ما أرْوَعَ تِلْكَ الزَّهْرَة
تاريخ النشر: 30/10/13 | 3:29حَدَّثني صاحِبٌ،
ذاتَ مَساءٍ، خَريفِيِّ الرّيح
عَمّا رَصَدَتْ عَيْناهُ الْمَفْتونَتان
بِعِشْقِ الطَّبيعَة وما فيها من تَجَلِّياتِ حياة،
فَزادَني مَعْرِفَةً وفرحا، قال:
لَفَتَتِ انْتِباهي، حدَّ الدَّهْشَة الْمُتَسائِلة،
زَهْرَةٌ مُلَوَّنَةُ التَفَتُّحِ رَأيْتُها طالِعَةً
في هذه الأيام، شَديدَة الْجَفاف
وشديدَةِ الرّيحِ الخَريفِيَّةِ، مُخاتِلَةِ الْهُبوب،
فاتَّضحَ لي أنَّها زَهْرَةٌ نادِرَة في عالَمِنا اليوم
تُصارِعُ الْهاجِرَة وما فيها من حَرِّ جفاف
تَظَلُّ تَرْقُبُ إطْلالَةَ الرَّبيع الخريفِيِّ
وَما فيهَ مِنْ حَبّاتِ رَذاذٍ مُنْعِش وَقَطَراتِ نّدًى،
فَتَعودُ حياةٌ شِبْهُ دَفينَةٍ إلى عيدانِها اليابِسَة
وَتُعاوِدُ الإزْهارَ المُلَوَّنَ مِنْ جَديد .
لَحْظَتَها وَجَدْتُني أفْلَتُ طَليقًا مِنْ شِباكِ قلقي الموجِع،
صائِحًا: مَرحى، ما اروعَ ناسي
لَوْ يتعَلَّمونَ مِنْ تجْرِبَة هذِهِ الزَّهرة،
فينْتَهي ألَمُهُمْ وألَمي.