دحلت البرميل مع الشريك

في بداية الثمانينات من القرن الماضي اشتغلت في فرع البناء ثلاثة ايام فقط اثناء العطلة الصيفيه في احدى المدن اليهودية القريبة..

كان عملي يحتاج الى دلو من الباطون ودلو من الحجارة الصغيرة ومطرقة ومعلقة صغيرة وفوطة صغيرة لتنظيف واغلاق بعض الشقوق والحفر الصغيرة في واجهة العمارة من الخارج وبالرغم من سهولة العمل كانت رجلاي ترتجف عند صعودي الى الطابق الثاني وكيف الى الثالث والرابع والخامس والسادس وكنت اشعر اني معلقا بين السماء والارض هذا عدا عن عدم اتقاني للعمل واستعملت المعلقه ولكن عبثا وكان صاحب العمل يراقبني من بعيد ويسرق النظر وكنت محرجا جدا لعدم اتقاني في الصاق الطين المجبول مع الاسمنت في مكانه الصحيح وكانت يدي اليمين تسعفني لانجز ما يمكن انجازه. وفي اليوم الثالث على التوالي وفي نهاية الاسبوع مد صاحب العمل يده الي جيبه قائلا: تفضل هذه اجرتك واذا اردت اكثر من ذلك فلك ذلك واردف قائلا وبخبث اراك متمكنا ومتقنا وهذه النقود تستحقها ولكني اسف لان العمل انتهى في هذه العمارة وسوف استدعيك بعد اسبوع لتكون مديرا عندما نبدأ في العمل في العمارة التالية.

تفاجا شريكه قائلا:- بل اريده ان يستمر وبدأ النقاش الحاد بينهما الا اني لم اتفاجأ من موقف دافع النقود ومن موقف الشريك الثاني بعد تمكني من التعرف عليهم جيدا وصرخ الشريك في وجه شريكه بعد النقاش الحاد وصمت الاثنان وعندها امرني صاحب العمل باحضاربرميلا فارغا ليس بعيدا، وقمت على الفور واجرتي في جيبي..

قلت في نفسي وتساءلت لقد وصل به الحد الى استغلالي حتى بعد دفع اجرتي التي لا استحقها؟

نعم اراد اثارتي وذهبت ووقفت الى جانب البرميل وناديته باسمه قائلا له:-يا صاحب العمل تعال من فضلك وساعدني لاني لا استطيع دحل البرميل الفارغ لوحدي.

وعند سماعه لهذه الجملة استشاط غضبا وقال بصوت عال لشريكه طيب القلب. قم وساعده وقام الشريك صاحب القلب الطيب وبرغبة قوية قال هيا بنا لندحل البرميل معا. وبدانا في دحل البرميل الفارغ الذي كان واقفا فتره طويلة من الزمن بين الاعشاب الضاره وقد اكل الدهر عليه وشرب. دحلت البرميل ودحل معي وضحكنا معا وهو ينظر الينا نحن الا ثنين.

وفي هذه اللحظة هرب دافع الاجرة ولم يستطع اثارتي وهرب وهو يتمّيز غضبا من المكان وترك شريكه معي ولم نعرف اين نضعه واقترحت عليه اعادته لمكانه الطبيعي.وقبل