وجوه وملامح (05)

تاريخ النشر: 03/07/16 | 8:42

لقد تركت المرآة المسلمة عبر صفحات التاريخ صفحات مشرقة حافلة بالمواقف الرائعة التي تظهر فيها معاني هامة تحتاج المسلمة المعاصرة التعرف عليها من خلال نساء دخلن التاريخ من أبواب شتى، وسأستعرض من خلال هذه السلسلة بعض المواقف سريعة التأثير في القلوب مواقف نستعرض من خلالها ملامح كل شخصية عبر التاريخ.

أم كلثوم بنت عقبة ” امرأة هاجرة إلى الله ماشية “..!
أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أخت الوليد بن عقبة وهي أخت سيدنا عثمان بن عفان الأمه. أسلمت بمكة قديماً وصلت القبلتين وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم وهاجرت إلى المدينة ماشية.
خرجت السيدة أم كلثوم وفارقت حذرها ومستقر أمنها وهي ابنة سيد من سادات قريش، خرجت تحت جنح الليل فريدة شريدة تطوي بها قدماها ثنايا الجبال وأغوار التهائم بين مكة والمدينة إلى مفزع دينها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم تخف شيئاً لأنها في حفظ من هو خالق كل شيء الأنها هاجرت تبتغي وجهه وتبتغي الفرار بدينها من أرض الفتن، فخرجت ماشية وتعقبها أخواها الوليد وعمارة ابنا عقبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبانها فأبى أن يردها عليهما.
وقال المفسرون: فيها نزلت (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ) [الممتحنة: 10]. وهكذا سجل التاريخ لتلك المرأة المسلمة هجرتها وفرارها بدينها ماشية، أي قوة تلك التي منحتها تلك القوة والقدرة على السير مشياً عبر الصحاري؟ لا شك أنها قوة الايمان جعلتها لا تبالي بالمشي والتعب، جعلتها لا تخاف شيئاً في طريقها فهي تعلم أنها في رعاية الله. فهل لنا يا أختاه من هجرة من المعاصي إلى الطاعات ومن حب الدنيا إلى التعلق بجنة عرضها السموات والأرض؟ وإن شقت تلك الهجرة على نفوسنا فليست أشق من المشي في ظلمات الليل من مكة إلى المدينة، فلنسأل الله أن يقوي إيماننا حتى يرزقنا هجرة خالصة إليه.
واسمعي أختاه: رغم أن الظلم يعلو.. والحق يحاصر، ورغم أن الفساد يموج حولنا فالحق يعلو فوق كل ذلك.. ومن الهجرة بداية النجاة فهاجري إلى ربك..

محمود عبد السلام ياسين

m7mod3bdalslam

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة