ام الفحم غير… للأسف فعلا غير!!!

يوم السبت… يوم رمضاني ملتهب بلظى الحر الحزيراني… شاءت الظروف ان اسافر برفقتي زوجتي الى عدة مدن.. منها العفولة وطبعون وكفركنا والناصره والناصره العليا.. لاعود الى ام الفحم ليلا بحدود الحاديه عشرة….
ما ميز مشواري. آني سافرت في شوارع نظيفة هادئة لم يزعجني ازدحام او طابور فلافل او تراكتورون.. او “كيوسك” في وسط الشارع… تناولت طعام الافطار في كفر كنا برفقه اصدقاء بعدها انتقلنا للناصرة وللناصرة العليا. وكان هناك نفس المشهد..
عدت لام الفحم.. فاستقبلني الازدحام الاول من الدوار الاول…. وهذا اعتبره طبيعيا لبلد مركزيه كام الفحم… وما ان وصلت دوار الثانوية واذ بالسيارات تسابقني من اليمين لتدخل محطه البنزين ثم للشارع الرئسي.. ظاهره مزعجه… لكن يمكن احتمالها وتفهم المسرعين…. نظرت الي يساري،نحو النافورة –الابريق… فالنافورة لا تعمل… وهدد من الناس يجلس حولها يسهر.. ويتراكض الاطفال والفتيان هناك. إلى هنا يمكن استيعاب المنظر وفجأة يظهر حول الطاولة دخان كثيف من أرغليه يتناوب عليها عده فتيان. دققت النظر واذ هم ا بأطفال. لا يصل اعمارهم 11-12 هاما يدخنون
الأرغيلة وبحاله نشوه من اطلاق دخانها ليشعل غيمه فوق الابريق الجاف…
ارغيله في في فم فتيان-أطفال- يجلسون حول الابريق المزين بأسماء الله الحسنى في ليله رمضانيه…. مشهد قاس ومؤلم.. وفجأه يعصف اذني ويرعبني صوت تراكتورون يسايق الجميع في الدوار… وبحركات غريبه يظهر الشاب قدراته ولا يأبه للناس ولا للسيارات ولا لمشاه ولا لرمضان…. تلاه تركتورون آخر…. يسابق الزحمة…. اواصل السير ليلاقيني ازدحام اخر.. صبرت… فتبين ان سيارات تقف في الشارع تقريبا اثناء تسوق اصحابها بدون احترام للحق العام ولكون الشارع رئيسي…
باختصار. مشاهد لم اراها في يومي هذا في 4 مدن… وهي كما يبدو فحماويه بامتياز… الازدحام المروري… سباق السيارات من اليمين… اراغيل يدحنا اطفال في مكان قريب للقداسة… ازعاج التراكتورونات المستفز…. واركان السيارات تقريبا في وسط الشارع الرئيسي…
أليست هذه المشاهد مشاهد مقلقه..؟؟… وكيف وهي في رمضان.. شهر التواضع والتسامح والاحترام والقيم…؟؟
من المسؤؤل؟ وما العمل؟؟… هل خسرنا ام الفحم الحضارية وضاعت منا؟؟
هذه ام الفحم التي نقول عنها غير. نعم للأسف ام الفحم غير….

د. زياد محاميد