إحياء آخر جمعة من رمضان في يافة الناصرة
تاريخ النشر: 02/07/16 | 18:35أُقيمت شعائر الجُمعة الأخيرة مِن شهر رمضان المُبارك في جامع عُمَر المُختار يافة الناصرة وسط أجواء روحانية وإيمانية مليئة بِالخُشوع، وذلك بِحُضور حشد غفير مِن أهالي البلدة والمنطِقة، حيثُ افتتح اليوم المُبارك القارئ الشيخ سليم خلايلة بِقراءة عطرة لِآيات مِن الذِكر الحكيم وابتهالات بِصوته الرائع على مسامع المُصلَّين.ثُمَّ تلاه الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع وألقى الخطبة مؤكَّدًا خلالها فضل وبركة ليلة القدر العظيمة مِن شهر رمضان المُبارك. وبعد مُقدَّمة الحمد والشهادة بِالله سُبحانه وتعالى والرسول الكريم النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلم قال: “الحمدُ لله الذي كرَّمنا بِرمضان وكرَّم رمضان بِنا إذ لولا الصائمين ما اكتسب رمضان قيمةً ولولا رمضان ما اكتسب الصائمون قيمته فهي قِيَم مُتبادَلة والذي شرع الصيام لنا هو الله مِنَّة منه وتفضَّلًا فله الحمد كُله، ها هو رمضان الذي قبل أيام بدء ها هو يُلملم أوراقه لِيرحل، وأنا دائمًا كُنتُ أقول هذا الكلام أنَّ الضيوف أنواع هُناك مَن هو ثقيل الظل لا يُطاق، رمضان ضيف يأتي وسرعان ما يرحل وهذا ما قاله شاعرنا وهو يوَّدع رمضان ويرجوه أن يرجع مرة أُخرى فيقول (هذه العناقيدُ مِن كرمي وبُستاني ومِن أغاريد مِن شذوي وألحاني، إذا جئت المدينة يومًا فانزل بين جيراني وامسح مُحيَّاك بِالأعتاب مُلتمسًا برد الحشا غير هيَّابِ ولا وانِ يا رمضان الخيرِ نرجو العودة ثانية فأنت روحي وفي ذكراك تحنانِ)، مَن يدري هل نكون على هذه الدنيا في رمضان المُقبل أم تطوينا الأرض في بطنها؟ وقد ودَّعنا مَن يعزون علينا وقد ودَّعنا اناسًا كُثُر أخذوا مِنَّا قطعة مِن الفؤاد، الله تكرَّم عليك وأبقاك حيًا لِتتمرغ بِنعمة رمضان إنَّ فضل الله عليك عظيم.
هذا اليوم المُبارك يوم الجُمعة وليلة مُباركة بِألف شهر كما يتوقع أن تكون هذه الليلة ليلة القدر افرحوا بِنعمة الله ((قُل فَبِرحمة الله وبِفضله لِذلك فليفرحوا)) فرحنا بِأن نقول للدنيا كُلها نحنُ أُمَّة القدر ونحنُ أُمَّة الصِيَّام ونحن أُمة عالية القدر شاء مَن شاء وأبى مَن أبى ونحنُ خيرَ أُمةٍ أُخرِجت لِلناس بإذن الله تعالى، هذه المكارم هذه المنزلة تلك الرُتبة ما خصَّ الله بِها أُمَّة مِن الأُمم إلَّا نحنُ أتباع هذا الدين ولا نقول هذا الكلام تطرفًا بل تحدثًا بِنعمة الله واعترافًا بِفضل الله وتحدثًا بِكرم الله هنيئًا لِمَن صام هنيئًا لِمَن قام هنيئًا لِمَن تلى القُرآن اناء الليل وأطراف النهار.