نداء ومناشدة لمساعدة "بلقيس" من كفر راعي

في بيان لها ناشدت مؤسسة لجنة الاغاثة الانسانية للعون الناصرة اهل الخير من عرب الداخل والعالم العربية وكل اصحاب الضمائر الحية بتقديم المساعدة الانسانية لعائلة بلقيس من قرية كفرراعي جنوب جنين، وجاء في البيان الذي وصلنا نسخه منه: "بلقيس سمية ملكة سبأ لا معشوقة قباني اسماها أباها سبأ تيمنا أن ترتع في ثنايا مملكة الصحة وتقبع في قصور العافية وفدت إلى شطاّن الحياة طفلة وادعة تسر قلب كل ناظر كي تسبح في رحاب السعادة الموهومة التي بناها الأب على كثبان آماله وجناحي أحلامه المبتورة في مناط الآية الكريمة (ولقد خلقنا الإنسان في كبد).

هذا هو حال والد بلقيس من قرية كفرراعي جنوب جنين الذي كان يعمل في مصنع للمخللات في الداخل وعلقت يده اليمنى في إحدى الماكينات عام 1982 مما أدى إلى بتر أصابع يده اليمنى كاملة الأمر الذي يحول دون أن يمارس أي عمل يدر عليه دخلا كريما.

بعد عامين من التنقل المضني بين المستشفيات الذي أنهك كاهل الأسرة وأصبحت تظلل حياتها الديون الطائلة التي قسمت ظهر رب الأسرة ولدت بلقيس عام 1984 مطوقة بتاج الصحة والعافية حلم والدها إن ثياب العافية ستحيطها من كل جانب ولكن عقارب البلاء تأبى وتستكثر على الإنسان أن يزهو حتى في بوتقة أحلامه الوردية لتمتد أشواك البلاء لتلسعها وتلدغها فسرعان ما تبين أنها تعاني من تشوهات خلقية خفية وتقوس في الرجلين والغريب بالأمر أن الحالة بدأت تظهر معالمها قبل خمسة أعوام وهي حالة تحتاج إلى عمليات جراحية وكلما تقدم بها العمر تصبح المهمة أصعب وفرص نجاحها أقل…. حيث أنها أنهت امتحانات الثانوية العامة بنجاح هذا العام ولكنها لم ولن تلتحق بالجامعة نظرا لحاجتها لإجراء عملية جراحية في هذا الوقت تلزمها المبيت المنزلي مدة ستة أشهر؛ وأن عدم إجراء العملية الجراحية يعني تحويل الإعاقة المؤقتة إلى إعاقة دائمة أو إلى نتائج لا تحمد عقباها.

يسابق رشاد والد بلقيس الزمن وهو يروي بمرارة حكاية مرض ابنته مستصرخا مساعدته لتدبر تكاليف عمليتها الجراحية من أجل تدبر علاجها…..وهو يصرح أن الوقت ينفذ وأن كل تأخير أو تقاعس يترتب عليه مضاعفات صحية إذ يجمع الأطباء على اغتنام الفرصة لشفائها قبل أن تعض أصابع الندم ولا يستطيع الأطباء تحاشيها أو تلاشيها …..

ويشير والد بلقيس إلى أنه تمكن من إجراء عملية جراحية لرجلها اليمنى قبل عامين واستدان مبلغ العملية ونجحت العملية وعادت القدم اليمنى سليمة تماما وهو اليوم يحضر لإجراء العملية الجراحية للقدم اليسرى والتي تأخرت كثيرا عن العملية الأولى بسبب عدم قدرته على تدبر تكاليف العملية في مستشفىى المقاصد في مدينة القدس.

بلقيس تعيش حالة من التوتر الشديد فهي تخشى أن فرحتها بشفاء قدمها اليمنى يكدر صفو عيشها فعدم القدرة على علاج القدم اليسرى سيما وأن الأطباء أخبروها بصراحة تامة أنها لن تتمكن من أن تعيش حياتها الطبيعية وتتزوج وتنجب ما لم تجر العملية للقدم اليسرى. وأكد الأطباء لها أن أي عملية حمل بعد الزواج ستعني تشوها في الحوض والعمود الفقري ومخاطر كبيرة قد تؤدي في نهاية المطاف لوفاة الأم ما لم تقم بإجراء العملية وفي وقت مبكر…

والد بلقيس الذي أثقله العجز والدين عن تدبر تكاليف العملية تغص قلبه وروحه آهات تقض من مضجعه وهو يرى مستقبل ابنته يضيع أمام ناظريه وهو لا يستطيع أن يحرك ساكنا وأشار إلى أن تكاليف العملية مع التوابع تبلغ 8000 شيكل وهو مبلغ يبدو قليلا لكثيرين ولكن بالنسبة له كبير جدا بسبب إعاقته والد بلقيس والذي يعيل تسعة من الأبناء هم (حكم و بلقيس وشيماء و بتول وربيانة وقصي محمد وعبد الجبار ) ويقول: أتمنى الموت كل يوم مائة مرة وأنا أشاهد ابنتي بحاجة ماسة للعلاج ولا أستطيع القيام بمسئولياتي تجاهها… إنه موقف صعب أتمنى من الله ألا يقع فيه أحد…

وتناشد بلقيس ووالدها أصحاب الأيادي البيضاء وأصحاب الخير العمل على توفير متطلبات العملية الجراحية في الوقت المناسب من أجل إنقاذها وإنقاذ مستقبلها ويتمنى والدها شراء سعادتها مقابل دراهم معدودات وينتابه الأمل من ميسوري الحال الذين يحبون أن يشيع الخير في رحاب الكون وفق تعاليم دينهم الذي علمهم نثر بذور العطاء لتنعم البشرية والإنسانية بصياغة مستقبل واعد وفق منهج العطاء الذي يحقق مكمن الهناء…. فكونوا من أهل العطاء فالعطاء سر من إسرار عظمة الإنسانية في أبهى مراميها ومقاصدها وتجلياتها….

واختتمت مؤسسة لجنة الإغاثة الإنسانية للعون بالنداء لأصحاب القلوب الرحيمة قائلة في بيانها :" فتعالوا بنا يا أصحاب القلوب الرحيمة نبني لبلقيس قصر أحلامها ونجعلها ترتع في نعيم الصحة وسماء العافية نقيل عثرتها لعل الله أن يقيل عثراتنا ونمسح دمعتها لعل الله أن يمسح دمعاتنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم…