جولة لغوية مع لفظة (آمين)

سألتني الطالبة سلاف إغبارية السؤال التالي : ما إعراب لفظة (آمين) وما معناها في اللغة؟
…
قبل إعرابها وددت أن أقوم معك بجولة لغوية لنصحب اللفظة.
ليست لفظة (آمينَ) آية في سورة الفاتحة*، بل هي ليست واردة في القرآن الكريم.
آمين، تلفظ بالمدّ، كما تلفظ بالتقصير (أمين)، فمن الشعر الذي بالمد:
قال مجنون ليلى:
يا ربّ لا تسلبنّي حبها أبدًا *** ويرحم الله عبدًا قال آمينا
ونحفظ لابن زيدون:
غِيظ العدا من تساقينا الهوى فدعَوا *** بأن نغَصَّ فقال الدهر: آمينا
أما (أمين)- بدون المد، ففيها يقول الشاعر:
تباعد مني فُطْحُل إذ دعوته *** أمينَ فزاد الله ما بيننا بُعد
آمين (أمين) هي اسم فعل أمر بمعنى (استَجِبْ)، ومعنى التعبير المشترك- (اسم فعل) أنه اسم، ولكنه يعني معنى الفعل، وله فاعل، وكذلك له زمن.
الإعراب:
(آمينَ): اسم فعل أمر بمعنى استجب مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
فإذا قلنا في الشعر (آمينا) فإن الألف للإطلاق.
لفظة (آمين) تقرأ بعد سورة الفاتحة، وهي من السنّة، ويرددها المؤمنون بعد قراءة الأمام، كما يرددونها بعد كل دعاء.
إنها لفظة آرامية في الأصل، وهي في العبرية بمعنى الإيمان، والحقيقة، وتجدها واردة في التوراة في أكثر من موقع، نحو:
“ויאמר כל העם אמן”- דברים- כ”ז, י”ז (ويجيب جميع الشعب ويقولون آمين- سفر تثنية، 27/ 17)، واللفظ العبري فيه تفخيم وإمالة في الياء= a-main.
كما أن لفظة (آمين) رأى فيها بعض العلماء أنها اسم من أسماء الله الحسنى (انظر كتاب “الزاهر..” للأنباري ج1، ص 66، وفي هذا المصدر يُعزى معنى “آمين” إلى معنى آخر هو- “كذلك يكون”، حيث قال بذلك ابن عباس والحسن).
ذكر ذلك أيضًا البكري في كتابه (اللآلي في شرح أمالي القالي)، ولكنه يستدرك ولا يرى هذا الرأي، فيقول معارضًا:
“أقول أنا: وكان يلزم على هذا أن يكون مضمومًا”- ص 774.
كثيرًا ما نسمع الخطيب وهو يقول: “إني داعٍ فأمّنوا”، وهو يعني قولوا (آمين)، فالفعل (أمّن) ومصدره (التأمين) ورد في (لسان العرب)، وهو من الفصيح، كما يشير المعجم إلى أن تشديد الميم في اللفظة هو خطأ.
• ملاحظة:
هل تعلم أن (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) كلها آية واحدة.
هل تعلم أن (بسم الله الرحمن الرحيم) هي الآية الأولى في سورة الفاتحة، وهي جزء لا يتجزأ منها، وبذلك تختلف بذلك عن سائر السور.

ب.فاروق مواسي