكثر لذا اعملي جاهدة للوصول الى هذه المرحلة الجميلة والمميزة.
لابد وأن تعرفي أمراً هاماً الا وهو ما جاء بالقرآن الكريم” {قد أفلحَ المؤمنونَ * الذينَ هُم في صلاتِهِم خاشعونَ” سورة المؤمنون
اليك جملة من الأسباب التي قد تعينك للخشوع في الصلاة:
• الاستعداد قبل الصلاة: لكي تنعمي بالخشوع في الصلاة لابد وأن تستعدي قبل دخول وقت الصلاة فالتهيأ للصلاة يساعد بشكل كبير في التدبر في وقت الصلاة.
• تلاوة القرآن وقراءة ما تم حفظه أثناء الصلاة: مداومتك على تلاوة القرآن وحفظه ستساعدك بشكل كبير في الخشوع أثناء الصلاة خصوصاً ان رددت الآيات التي قمت بحفظها خلال الصلاة، اذ ان هذا سيجعل ذهنك حاضراً أثناء الصلاة.
• استحضار عظمة الخالق: أن تشعري بعظمة الخالق رب العزة عزوجل أمر بالغ الأهمية لكي تصلي الى مرحلة الخشوع في الصلاة، فكلما شعرتي بالحياء لله والانكسار أمام عظمته وقدرته كلما زاد خشوعك بين يديه أثناء الصلاة.
• الاستغفار ودوام محاسبة النفس: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر) هكذا حدثنا أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب ويتبين لنا من الحديث أننا يجب أن نحاسب أنفسنا دوماً وأن نحاول أن نجاهد أنفسنا ونحاسبها فمن شأنها أن تساعدنا على الخشوع في الصلاة.
أخيراً حاولي أن تجاهدي نفسك أمام الشيطان اذ انه هو الذي يوسوس ويحاول أن يفسد عليك صلاتك فحاولي أن تنجحي أمام محاولاته واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم واسألي الله دوماً أن يرزقك الخشوع في الصلاة فما أجمله من شعور.