مخطط لهدم طريق باب المغاربة
تاريخ النشر: 29/06/11 | 10:28تقرير وتصوير: محمود أبو عطا “مؤسسة الأقصى”
ذكرت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” في تقرير إخباري لها الأربعاء 29/6/2011م أن الإحتلال يتهيأ لإستكمال هدم طريق باب المغاربة الملاصق للمسجد الأقصى من الجهة الغربية الجنوبية بهدف بناء جسر عسكري كبير وإستكمال تهويد منطقة حائط البراق ، وأشارت “مؤسسة الأقصى” أن هذا الهدم قد يكون في الأيام القريبة أو بعد أسابيع ، علماً أن مصادر صحفية إسرائيلية ذكرت انه كان من المفترض أن يبدأ الهدم المتجدد لطريق باب المغرابة الأسبوع القادم ، لكنه تأل الى شهر أيلول القادم بحسب توصية من شرطة الإحتلال الإسرائيلي في القدس ، خلال محادثات سرية في أروقة الإحتلال الإسرائيلي بخصوص الموضوع .
وقالت “مؤسسة الأقصى” أن من يتابع الإعلام الإسرائيلي وهو المجيّر لخدمة أجندة الإحتلال الإسرائيلي ، خلال الشهر الأخير ، وبخاصة الأسبوع الأخير ، ونشر العديد من التقارير والتحليلات الصحفية الإسرائيلية حول قضية طريق باب المغاربة ، إبتداءً من يوم الجمعة الأخير وحتى يوم أمس الثلاثاء ، يدرك أن الإحتلال الإسرائيلي يحاول تجهيز الأرضية لإستكمال مخططه الإحتلالي بهدم طريق باب المغاربة وتنفيذ مشروعات تهويدية لها تأثيرات خطيرة وبعيدة المدى على المسجد الاقصى ، وأضافت “مؤسسة الأقصى” أن ذلك يترافق مع تحريض إسرائيلي على الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني ورئيسها الشيخ رائد صلاح ، هذا وكان طاقم من “مؤسسة الأقصى” قد زار موقع طريق باب المغاربة لكنه لم يشاهد تحركات ملفتة للنظر في منطقة طريق باب المغاربة ، لكنه وبحسب التجربة مع الإحتلال الإسرائيلي ، فإنه عادة لا ينشر مواعيد محددة لمثل هذه الأعمال ، بل عادة ما يحاول إخفاءها والبدء بتنفيذها بشكل مفاجىء .
وحذّرت “مؤسسة الأقصى ” في تقريرها من مخاطر هدم طريق باب المغاربة ، مؤكدة أنه جزء لا يتجزء من المسجد الأقصى ، وأن إستكمال هدمه هو في الحقيقة هدم لجزء من المسجد الأقصى المبارك ، وقالت “مؤسسة الأقصى” أنه بحسب خرائط ووثائق إطلعت عليها وكشفت عنها في وقت سابق ، فإن الإحتلال الإسرائيلي يخطط بعد هدم طريق باب المغاربة وما يحويه من آثار إسلامية عريقة ، ومسجد وغرفتين ، سيقوم ببناء جسر عسكري كبير ، يرتكز على أعمدة ضخمة ، تؤهله لحمل آليات عسكرية كبيرة ، بالإضافة أنه يجعل بوسع الإحتلال إقتحام المسجد الأقصى بآلاف الجنود دفعة واحدة ، وكذلك إقتحام الجماعات اليهودية والمستوطنين والسياح الأجانب بأعداد أكبر مما عليه اليوم ، كما أن الإحتلال الإسرائيلي يخطط الى تحويل أسفل الجسر العسكري ، الى كنس يهودية ، وتوسيع ساحة البراق وإستكمال تهوديها ، كما أن الإحتلال يخطط الى حفر نفق وفتح الباب أسفل باب المغاربة المسمى باب النبي ، بالإضافة الى أن هدم طريق باب المغاربة سيكشف بشكل كامل مسجد البراق – الموجود ملاصقة من طريق باب المغاربة وأسفل باب المغاربة – ، الذي يخطط الإحتلال الى تحويله الى كنيس يهودي أيضا ، بالإضافة الى ان الإحتلال يخطط الى بناء كنيس كبير أيسر الطريق المذكور على بعد أمتار منه ، وبالتحديد فوق المدرسة التنكزية ، وسيكون الكنيس مشرفا ومفتوحا على المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة والساحات الغربية للمسجد الأقصى المبارك ، بالإضافة الى أن الإحتلال يخطط الى مشاريع تهويدية شاملة لكامل منطقة البراق ومنطقة حارة المغارية – التي هدمت عام 1967م بعد اربعة أيام من الإحتلال الإسرائيلي – ستؤدي الى تغيير شكل المنطقة وطابعها بشكل جذري ” .
وأضافت “مؤسسة الأقصى “: ” إن إستكمال هدم طريق باب المغاربة ، سيكون إشارة البدء بكل المشاريع التهويدية التي ذكرت ، والتي سيكون لها تبعات وتأثيرات جدّ خطيرة على المسجد الأقصى المبارك ، ونرجح أن الإحتلال قد إتخذ القرار العملي بالهدم ولكنه لم يعلن عن الوقت المحدد لذلك ، الأمر الذي يلزمنا أن نكون متيقظين وحذرين كل الوقت ، بما قد يحفظ المسجد الأقصى من مخططات وممارسات الإحتلال ” .
هذا وذكرت صحف ومصادر إعلامية إسرائيلية في الأيام الأخيرة أن شرطة الاحتلال أوصت بهدم طريق باب المغاربة التاريخي والجسر المؤقت الملاصق للمسجد الأقصى ، وذلك في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، في محاولة منها لاستغلال حالة الانشغال الدولي بمسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي سيتم التصويت على قرارٍ أممي بشأنها، وذكرت مصادر اسرائيلية الثلاثاء بأن الشرطة الإسرائيلية في منطقة القدس المحتلة أوصت بهدم جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى وبناء جسر جديد مكانه في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل عندما تكون أنظار العالم العربي متركزة نحو الأمم المتحدة التي سيجري فيها التصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقالت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية الثلاثاء إن الهدف من وراء توصية الشرطة هو ” تقليل الالتفات موضوع في العالم العربي الذي سيكون منشغلا في ذلك الوقت بالمبادرة الفلسطينية في الأمم المتحدة” ، واشارت المصادر الاسرائيلية الى أن سلطات الاحتلال متخوفة من اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين على خلفية هدم جسر باب المغاربة التاريخي .
وأشارت صحف إسرائيلية منها “يديعوت أحرونوت” إلى أن الشرطة الإسرائيلية تعارض تنفيذ المخطط تحسبا من أن يؤدي ذلك إلى مواجهات مع الفلسطينيين في القدس كما أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يخشى من بدء الأعمال لكن بلدية القدس تمارس ضغوطا من أجل تنفيذ المشروع.
وقالت صحيفة “هآرتس” إن قيادة الشرطة في منطقة القدس وافقت في نهاية مداولات أجرتها في الأيام الأخيرة على هذه التقديرات وقررت في هذه الاثناء عدم البدء في تنفيذ أعمال جسر باب المغاربة وتأجيله الى ايلول (سبتمبر) المقبل ، وتم إبلاغ بلدية القدس بذلك الأمر الذي أثار غضب مسؤولين في البلدية وخصوصا ممثلي الأحزاب اليمينية والدينية اليهودية – هذا بحسب المصادر والصحف الإسرائيلية – .
في السياق نفسه وبحسب ما ذكرته الصحف الإسرائيلية فإن شرطة الاحتلال أبدت ، “تخوفها” من تأثير الشيخ رائد صلاح- رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – ، على الجمهور الفلسطيني في الداخل، ومن قدرته على “إشعال فتيل” الأوضاع في المنطقة، ردًا على أي محاولةٍ إسرائيلية لتغيير الوضع القائم في مدينة القدس ، وأفادت صحيفة هآرتس العبرية، في عددها الصادر أمس الثلاثاء ، أن خلافات كثيرة اعترت تقديرات الضباط الإسرائيليين فيما يتعلّق بمدى قوة وتأثير الشيخ رائد صلاح على مجرى الأوضاع في القدس المحتلة، لا سيما في حال تنفيذ مخطط هدم جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى، ونقلت الصحيفة عن أحد الضباط ، ما مفاده أن الشيخ صلاح سيحاول استغلال واقعة الحفريات الأثرية والأنشطة الاستيطانية في الأحياء المقدسية، لـ”تسخين الأوضاع على جبهاتٍ أخرى كجسر المغاربة”.- وهذا بحسب المصادر الإسرائيلية.