إفطار جماعي لأهالي ميعار المهجرة
تاريخ النشر: 29/06/16 | 12:50بدعوة من اللجنة المحليّة للمهجّرين في ميعار وفي أمسية ربيعيّة الأنسام رمضانيّة الأجواء، امتزجت أنفاس الوطن بعليل الوجدان وسمار التراب، في بقعة عربيّة الوجه، فلسطينيّة اللسان من بقاع قرية ميعار المهجّرة، يوم الجمعة 24/6/2016م الموافق 19 رمضان 1437ه اجتمعت وفود غفيرة تعدّ بالمئات من أهالي القرية المهجّرة وأهالي القرى والمدن المجاورة، على مائدة إفطار جماعيّة، أعادوا من خلالها ذكريات ما مضى، إذ يشار إلى أنّ أهل ميعار هُجّروا في رمضان وأذان المغرب يجلجل في الآذان والأفواه الجائعة والناس متحلّقون حول موائد الإفطار.
وبعد تناول وجبة الإفطار تحوّلت تلك البقعة إلى مهرجان حضره حوالي ألف شخص، وقد عجّ الاحتفال بالأهازيج والدبكات وصفّ السحجة والشعر والسياسة والفنّ، ومن الجدير بالذكر أنّ وفودًا تمثيليّة من الأحزاب والتنظيمات والحركات والمؤسّسات قد حضرت وشاركت في ليلة العودة هذه، زيادة على الأهالي من ميعار القاطنين في القرى والمدن المجاورة، وكذلك أهالي القرى والمدن العامرة القريبة من ميعار.
وكان افتتح الاحتفال الأستاذ غازي شحادة ابن ميعار بكلمة ترحيبيّة بالضيوف والأهالي، ومن ثمّ تحدّث عن تاريخ القرية مبيّنًا ظروف تهجيرها والادّعاء الصهيونيّ بأنّنا “جئنا شعبًا بلا أرض إلى أرض بلا شعب”، وكذلك تحدّث عن حقّ العودة الذي علينا أن نتمسك به حتّى تصبح العودة حقيقة ملموسة وليست مجرّد حلم جميل.
وقد شارك وفد من اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين أهالي قرية “ميعار” المهجّرة، ودعا إلى المضيّ في هذا النشاط المبارك، ويشار إلى أنّ الكاتب د. أسامة مصاروة عضو إدارة الاتّحاد والذي جاء خصّيصًا من مدينة الطيّبة ألقى كلمة مثّل فيها الاتّحاد، وحيّا أهالي ميعار وتمسّكهم بحقّ العودة والتواصل مع بلدهم، داعيًا القرى الأخرى إلى التشديد على هذا الحقّ حتّى يتحوّل الحلم إلى واقع ملموس، وكذلك ألقى الشاعر علي هيبي الناطق الرسميّ للاتّحاد وهو ابن لميعار المهجّرة وأحد الناشطين في اللجنة الميعاريّة، ألقى قصيدة “حين يزحف الحلم على أرض الحقيقة” كان مضمونها حول الأمل الذي لا يخبو في العودة إلى ميعار.
وقد أُفعم البرنامج بكثير من الكلمات والتحيّات والفقرات الفنيّة، وشارك النائب يوسف جبارين ممثّلُا عن القائمة المشتركة ورئيس بلديّة سخنين السيّد مازن غنايم ممثّلًا عن اللجنة القطريّة للرؤساء ولجنة المتابعة العربيّة، وكذلك ألقى تحيّة موجّهة إلى أهل ميعار البروفيسور أسعد غانم من قرية شعب، ونوّه جميعهم بهذا التقليد الميعاريّ الوطنيّ والذي يحمل معاني كثيرة، تدلّل على الحقّ الضائع والذي لا بدّ أن يعود لأصحابه عندما يصحّح التاريخ اعوجاجه الذي أودى ليس بميعار فقط، بل ب 530 من القرى المهجّرة، ويشار أيضًأ إلى أنّ الطفل ليث كاظم هيبي قد ألقى قصيدة “هنا باقون” للشاعر توفيق زيّاد، ومن الجدير ذكره أنّ الفنّان خالد أبو علي من سخنين قدّم وصلة رقص صوفيّ رافقها الإنشاد الدينيّ، زيادة على أنّه شارك الميعاريّين كلّ مراحل الإعداد والتحضير لإنجاح هذا النشاط الكبير، وكذلك شارك الزجّالان هشام منصور وسمير منصور من مجد الكروم بوصلة غناء وحداء شعبيّ فلسطينيّ وصفّ سحجة، وشارك الفنّان بلال بدارن وفرقته من عرّابة بوصلة من الغناء الوطنيّ الملتزم والتراثيّ الفلسطينيّ، ويشار إلى أنّ الطالبة الجامعيّة وابنة ميعار صوفيا زعير هي التي تولّت بشكل ناجح وجميل عرافة الاحتفال بجميع فقراته.