الانتخابات المحلية بين التحديات والواقع
تاريخ النشر: 04/11/13 | 10:36تزامناً مع الانتخابات المحلية ونتائجها المختلفة في البلدات العربية، قام مركز انجاز- المركز المهني لتطوير السلطات المحلية العربية، بتغطية وتلخيص الاحداث الانتخابية متطرقاً بذلك للاوضاع الاقتصادية – المالية والاجتماعية التي تعاني منها السلطات المحلية العربية من خلال التقرير التالي:
تصنف السلطات المحلية العربية في التدريج المنخفض بين (1-4)، اذ تعاني غالبيتها من اوضاع اقتصادية واجتماعية متدنية اضف الى ذلك المعيقات والاشكاليات في مجالات مختلفة منها التخطيط والبناء، التمييز الموجه في الميزانيات المخصصة للسلطة المحلية، مستوى بطالة مرتفع عجز مالي وصل في سنة 2003 الى 24 مليار شاقل تقريباً مما أثر بالتالي على جودة تقديم الخدمات للمواطنين ودفع اجور الموظفين وغيرها من الاشكاليات التي تتسبب في اعاقة عمل وتطور السلطة المحلية العربية. نتيجة لذلك وبقرار من وزارة الداخلية وكحل للعجز المالي في بعض السلطات المحلية العربية اتخذت وزارة الداخلية عدة قرارات مختلفة كان منها: تعيين محاسب مرافق، اقالة السلطة المحلية وتعيين لجنة معينة، برامج و خطط اشفاء. من الجدير ذكره هنا انه خلال سنة 2008 تم اقالة 10 سلطات محلية عربية وتعيين لجان معينة بدلا منها وهي: زيمر، الطيبة، طرعان، كفر كنا، نحف، عرعرة النقب، دبورية، طوبا الزنغرية، يركا، كفر مندا. وقد شاركت هذه البلدات في الدورة الانتخابية الاخيرة 2013.
اظهرت الانتخابات الاخيرة ظواهر عدة كانت ابرزها الدور الشبابي والنسائي وان لم يكن غير كافي للتأثير وتغير انماط التصويت في البلدات العربية والتي سادت اغلبها الطابع الحمائلي والعائلي. لقد تنافس في هذه الانتخابات عدد كبير من المرشحين على كرسي الرئاسة فوصل عدد المرشحين في البلدات العربية من 2-9 مرشحين بحيث كان معدل عدد المرشحين هو 4 .وبرز التمثيل الشبابي والنسائي من خلال القوائم في الاماكن المضمونة. اضف الى تغيرات عدة مختلفة منها في مدينة ام الفحم والناصرة ، باعلان الحركة الاسلامية في الاولى، عدم خوضها او دعمها لاي مرشح خلال الانتخابات وذلك بعد مضي 30 عام من خوضها للانتخابات. اما في مدينة الناصرة فكانت بانسحاب نائب رئيس البلدية وانشقاقه عن الجبهه وتشكيله قائمة جديدة مستقلة باسم "ناصرتي" من خلالها قام بالمنافسة على الرئاسة. وتم تشكيل قائمة شبابية جديدة في مدينة الناصرة وتشكيل قائمة الجبهة من شباب ونساء في مواقع مضمونة.
من ضمن المرشحين الذين شاركوا في انتخابات السلطات المحلية 2013، كان هنالك 44 مرشح (60%) منهم شغلوا منصب رئيس السلطة المحلية 2008-2013. منهم 16 رئيس تأهل ليستمر في منصبه كرئيس سلطة محلية 2013-2018، وقسم منهم ما زالوا ينتظرون الجولة الثانية من الانتخابات يوم الثلاثاء 05.11.2013. اي يمكننا القول انه هنالك على الاقل 22% من رؤساء السلطات المحلية سنة 2008 استمروا لدورة أخرى من الانتخابات، وانه على الاقل لدينا 46.5% (34 شخص) رؤساء جدد/ لم يشغلوا منصب رئيس سلطة محلية سنة 2008. و31.5% من المرشحين (رؤساء سابقين ومرشحين جدد) (23 شخص) ما زالوا ينتظرون نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات.
نستطيع ان نستنتج من النتائج اعلاه، انه هنالك قوة اكبر للحمولة في التأثير على هذه الانتخابات. اذ ان توزيع الاصوات وانماط التصويت التقليدية كانت اقوى مقابل انخفاض ملحوظ بقوة الاحزاب السياسية. وقد ظهر توزيع اصوات كبير في البلدات العربية وذلك نتيجة كثرة المرشحين المتنافسين على الرئاسة وكثرة قوائم العضوية. بالمقابل وجب التنويه انه نسبة التصويت في البلدات العربية هي عالية نسبيا (تفوق ال 80%)، الامر الذي يدل على اهتمام الناخب العربي في المشاركة بالسلطة المحلية والتأثير على الاجندة مقارنة مع الوضع في البلدات اليهودية.
خلال الفترة التي سبقت يوم الانتخابات، عملت العديد من الاطراف-المؤسسات-الجمعيات وغيرها على موضوع مشاركة وتمثيل الشباب والنساء داخل القوائم المرشحة للانتخابات، وذلك لوجود حاجة في استثمار هذه الشريحة الكبيرة والقوية بهدف التغيير والتطوير نحو الافضل. اذ تصدرت العديد من العناوين موضوع تمثيل الشباب والنساء وتم تسليط الضوء على وجود تمثيل نسائي في مواقع مضمونة.
في انتخابات 2008 كان عدد العضوات النساء 6 فقط، ولكن وتحضيرا لانتخابات ال 2013 عملت العديد من المؤسسات-الجمعيات-الاحزاب والافراد على رفع الوعي وطرح موضوع التمثيل النسائي واهميته، كما وحاولت التأثير على القوائم لوضع تمثيل نسائي في اماكن مضمونة.
كما وتشير بعض المعطيات من "ائتلاف الجمعيات من أجل تمثيل النساء في السلطات المحلية": 165 امرأة مرشحة في القوائم التابعة ل 44 سلطة محلية. 92 منهن موجودات ضمن ال 5 اعضاء الاوائل في القوائم (بحسب القوائم التي قُدمت لدى لجنة الانتخابات). منهن امرأة واحدة نافست على رئاسة بلدية الناصرة، (وجب التنويه انه منذ سنة 1948 وحتى اليوم شغلت منصب رئيسة سلطة محلية عربية امرأة واحدة فقط، وهي فيوليت خوري رئيسة مجلس كفر ياسيف سنة 1972). 2 نساء ترشحن في مقدمة قائمة عضوية في سخنين وفي كفر قاسم. في بلدات اخرى 19 امرأة كانت في المكان الثاني بالقائمة، 24 بالموقع الثالث، 23 بالموقع الرابع و 14 بالموقع الخامس. مع العلم انه 24 من النساء المرشحات أعلاه يسكنن في بلدات مختلطة (لأول مرة يتم ترشيح نساء عربيات عضوات في قوائم اللد والرملة)، وباقي النساء هن من البلدات الكبيرة على الاغلب، مثل: الناصرة، كفر قاسم، سخنين، الطيرة، طمرة، دالية الكرمل وعسفيا.
نرى ان مشاركة الشباب كانت كبيرة وعالية في هذه الانتخابات، نستطيع القول ان الشباب تفاعلوا بشكل كبير من خلال صفحات الشبكات الاجتماعية، الامر الذي اثر بشكل ملحوظ على الخطاب الداخلي بين الشباب في كل بلدة حتى ان المرشحين وقوائم العضوية استثمروا الكثير بصفحات الفيسبوك. ولكن، مع كل المشاركة الفعّالة الملحوظة التي قام بها الشباب خلال فترة الانتخابات، الا اننا نرى ان الشباب ايضا صوتوا بحسب انماط التصويت التقليدية "حمائلي" وذلك برأينا ان أداء القوى السياسية للأحزاب العربية كان ضعيف في الحلبة المحلية، الامر الذي ادى الى وجود فجوة وفراغ كبيرين بين شريحة الشباب والاحزاب السياسية. اذ من الممكن ان السبب يعود الى الفراغ الموجود والذي استغلته الحمائل وعملت على ضم الشباب اليها واستغلته كمصدر للتصويت وليس بالضرورة كمصدر لانضمام الشباب لهم بقائمة الترشيح للعضوية.
ومن هنا نرى ان هنالك اهمية للعمل والحث على تمثيل الشباب والنساء داخل السلطات المحلية العربية طيلة الفترة القادمة، وعدم الانتظار فقط لدورة الانتخابات التالية.