من هم المخرجون الفائزون بماراثون رمضان 2016

تاريخ النشر: 03/07/16 | 18:06

في كل موسم درامي رمضاني ينجح عدد قليل من المخرجين العرب،ولا يلمع منهم سوى من يخرج عمله الدرامي بشغف جامح،وموهبة فذة،وجدية مسؤولة،وقدرة على التحكم والسيطرة على كافة أدواته الإخراجية،ومنع أي تدخل من شأنه الإخلال برؤيته الإخراجية المؤمن بها.

رؤية المخرج محمد ياسين أحد أهم أسباب نجاح (أفراح القبة)
محمد ياسين مخرج المسلسل الدرامي الإجتماعي الناجح في رمضان 2016 (أفراح القبة) نجح للمرة الثالثة على التوالي في ماراثون رمضان الدرامي الصعب ،فمسلسلاه السابقان : (حسن البنا) و(موجة حارة) حققا النجاح ذاته،وأثارا الجدل بجرأتهما السياسية والإجتماعية،وهو مخرج عاشق للدراما،ولا يعمل بها من أجل المال بدليل ندرة أعماله الدرامية،وعدم وقوعه في فخ الإغراء المالي فيقدم على إخراج أعمال تجارية أو أعمال النجم الأوحد الذي يفرض شروطه على المخرج،ويتسبب في إضعاف العمل بتدخلاته الأنانية، بل هو يختار مشروعاً فنياً ناجحاً كاملاً بدءاً من النص مروراً بالممثلين،انتهاءً بشركة الإنتاج التي تمنحه ميزانية ضخمة تخدم رؤيته بإخلاص ، وهو مخرج قوي،واثق من نفسه،الذي حين اختلف في الرؤية والأفكار مع كاتب السيناريو والحوار محمد أمين راضي المختار ليتلفز رواية (أفراح القبة) للأديب العالمي نجيب محفوظ،استبدله في منتصف المسلسل بكاتب آخر،ونجح المسلسل برؤيته الخاصة هو،وبحسن إدارته لكوكبة نجومه العرب الذين تألقوا معه أكثر من أي مخرج آخر في نص محكم ودافىء إنسانياً يدور حول فرقة مسرحية تفاجيء بنص يكشف حقيقتهم ،ويؤدونه بشجاعة للتكفير عن أخطائهم وأبرز المبدعين من كوكبة نجوم (أفراح القبة) :(منى زكي) الذي يعد (أفراح القبة) عملها التلفزيوني الأهم في العشر سنوات الأخيرة،وكذلك النجم الأردني العربي المفضل لدى محمد ياسين إياد نصار الذي يعد عنصراً ثابتاً في كافة أعمال محمد ياسين الدرامية،وبطله المفضل بدءًا من (حسن البنا) إلى (موجة حارة) و(أفراح القبة)،والذي يغير مع محمد ياسين جلده الفني ببراعة تنتزع تقدير وإعجاب ملايين المشاهدين.
ويعد محمد ياسين في (أفراح القبة) سيد الدراما هذا العام بعمله البديع (أفراح القبة) الذي أمتعنا بمعزوفة درامية متناسقة هارمونياً وإنسانياً بشكل نادر وفريد وسط كم هائل من المسلسلات التجارية.

إياد الخزوز يفوز بامتحان الدراما التاريخية الصعب في (سمرقند)
يمتلك المخرج الأردني المغامر إياد الخزوز رصيداً كبيراً من المسلسلات الإجتماعية والبدوية والرومانسية الأردنية والخليجية التي تحمل توقيعه ورؤيته كمخرج شاب متجدد ،وإثر فشل بعض المسلسلات التاريخية العربية لارتكابها أخطاء تاريخية فادحة أو شح في الإنتاج أو ضعف المخرج ونجومه ،وإثر الضجة التي أثارها المسلسل التاريخي (سرايا عابدين) عن سيرة الخديوي اسماعيل،وتقليده شبه الكامل لحريم السلطان التركي بصورة مخالفة للتاريخ والواقع،غامر المخرج الأردني إياد الخزوز مادياً بدخوله شريكاً في الإنتاج،وفنياً باختياره مسلسلاً تاريخياً فانتازياً يحقق فيه رؤيته الخاصة للدراما التاريخية عبر مسلسله التاريخي الفانتازي الناجح (سمرقند) الذي اختار نجومه بذكاء وحنكة.
ولينجو هو ومؤلفه من المحاكمة النقدية أو الجماهيرية أعلن مبكراً أنه نص تاريخي فانتازي غير توثيقي ،أدخلت فيها الحكاية والأسطورة الضروريين درامياً وتلفزيونياً.
ولم يرتكب خلال (14) حلقة متتالية أي خطأ تاريخي فادح أو خطأ في الديكور حيث تدور أحداثه في القرن الحادي عشر في فترة ظهور زعيم الحشاشين حسن الصباح الجبار (عابد فهد) وجمعه جيشاً كبيراً من العبيد والطامعين والسفاحين من أجل تحقيق غايته وغاية إمامه في النفوذ والسلطة تجسيداً لفلسفة : الغاية تبرر الوسيلة.
ويتفوق المخرج إياد الخزوز بجديته في خوض تجربة الدراما التاريخية ،ويحسب له فيه: استعانته بكوكبة من النجوم العرب المبدعين خاصةً: النجم السوري عابد فهد الذي نجح بإعادته للدراما التاريخية بعد غيابه الطويل عنها،والنجم اللبناني يوسف الخال،واختياره مجموعة كبيرة من الوجوه الشابة،ومنحها أدواراً ثانوية رئيسة عرف كيف يطورها تحت إدارته فلمعت هذا العام وأهمهم: الفنانة الأردنية ركين سعد بدور الأميرة أتون خاتون،والجزائرية أمل بشوشة بدور الجارية نرمين في أول تجاربها في الدراما التاريخية،والأردني المسرحي أحمد سرور بدور النخاس الذي قتله حسن الصباح وأنقذ الأميرة أتون منه، وكان موفقاً الاعتماد في اللوحات الإستعراضية لجواري السلطان شاه وملوك (سمرقند) على فرقة أنانا السورية الشهيرة لإضفاء الواقعية على أجواء القصور والجواري الترفيهية الراقية،واختيار موسيقى تصويرية مميزة تجسد أجواء الدراما التاريخية تماماً.
انتشار (سمرقند) في عدد من الفضائيات العربية،وتحقيقه نسبة مشاهدة عالية بدون منافس يجعلنا نتوقع أن يكون مسلسل إياد الخزوز القادم أيضاً تاريخياً في رمضان 2017 أو 2018 بعد ازدياد خوف عدد من المخرجين العرب من خوض تجربة الدراما التاريخية مجدداً لأنها امتحان صعب لا ينجح فيه أحد بسهولة لهذا لم يعد يقدم عليها سوى المخرج الواثق من نفسه ومن شغفه بها ومن رؤيته،وأفضل من نجح بها عربياً لغاية اللحظة: حاتم علي ومحمد عزيزية وإياد الخزوز.

المخرج شادي الفخراني يحقق ثنائية ناجحة مع والده يحيى الفخراني في (ونوس)
أصبح المخرج الشاب شادي الفخراني من أبرز المخرجين العرب بعد أن منحه الثقة الأولى والده النجم الكبير يحيى الفخراني الذي لولا معرفته بموهبة إبنه لما غامر معه لأول مرة ورشحه ليخرج له مسلسله الناجح (الخواجة عبد القادر) عام 2012،ومسلسله الثاني (دهشة) عام 2014 ،وها هما معاً يحلقان خارج سرب المسلسلات المصرية في المسلسل الإجتماعي الجذاب (ونوس) في ثنائية فنية هارمونية ناجحة، والذي تدور أحداثه حول (ونوس) الذي يرمز لإبليس الذي يوسوس للبشر في حياة مغرية،ويعقد معهم اتفاقاً شيطانياً يسرق فيه إيمانهم وأرواحهم وآخرتهم مقابل حياة ثرية مرفهة قصيرة،وبعد اتفاق ياقوت معه يتراجع ويتوب إلى الله لكن ونوس يطارده ويطارد عائلته لإخضاعه تحت سيطرته الشيطانية مجدداً.
وسر نجاح المخرج شادي الفخراني هو معرفته الكاملة بقدرات والده فيعرف كيف يديره ليخرج أجمل ما عنده،وينجحان معاً في ثنائية عائلية نادرة في الوسط الفني العربي.
لكن التحدي الحقيقي لموهبة شادي الفخراني في عمله مع فنانين شباب آخرين يحتاجونه ،وعندئذ يكون الإمتحان الحقيقي له لأن إسم والده وموهبته الفذة ماركة مضمونة لأي عمل يشارك به.

شوقي الماجري يخوض تجربة الدراما النفسية بثقة في (سقوط حر) مع نيللي كريم
شوقي الماجري التونسي اليوم أحد أبرز المخرجين العرب لتمتعه برؤية خاصة لأعماله تحقق لها النجاح النقدي والفني معاً ،وبعد تألقه في إخراج مسلسلات إجتماعية وتاريخية وسيرة ذاتية مهمة أبرزها: (الإجتياح) و(أسمهان) و(الأمين والمأمون: أبناء هارون الرشيد) و(هدوء نسبي) يقتحم لأول مرة مجال الدراما النفسية البوليسية التشويقية بنجاح واقتدار في مسلسله (سقوط حر) مع النجمة المصرية نيللي كريم المتألقة بالأدوار المركبة نفسياً بثقة،ونجح في إخراج قدراتها التعبيرية الغزيرة الدافقة بذكاء،وحافظ على نجاحات نيللي كريم السابقة ولم يورطها برؤيته بل طوّرها أكثر. لكن يبدو أنه ركز على نيللي كريم. وهذا طبيعي بحكم كونها البطلة الأولى أكثر من بعض الفنانين. فأحمد وفيق على سبيل المثال لا الحصر بدا كأعماله السابقة بدون أي تغيير يذكر، وأداؤه هو ذاته فلم يستفد من عمله مع شوقي الماجري كما يجب.

حسام حجاوي يقدم صورة جديدة أكثر نضجاً للدراما البدوية في (الدمعة الحمراء)
حسام حجاوي المخرج الأردني الصاعد في مسلسله البدوي السابق (حنايا الغيث) في رمضان 2015 الفائت أخفق في نواحي كثيرة فيه لكنه تفاداها هذا العام بمسلسله البدوي الجديد (الدمعة الحمراء) مستغلاً ضخامة إنتاج شركة (o3) برودكشن له التابعة لشبكة قنوات mbc فأحسن تقديم الأجواء السعودية النجدية بصورة بصرية جميلة وجذابة نادرة الظهور بأعمال بدوية كما أحسن إختيار وإدارة نجومه الخبيرين أصلاً بالدراما البدوية باستثناء الوجه الجديد الجذاب بجماله العربي الإعلامية علا فارس التي كانت مفاجأة العمل الكبيرة بطلتها الناعمة،وأدائها الطبيعي ،وطلتها المنطقية الخالية من الماكياج الفاقع غير الواقعي ،ويكاد لا يصدق المرء أن علا فارس تمثل لأول مرة، وتتحمل ظروف العمل في الصحراء بظروف جوية صعبة في وادي رم طيلة 4 أشهر،ويعد مسلسل (الدمعة الحمراء) أول علامة مشرّفة في مسيرة هذا المخرج الشاب الواعد إن استمر بتطوير قدراته خارج إطار الدراما البدوية.

محمد القفاص يقدم نوعاً جديداً من الدراما الخليجية في (ساق البامبو)
محمد القفاص مخرج خليجي جريء أقدم على تجربة جديدة من نوعها على الدراما الخليجية من خلال تحويله رواية أدبية شهدت إهتماماً أدبياً كبير هي رواية (ساق البامبو) للأديب الكويتي سعود السنعوسي وحوّلها لدراما تلفزيونية بإشراف الكاتب التلفزيوني المصري المتميز محفوظ عبد الرحمن، حول خادمة فلبينية تنجب طفلاً أسيوي الملامح من إبن مخدومتها الكويتي راشد، وزواجه منها وإنجابه طفل منها يغضب والدته غنيمة منه،فيقوم بإرسال زوجته الفلبينية وابنها عيسى الطاروف إلى الفيلبين لكنه عندما يصبح شاباً يعود ويهدد عائلة أبيه المفقود في الحرب بالعار في محيطهم الإجتماعي،وقد أدار بنجاح لافت الممثلين الكويتيين والفلبينيين فقدموا قضية إجتماعية شائكة أغضبت منهم الكثيرين لكنها حصدت إعجاب واهتمام المشاهدين.

Untitled-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة