سوريا: إحتلال وإختلال وشعب في مهب رياح الضياع!!
تاريخ النشر: 01/07/16 | 1:42اخطر ما هو جاري في مغربنا ومشرقنا العربي اننا تَعودنا على حالنا الدموي والكارثي وتأقلمنا الى حد بعيد مع اخبار الدم والدمار الحاصل في البلدان العربيه المنكوبه والادهى من هذا اننا نقبع في مربع التضليل الاعلامي والسياسي الذي يبرر ” تحرير” المدن والاراضي العربيه من ساكنيها بحجة تحريرها من قبل هذا الطرف او من ذاك لكن الحقيقه الصادمه ان القوى العدميه والدكتاتوريه والميليشيات الطائفيه والداعمين لها يقومون بتدمير المدن والمناطق الاهله بالسكان وتحريرها من اهلها بحجة تحريرها من “داعش” كما هو حاصل ويحصل في سوريا والعراق والفلوجه مثال اخر وليس اخير على “تحرير” المدن والمناطق العربيه من سكانها بمعنى تدمير المكان وتهجير السكان والحيلوله دون عودتهم الى ديارهم…ما بعد بعد الدمار والخراب تهجير وتشريد قسري لسكان هذه المنطقه او تلك.
لابد من ادراك ان ماهو جاري في بلاد الرافدين وبلاد الشام اخطر من ما جرى في فلسطين من احتلال واستيطان وإقامة كيان غاصب على الارض الفلسطينيه لكن المفارقه ان نظام الاسد وحسن نصر الله ايران يمارسان في سوريا نفس الاسلوب الصهيوني النابع من اكذوبة “ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” الذي روج لها الصهاينه في حين كانت فلسطين عامره بشعبها واهلها والجاري اليوم 2016 هو ان الاسد وروسيا وكامل الدول الامبرياليه يريدون سوريا بدون شعبها حتى يقيموا دولة الاسد بشعب اخر غير الشعب السوري… يقومون بقتل وتهجير الشعب السوري باسلوب مبر مج وممنهج وهادف الى تشريد اكبر عدد ممكن من الاغلبيه العربيه السنيه…سوريا: ارض بلا “شعب” لنظام بلا شرعيه ولا اكثريه شعبيه…نظام جُل محاربيه ومناصريه اجانب غرباء ورعاع جاءوا لقتل الشعب السوري تحت حجج واهيه وكاذبه…
عندما روجت الصهيونيه في يوم من الايام لمقولة “ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” كانت تدرك ان هذه الاكذوبه لن تنطلي على الكثيرون في العالم في ظل وجود شعب فلسطيني يعيش منذ قرون في فلسطين, لكن الصهيونيه ومعها القوى الامبرياليه اتبعت اسلوب تكرار الكذبه والترويج لها من اجل شرعنة احتلال فلسطين لاحقا وتهجير شعبها وما زالت عواقب وتفاصيل هذه الشرعَّنه الامبرياليه والدوليه قائمه حتى يومنا هذا الذي بلغ فيه تعداد الشعب الفلسطيني الكلي ما يقارب ال13 مليون نسمه جلهم يطالبون بوطنهم فلسطين ويرفضون الاعتراف بالكيان الغاصب المُقام على الارض الفلسطينيه منذ عام 1948.
هذه المقدمه اعلاه تقودنا الى واقع ماهو حاصل في سوريا حيث يسعى النظام السوري وحلفاءه من طائفيين وفاشيين روس الى تفريغ سوريا من شعبها وتهجيره الى كل بقاع الدنيا حتى يتسنى لنظام طائفي شرعنَة وجوده من جهه واقامة دوله يختار هو فيها الشعب الذي يريده من جهه ثانيه وبالتالي الحاصل في سوريا هو صهيونيه اخرى تؤمن بطرد الاكثريه من وطنها حتى تؤمن لنفسها دويله طائفيه تحتلها روسيا وتدافع عن وجودها كماهو حاصل في هذا الاوان في دفاع النظام الروسي الفاشي غن نظام بشار الاسد عبر سياسة الارض المحروقه والمهجوره التي تمهد لها طائرات بوتين وميليشيات نصر الله وحرس ايران الرجعي وميليشيات طائفيه اخرى هدفها تهجير وقتل اكبر عدد ممكن من الشعب السوري تحت شعار ” اما الاسد او بنحرق البلد” وشعار” سوريا بلا اكثرية شعبها” من اجل اقامة دويله لاقليه او اقليات متعدده في سوريا؟…واضح من خلال مسلكية النظام انه يحبذ استبدال الشعب السوري بطوائف مستورده من الخارج تقاتل لجانبه ويسعى لتوطينها في سوريا كبديل للشعب السوري الذي قام النظام الفاشي بتهجير وقتل الملايين منه ناهيك عن تدمير القرى والمدن السوريه دمار شبه شامل وكامل الى حد ان بعض القرى والمدن السوريه سوَت بالارض الى حد بعيد وهجَرها سكانها واصبحوا لاجئين خارج او داخل سوريا!!
لن نتحدث هنا لا عن ” داعش” ولا عن ” معارضات” سوريه المختلفه لان وجودها على الارض السوريه في المحصله هو نتيجه لمسلكية نظام فاشي ودكتاتوري لايمانع من جلب ايا كان يساهم معه في قتل وقمع الشعب السوري وما تفعله الطائرات الروسيه والطائرات الامريكيه والغربيه في سوريا هو قتل جماعي ودمار شامل تلحقه هذه الطائرات بالمدن والقرى السوريه على نمط تدمير غروزني العاصمه الشيشانيه ابان العدوان الروسي على الشيشان في عام 1995 وهو الاسلوب نفسه الهمجي والتدميري الذي تتبعه الطائرات الروسيه في سوريا…ارض محروقه ودمار شامل للمدن والقرى السوريه على نمط تدمير غروزني واحتلال الروس لها بعد تدميرها بالكامل وتهجير معظم سكانها..! لايوجد اليوم شئ اسمه الدوله السوريه و الحاصل هو احتلال اجنبي واختلال وطني وشعب كامل في مهب رياح الضياع والتشريد القسري!!
واضح ان الامبرياليه الغربيه وخاصة الامريكيه كانت وما زالت معنيه بالحاصل في سوريا من دمار وتشريد وقتل وواضح تمام الوضوح ان ادارة الرئيس الامريكي الحالي ادارت ظهرها للشعب السوري بالرغم من كل الجعجعه الامريكيه حول حقوق الانسان وحقوق الشعب السوري والواضح اكثر هو ان ان امريكا تخلَت حتى عن حلفاءها كتركيا والسعوديه وادارت لهم ظهرها بما يتعلق بالشأن السوري مستغله شماعة تنظيم “داعش” ومحاربة الارهاب وهو بالمناسبه ” ارهاب” من صناعه امريكيه خالصه وضع اساس موادها الاوليه الفاشي ومجرم الحرب جورج دبليو بوش ومن ثم قام خليفته المخادع والكذاب باراك اوباما بتوطيدها وهذا الاخير حاصل على جائزة نوبل للسلام دون ان يفعل شيئا للسلام وقام بادارة الحروب عن بُعد عبر وكلاءه في العالميَن العربي والاسلامي وعبر الطائرات بدون طيار التي قتلت الالاف من العرب والمسلمين دون حسيب او رقيب.. النظام الامبريالي الامريكي وحلفاءه الاقليميين كالسعوديه وتركيا قاموا بانشاء وتمويل بعض المعارضات السوريه وتأجيج نيران الحرب في سوريا ليس من اجل اسقاط نظام بشار الاسد لابل من اجل اطالة الحرب وادارتها دون حسمها لهذا الطرف او ذاك بهدف تدمير سوريا وتهجير شعبها وزرع الخراب والدمارحتى تحتاج مرحلة الاعمار مابعد الحرب الى فترة عقدين من الزمن على الاقل الى حين عودة سوريا الى حاله مستقره نوعا ما وهذا ما اراده وتمناه الكيان الاسرائيلي ومعه الامبرياليه الامريكيه!!
الذي جرى ويجري في سوريا هو ان القوى الامبرياليه ومن بينها روسيا لم تشأ وقف الحرب ولا وقف نزيف الشعب السوري ودور ما يسمى بهيئة الامم المتحده كان دورا سلبيا وتأمريا منذ البدايه واللافت للنظر ان هيئة الامم الامبرياليه هذه لا تغرد خارج السرب الامريكي والروسي والغرب بشكل عام لابل تنسجم تماما مع الخطاب الغربي الذي يختبئ وراء محاربة تنظيم “داعش” ليغطي على المجازر الكبيره والمروعه الذي يديرها ويرتكبها النظام السوري وحلفاءه في سوريا واللافت ايضا هو تقسيم سوريا الى مناطق نفوذ روسيه ومناطق نفوذ امريكيه تعتمد على الاكراد وعلى ميليشيات مواليه لامريكا تقوم وكالة المخابرات الامريكيه بتدريبها في دول الجوار العربي ومن ثم زرعها في مناطق سوريه كمعارضه مسلحه ل “داعش” وليس للنظام!!
سوريا اليوم ارض مُحتَلَه ومباحه ومستباحه من جميع الجهات من قوى اقليميه وعالميه وعليها موجوده تنظيمات داعش والنصره والحُر ومعارضة “الرياض” ومعارضة:انقره” وميليشيات لا تعد ولا تحصى قسم منها يقاتل لجانب النظام وقسم اخر ضد النظام, لكن الحقيقه الساطعه لاتخفي ان النظام السوري هو الذي مهد ويُمهد لاحتلال سوريا متعدد الاتجاهات والاهداف, فالنظام هو من جلب الميليشيات الشيعيه واجج الحرب الطائفيه والنظام نفسه هو الذي جلب الاحتلال الروسي بهدف تامين وجوده وقصف وحرق المدن والقرى السوريه كما هوحاصل في هذا الاوان الذي تحرق فيه الطائرات الروسيه الارض وتدمر المدن السوريه على راس قاطنيها وتقوم موضوعيا واسميا بافراغ مناطق كامله في سوريا من سكانها…مئات الالاف من السوريين هربوا من الحرب في حلب وريفها بسبب القصف الروسي الهمجي الهادف كمايبدو ليست للقضاء على معارضي النظام السوري فقط لابل اخلاء مناطق كامله بهدف ضمها للدوله ” العلويه” المزمع فرضها في سوريا لضمان بقاء الاسد وبقاء التواجد الروسي العسكري في سوريا؟؟؟
لا يدور الحديث اليوم عن تثبيت افرازات وقائع تقسيم العالم العربي عبر معاهدة سايكس بيكو الشهيره والمعروفه لابل ان الحديث يدور عن تفتيت المُفتت واعادة صياغة تقسيم التراب الوطني لكثير من الدول العربيه وعلى راسها العراق وسوريا وهما الدولَتين العربيَتين الجاري تقسيمهما وتفتيتهما جغرافيا وديموغرافيا بما يتناسب مع المخططات الامريكيه والغربيه والروسيه والايرانيه والامريكيه…العراق صار مُقسما ومفتتا ومُدمرا ضمن المشروع الطائفي الذي طرحه عملاء الاحتلال الامريكي وقاموا بتطبيقه منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا والجاري في سوريا في هذه الاوان هو الامر نفسه كما جرى في العراق..تهجير وقتل بالملايين وفرض واقع ديموغراقي وجغرافي جديد لدويلات وسلطات ميليشيه ونظام فاسد وعميل كما هو حال نظام خضراء بغداد ونظام”القرداحه” في دمشق…سوريا والعراق دولتين عربيتين مُحتلتين!!
امريكا وعملاءها استحوذوا على العراق ودمروه ونهبوه بالكامل الى حد اوصله الى الافلاس وضياع عشرات المليارات فيما الشعب العراقي يعاني الويلات من الفقر والجوع والعوز ناهيك عن قتل وتشريد الملايين من العراقيين وعلى الطرف الاخر تحاول روسيا والقوى الغربيع الامبرياليه بمسانده من النظام السوري العميل بالإستحواذ على سوريا كمنطقة نفوذ عبر قتل الشعب السوري وتهجيره قسرا وتطهيره عرقيا وطائفيا لخلق “كوريدور” عازل ومنطقه تابعه للنظام السوري ومؤيديه تُقام عليها دوله علويه روسيه مشتركه تضمن الوجود الروسي والقواعد الروسيه في طرطوس واللاذقيه وباقي المناطق السوريه… الحديث يدور عن تحجيم وتطهير وتهجير الاكثريه من الشعب السوري وفرض حكم اقليات عرقيه وطائفيه ودويلات ميليشيه تابعه للنفوذ الروسي فيما لامانع ان تكون بعض المعازل الجغرافيه او المحميات تابعه للنفوذ الامريكي او التركي او السعودي…بشار الاسد يدرك استحالة رضاء الاغلبيه العربيه السنيه في سوريا بوجوده كرئيس وهو يسعى لفرض وجود دويله له عبر التطهير الطائفي والعرقي والدعم الروسي والايراني…!!
الجاري في بلاد الرافدين وبلاد الشام اخطر من ما جرى في فلسطين من احتلال واستيطان وإقامة كيان غاصب على الارض الفلسطينيه لكن المفارقه ان نظام الاسد وحسن نصر الله ايران يمارسان في سوريا نفس الاسلوب الصهيوني النابع من اكذوبة “ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” الذي روج لها الصهاينه في حين كانت فلسطين عامره بشعبها واهلها والجاري اليوم 2016 هو ان الاسد وروسيا يريدان سوريا بدون شعبها حتى يقيموا دولة الاسد بشعب اخر غير الشعب السوري… يقومون بقتل وتهجير الشعب السوري باسلوب مبر مج وممنهج وهادف الى تشريد اكبر عدد ممكن من الاغلبيه العربيه السنيه…سوريا: ارض بلا “شعب” لنظام بلا شرعيه ولا اكثريه شعبيه…نظام جُل محاربيه ومناصريه اجانب غرباء ورعاع جاءوا لقتل وتهجير الشعب السوري واحتلال ارضه…سوريه اليوم ارض محتله..ملايين السوريين صاروا لاجئين ومُشردين داخل وطنهم وخارجه… إحتلال وإختلال وشعب في مهب رياح الضياع!!
د.شكري الهزَّيل