اهتمام باكستاني بالخط "الإسلامي"
تاريخ النشر: 29/10/13 | 8:26يحظى الخط العربي بشعبية كبيرة في باكستان ويطلق عليه اسم "الخط الإسلامي"، وقد اشتهر به عدد من الخطاطين الباكستانيين خلال العقود الماضية. وتجاوز الخطاط عظيم إقبال إتقان فنون الخط الإسلامي على مدى 15 عاما، إلى توظيفها في لوحات تعبر عن القيم الإسلامية.
وقدم إقبال في معرضه الأخير الذي حمل عنوان "الإسلام سلام وتناغم" مائة لوحة تتضمن آيات وأدعية، لم تقتصر على الخط بل جمعت بين عدة فنون إسلامية في كل لوحة، استخدم فيها جلودا وأخشابا وأوراق شجر وأحجارا كريمة، وأطّرها بقطع خشبية مزينة بالنقوش الإسلامية.
وحول تقنياته في استخدام تلك المواد قال: "إنه يركز على بساطة المواد المستخدمة "لتحاكي عصرا لم نعش فيه، ولكننا قرأنا وسمعنا عنه وعن القيم التي أطرت حياة المسلمين وعلاقتهم ببعضهم وبالآخر آنذاك".
ويرى إقبال أن الخط الإسلامي "يجب أن يكون عامل تجميع للشعوب الإسلامية ورسالة سلام ومحبة من المسلمين لغيرهم"، مشيرا إلى أن الفنانين المسلمين يحملون مسؤولية إيصال هذه الرسالة بأعمالهم الفنية، وهذا ما أحاول عمله من خلال هذا المعرض".
ويربط إقبال بين الفن والسياسة بقوله إن بلاده التي تشهد نزاعات طائفية وأعمال عنف ذات خلفية دينية وعرقية "تحتاج إلى فهم عميق للإسلام ورسالته التي تحث على الوحدة والتعاون بدل التحارب والتعادي"، ولذلك يعمد إلى تنظيم المعارض في مختلف الجامعات الباكستانية وشرح هذه القيم من خلال اللوحات للطلبة الذين يعجبون بهذا الفن ورسالته ويحاول بعضهم تعلمه.
ويضيف أن جميع الشعوب الإسلامية من مختلف الأصول تحب الخط الإسلامي وتعتز بالفن الإسلامي، ولذلك تجد أعماله قبولا كبيرا لدى الناس.
الدعم
وبحسب إقبال فإن الحكومة الباكستانية تقدم دعما للخطاطين الإسلاميين عبر اعتماد لوحات الخط الإسلامي كهدايا حكومية للمسؤولين الدوليين الذين يزورون باكستان أو الذين يستضيفون المسؤولين الباكستانيين في بلدانهم.
غير أن هناك حاجة إلى الترويج لهذا الفن بين عامة الناس بشكل أفضل، لأن ذلك سيساعد على فهم دوره ونشره بشكل أكبر، مؤكدا على الحاجة إلى تعاون المؤسسات الثقافية الإسلامية الدولية من أجل تطوير والترويج للفنون الإسلامية التي يمكنها التعبير عن الإسلام.
أما منظم المعرض محمد عاصف نور فيرى أن الفنون الإسلامية لا تأخذ حقها من الترويج على المستوى المحلي والعالمي رغم الاحترافية التي يتمتع بها الفنانون في الدول الإسلامية، ويقول إن الخط الإسلامي هو أحد الفنون التي يعشقها المسلمون مهما اختلفت أصولهم.
ويؤكد نور أن غير المسلمين يبدون إعجابهم بها الفن، وهو يعبر عن صورة حضارية للإسلام والمسلمين الذين يتعرضون لحملات تشويه بذرائع متعددة، وكل لوحة من لوحات عظيم إقبال تختصر آلاف الكلمات التي يحاول المثقفون والدعاة إيصالها عبر الندوات والمحاضرات والمؤتمرات.
من جهتها تعتبر سارة أحمد التي زارت المعرض، الفنان عظيم إقبال فخراً لباكستان وللفنون الإسلامية، وتبدي انبهارها بدقة التفاصيل التي يهتم بها في لوحاته، وتقل إنها كلما تأملت في اللوحة وجدت جماليات جديدة.
وتضيف سارة أنها لا تعرف الكثير عن هذا الفن، ولكنه يستحق التقدير ويجب أن توليه المؤسسات الحكومية والأهلية مزيدا من الاهتمام.