الأعياد في الإسلام شرعت لحكمة سامية
تاريخ النشر: 09/07/16 | 10:00يودع المسلمون شهر رمضان المبارك بعد أن أدوا فريضة الصيام وجاهدوا أنفسهم صوماً في النهار وقياماً بالليل وتلاوة القرآن الكريم ويأتي عيد الفطر المبارك استكمالاً لبهجة الصائمين وفرحة لقلوبهم بعد اتمام الفريضة.
وحول المفهوم الاسلامي للعيد، واذا ما كان للأعياد في الاسلام فلسفة خاصة بها تجعلها متميزة عن غيرها من الأعياد في الأمم الأخرى ، وهل هناك دلالات خاصة بمجيء الأعياد الاسلامية في أعقاب الفراغ من عبادة جليلة القدر والشأن كما هو الحال في عيدي الفطر والأضحى؟ وماهو حكم صلاة العيد وما وقتها؟ وما شروطها وأيهما أفضل في المسجد أم الخلاء وما كيفيتها؟ وهل هناك آداب معينة ينبغي على المسلم الالتزام بها أيام العيد؟
في البداية يؤكد شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي أن مناسبة عيد الفطر هي شكر لله سبحانه وتعالى الذي أعاننا على صيام نهار رمضان وقيام ليله وأداء العبادات الى نهايته وبهذا يكون عيد الفطر وهو الجائزة التي يمنحها الله تعالى لعباده الذين أدوا صيامهم على الوجه الشرعي المطلوب ويكون بذلك أحسن الجوائز.
وحول فلسفة الأعياد في الاسلام يقول الدكتور عبد الحكم الصعيدي الاستاذ بجامعة الأزهر والداعية الاسلامي المعروف أن العيد مأخوذ من العود لأنه يعود مرة بعد مرة وقد جعله الله سبحانه وتعالى يوم فرح وسرور واستبشار فقال تعالى «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون».
فدلالة العيد الفرح العام على هذه الأمور الأربعة التي تضمنتها الآية الكريمة، ويضيف اذا كان الأصل ان كل عمل أمر الله به الانسان ويقوم به ثم ينتهي منه أن يكون عيداً فأعياد المسلم مستمرة بحسب ما يؤديه من أعمال صالحة ولكن تم الاكتفاء بالعيدين، عيد الفطر وعيد الأضحى ليجمع المسلم أعياده المتعددة في هذين اليومين العظيمين كعيدان لجميع المسلمين فصلاة العيد بشعائرها صلاة جامعة لكل أعياد المسلم بالخير ومن هنا كان العيد لمن أدى الطاعة وكان ندماً وحسرة لمن لم يؤدها وكان التيسير في العيد باظهار ألوان الفرح والسرور واللهو البريء.
وعن حكم صلاة العيد ووقتها يقول الدكتور شعبان محمد اسماعيل استاذ الفقه بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بجامعة الأزهر صلاة العيد سنة مؤكدة وقيل واجبة لأنها من علامات الدين الظاهرة ووقت صلاتها يبدأ بعد شروق الشمس بنحو ثلث ساعة ويستمر الى وقت الزوال ومن السنة أن تؤخر صلاة عيد الفطر حتى يستطيع المسلم الذي لم يدفع ذكاته ان يدفعها ويضيف انه اذا كان المسلم قد أطاع ربه عز وجل ووقف عند حدوده فصام شهر رمضان وقام ليله وتلا كتاب ربه وامتثل بما جاء فيه من توجيهات كان جديراً بأن يكرمه الله عز وجل بأن يمن عليه بالرضا وغفران الذنوب.
وعن شروط صلاة العيد يقول الدكتور صبري عبد الرءوف استاذ الفقه بجامعة الأزهر صلاة العيد سنة مؤكدة ورغب الاسلام فيها لما لها من أثر طيب في اجتماع المسلمين الذين يسعدون بذكر الله عز وجل وطاعته وصلاة العيد ركعتان بلا أذان ولا اقامة ويكبر الامام في الركعة الأولى سبعة تكبيرات بعد تكبيرة الاحرام ويكبر في الركعة الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام والمأمومون يكبرون وراءه ويرفع الامام صوته بالتكبير وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العيد في الخلاء ليجتمع أكبر عدد ممكن من المسلمين في مكان واحد اظهاراً لشعيرة من شعائر الاسلام وليس معنى هذا ان صلاة العيد في المسجد لا تصح وانما الأفضل أن تصلي في الخلاء ولهذا فان النبي صلى الله عليه وسلم أمر النساء بالخروج لصلاة العيد ولم يأمرهن بالخروج لصلاة الجمعة.
القاهرة: محمد خليل