الموت بعيون الاطفال
تاريخ النشر: 02/07/11 | 7:29ان الموت كما اشرت سابقا هو حقيقة مؤلمة ومحزنة لذلك نرى الكثيرين يحاولون حماية الاطفال من هذه الحقيقة ومن مواجهتها. ولكنهم وللاسف لا يدركون ولا ينتبهون الى ان الاطفال يواجهون الموت يوميا. وذلك عبر المرناة التي تبث اخبار العالم وموت الكبار والصغار مرضا او ارهابا. كما يلتقوا به من خلال برامج الاطفال والرسوم المتحركة فدائما هناك شخص يقتل او يموت. طفل بدون ام او بدون اب. كما يلتقوا به بالشارع او حديقة المنزل فهناك ملقى عصفور ميت او كلب ميت او حتى صرصار قمنا بضربه وقتله.
فمصطلح الموت ليس جديد على الطفل انه من واقع الحياة ويختلف فهم الطفل لهذا المصطلح بحسب عمره وظروفه المعيشيه فمن فقد جد او اب او ام يعلم جيدا ما معنى الموت.
عند موت احد قريب على الطفل مثل جد، اب / ام اخ او صديق نلجأ الى الصمت او الكذب ظانين ان الطفل ساذج لا يدري ما يحدث حوله. فنقول ” لقد سافر والدك سفرا طويلا” فيبقى الطفل ينتظر عودة والده ولا يعود فيفهم اما ان الاب تخلى عنه او ان الام او من اخبره قد كذب ولا يمكن الثقة به. واخرون يقولون انه في السماء مما يجعل الطفل يتخيل امور مختلفة. فهناك طفل كان يرتعب كلما مرت طائرة في السماء يبكي ويصرخ ويجلس مختفيا تحت الطاولة وبعد التكلم مع الطفل عرفوا ان الطفل يعتقد ان جدته تجلس على غيمة وكلما مرت طائرة يخاف ان تصطدم بها”.
فإن الاطفال يعتمدون علينا كبالغين لفهم ما يدور حولهم ينتظرون منا ان نشرح لهم وان نشاركهم ما يحدث. اذا لم نقم بذلك فإن الاطفال يقومون بملء الفراغ من خيالهم وغالبا يكون الامر اصعب من قول الحقيقة واخطر كما تبين في المثال السابق.
ماذا علينا ان نفعل عقب موت احد قريب علينا ؟
1- قول الحقيقة: علينا ان نقول للطفل بما يتلاءم مع عمره بأن الانسان قد مات.
2- السبب والحقائق: علينا سرد اسباب الموت للطفل بما يتلاءم مع عمره وان نحسن اختيار الكلمات. فمثلا لا نقول كان نائما فمات فيشعر الطفل بالخوف من النوم لان النوم يجعل الانسان يموت. انما نقول الحقيقة حسب الظرف فمثلا اذا مات الشخص من مرض سرطان نقول لقد كان والدك مريضا بالسرطان ولم يستطع الاطباء علاج هذا المرض فتوقف قلبه عن العمل ومات. ونطمئن الطفل بأن هناك امراض يمكن علاجها ونذكره بذهابنا مثلا للطبيب وانه عولج مما كان فيه كي لا يعتقد انه اذا مرض او مرضت امه ستكون النتيجة الموت. وسرد السبب والحقائق لا يكون فقط عند موت الشخص مباشرة بل دائما وخلال مراحل تطور الطفل المختلفة فمع تقدمه في العمر يستطيع فهم ابعاد اخرى لما حدث.
3- ان نشدد ان لا رجعة في الموت ان الموت نهائي-لا عودة منه ولا رجوع للعالم فلا يمكن ان نعمل اي شيء ليعود الميت. ان الميت انتهى عمره ولا ذنب لاحد في هذا الامر فتصرفات الطفل السيئة لم تتسبب بموت الفقيد وتصرفاته الجيدة لا يمكنها اعادة الميت. فبعض الاطفال من جيل 3-5 يشعرون بالذنب لموت احدهم.
4- ان نهتم بالطفل بعد موت الفقيد فلا نتركه لوحده ولخياله واذا لم يستطع الاهل القيام بهذه المهمة على الاقرباء تولي المهمة بشرط ان يكون الامر ثابت وان يشرح للطفل اين الوالد المتبقي فلا يشعر بالخوف من فقدان من بقي له.
كيف يشعر الاطفال تجاه الموت؟
1- مراحل الحداد عند الاطفال تكون اطول منها عند البالغين. فيمتد الحداد لكل مراحل تطورهم فتطورهم العقلي والعاطفي يساعدهم على فهم حقيقة الموت وفقدان من يحبون.
2- الاطفال لا يستطيعون الوقوف أمام الالم العاطفي لوقت طويل، خاصة دون دعم من البالغين الذين يثقون بهم. فهم عادة لا يظهرون حزنهم واحيانا لا يمتلكون الكلمات للتعبير عن ما يشعرون فيظهر حزنهم من خلال اللعب او من خلال سلوكياتهم المختلفة مثل العصبية، التبول اللا ارادي والصمت وتختلف ردة الفعل حسب عمر الطفل (سنتطرق لهذه النقطة في مقال اخر).
3- تظهر الابحاث ان الاطفال يتعاملون مع الموت بعد 6-9 شهور من حدوثه الا وهي المدة التي فيها يرجع البالغ للحياة العادية ويبدأ بتقبل الفقدان وبناء هوية جديدة دون الراحل.
4- يشعر الاطفال بالخوف من فقدان من يحبون جراء موت احد مقرب عليهم مثل الاب الجد وغيرهم. فيكثروا من سؤال الابالام المتبقين هل ستموتين؟ هل ستتركيني ايضا؟ . كما يشعرون بالغضب بسبب انهم تركوا من جانب الاب او الام الراحل، كما يشعرون بالذنب لانهم غاضبون على من مات. كما يذنبون انفسهم بسبب هذا الشعور. ويشعرون بالفشل لانهم لم يمنعوا الموت.
الخلاصة: الاطفال جدا حساسون واعون لما يدور حولهم ومن المهم اشراكهم بالامر بشكل صريح كي لا يستعملوا خيالهم لملىء الفراغ . كما علينا في حالة حدوث موت احد الاقرباء او الاهل ان نصارحهم بالسبب ونسرد عليهم الحقيقة نحتضنهم عاطفيا وعقليا ونكن ملجأ لهم لأسئلتهم واستفساراتهم.
تحيه لسيدتي الكاتبه
المقال شيق جدا ولكن برأي لو شارك اخصائي نفسي واطلعنا على الناحيه العلميه وكيف يجب علينا التعامل مع الاطفال بمثل هذه المواقف فتكتمل الصوره والارشاد للاهالي – القراء , على سبيل المثال لو حاولنا التحقيق مع طفل دون اي تأثير عليه فهو يصور لنا ويسرد ما في خياله / ذاكرته ما حدث امامه بالتفصيل الممل ( חקירת ילדים ) , لذالك يجب علينا التعامل مع الاطفال بحذر وعدم الاستهتار بقدراتهم العقليه ——-
فالصراحه والصدق مع الاطفال واجب مع احتضانهم عاطفيا وعقليا , الموضوع له ابعاد كثيره ودراسات وابحاث على مدار السنين لا يمكن حسمها في بعض الاسطر , تحيه للكاتبه ولجميع القراء .
شكرا على الرد في المقال القادم سنتناول الموت بعيون الاطفال حسب العمر وماذا علينا ان نفعل ان شاء الله
دون شك ان الموت لا مفر منه
فماذا نقول للطفل عنه
اختفى وراح للجنه
ولا مات وقمنا بدفنه
برأيي النسيان لا بد منه
وهاي نعمة لعبده
منقوله أخذه ربه لعنده
ومنكون حده ومنساعده