تنظيم ندوة سياسية في يركا
تاريخ النشر: 04/07/16 | 20:58نظم مركز ” إنجاز ” ومركز ” إعلام ” بالتعاون مع مجلس محلي يركا ندوة سياسية بعنوان ” السياسة العربية بين البرلمان والميدان ” في قاعة المحاضرات ببناية السلطة المحلية. شارك فيها رئيس المجلس وهيب حبيش ومديرة ” إنجاز ” غيداء ريناوي – زعبي،مدير مركز ” إعلام ” بروفسور أمل جمال والنواب وعايدة توما – سليمان، جمال زحالقة،عبد الله أبو معروف وتولى عرافتها الكاتب الصحفي وديع عواودة. وتندرج هذه الندوة المتنقلة بين البلدات العربية ضمن فعاليات مشروع ” موطن ” وهو مشروع لنقد لمراجعة السياسة العربية في البلاد برؤية نقدية ومراجعة معادلة الوطن بالمواطنة. من جهته قال رئيس المجلس المحلي يركا وهيب حبيش أن إسرائيل لن تستطيع فصل العرب الدروز عن مجتمعهم العربي مبديا سروره وشكره للتعاون مع القائمة المشتركة. واستذكر حبيش الدور التاريخي ليركا في مساعدة الآلاف من أبناء القرى المجاورة في البقاء بالوطن بمنحهم الملجأ وتقاسمهم الرغيف وزيت الزيتون متقاطعا بذلك مع كتب تاريخية لعادل مناع وشكري عراف وشهادات شفوية كثيرة.
القرى الدروز تكشف الكذبة الإسرائيلية
مدير مركز ” إعلام ” بروفسور أمل جمال وردا على سؤال حول فقدان مواطنة حقيقية لغير العرب لفت إلى أن واقع القرى العربية الدرزية تكشف الحقيقة وتدلل على العنصرية الإسرائيلية ضد كل ما هو غير يهودي منذ ” وثيقة الاستقلال ” عام 48 والتي دعت العرب للانخراط بالدولة معتبرة إياهم ضيوفا. وتابع ” حتى لو قبلنا جدلا مقولة الحقوق المرهونة بالواجبات فالدروز يؤدون الخدمة العسكرية ولا يحصلون على مساواة. هذه مثلا خلاصة مقارنة يركا التي يخدم شبابها بالجيش مع مستوطنة ” العاد ” المجاورة والتي لا يخدم سكانها بالجيش. وشدد جماّل ابن بلدة يركا أن الظهر الأساسي للدروز هو انتماؤهم القومي العربي الفلسطيني”.
ويحذر أمل جمال من الدور الخطير للإعلام العبري الذي يستغل إقبال الموطنين العرب عليه لمواصلة شيطنة السياسة العربية ولوضع حاجز بين المجتمع العربي وبين نوابه. ودعا لاستخدام آليات لتجاوز هذا الواقع محذرا من مواصلة الصحافة الإسرائيلية من ترسيخ مقولات وأنماط عمل غير حقيقية.
مواطنة مستمدة من الوطن
وحول متلازمة ” الوطني والمدني ” أوضح جماّل أن العرب مواطنون وأصحاب حق تاريخي يتجاوز الحق بالمواطنة لكونهم أصليين وأن ” الحق المدني ” لا يبعد عن الوطني بل يتغذى منه. ويتابع ” محاولة الفصل بين الوطني والمدني أهدافها سياسية ودق أسافين بيننا. بالمقابل شدد جمالّ على ضرورة تمسك القيادات العربية بالحكمة وبالتعامل مع الواقع السياسي بخطاب ذكي يوصل رسالة للإسرائيليين لأن العمل البرلماني هدفه التأثير على السياسة. وأضاف ” نحن نريد مجتمعا إسرائيليا يستطيع فهم ما نريده وهناك إمكانية للتأثير على الرأي العام السائد وعلى الإدراك بالجانب الإسرائيلي ومحاولة اختراقه وهذا التحدي الأساسي وهناك تباينات واضحة داخل ” المشتركة ” من ناحية الخطاب “.
محاولات إرغامنا لقبول مواطنة مشوّهة
من جهتها اعتبرت عضو الكنيست عايدة توما- سليمان(المشتركة- الجبهة) أن الأهم هم من يتعرض للهجوم لا المهاجم فإسرائيل تتغير كثيرا و تتجه للمزيد من العنصرية بل الفاشية. وردا على سؤال حول الدلالة من تعرضها هي الأخرى لحملة تهويش في الكنيست والإعلام العبري مؤخرا بعد الحملة على زميلتها حنين زعبي(مشتركة- تجمع) قالت إن المواطنة مرتبطة بوطننا وأننا أصحاب وطن رغم محاولات إرغامنا على قبول مواطنة مشوهة معزولة عن الوطن تتعامل معنا كأفراد. وردا على سؤال حول أهم أمر لافت تعرفت عليه داخل الكنيست بعد انتخابها أوضحت أن ما لفت نظرها فقدان الحوار ومحاولات إقناع الآخر حيث تتجلى الديموقراطية الإجرائية تصوت فيها أغلبية دون منطق. منوهة أن النواب العرب يحاولون استخدام الكنيست منصة لمخاطبة الجمهور الإسرائيلي ومحاولة اختراقه رغم رفض الحوار من جهة أغلبية يهودية. وهل ” المشتركة ” ربما زادت بقوتها من مخاوف وجنون الجانب الإسرائيلي ؟ عن ذلك قالت توما – سليمان إن الجانب العربي هو ” الخائف ” نتيجة التحريض والحملات عليه ووضع علامات سؤال على بقائه. وتابعت ” لولا وجودنا في الكنيست لشهدنا اعتداء جسديا على حنين زعبي. إسرائيل هي التي تغيرت للأسوأ وباتت أكثر تطرفا وفاشية وهناك نواب عرب جيدون وهناك من هم جيدون أكثر “.
وظيفة القائد أن يقود ويفعل لا توصيف الحالة
ولكن ومقابل التغيير الكبير في إسرائيل كيف نبقى نعتمد على استراتيجية قديمة؟ بهذا السؤال تدخلت مديرة مركز ” إنجاز ” غيداء ريناوي – زعبي وخلصت في تلخيصها مداخلتها بالقول : ” القائد السياسي ينبغي أن يقود ويعمل لا أن يكتفي بتوصيف الواقع والتعليق عليه”. وعقبت عايدة عليه بالقول ” نعم علينا مراجعة دفاترنا دون تلويم الذات”. وردا على السؤال : بحال أقدمت الكنيست على إبعاد حنين زعبي فهل يكون المطلوب استقالة نواب ” المشتركة ” احتجاجا وتضامنا ؟
كيف تتصرف ” المشتركة ” بحال أبعدت زعبي أو غيرها ؟
وردا على سؤال ترفض عايدة توما – سليمان فكرة الاستقالة وتقول إن النواب العرب ليسوا موظفين تم قبولهم في مناقصة ليستقيلوا بل منتخبين من مجتمعهم ونرفع صوت منتخبينا، عليهم مواصلة أداء مهامهم داعية لمنع تشريع مثل هذا القانون وإبعاد أحد منا. وتابعت ” من عليه أن يغضب ويثور هو الجمهور على مثل هكذا إبعاد والتطوع منذ الآن لإعلان الخروج من اللعبة فهو سابق. وجودي بالكنيست ليس وظيفة بل معركة . حتى لو أبعدت عايدة توما أطالب زملائي بانتهاج ما اقترحه هنا فنحن نمثل جمهورا ونحمل أمانة”.
عيب علينا قبول هذا الواقع
بالمقابل النائب أكد د. جمال زحالقة(المشتركة – التجمع) أن ” خطوة من هذا النوع(إبعاد حنين زعبي أو أي نائب عربي من الكنيست للأبد) ستؤدي لتغيير كل قواعد اللعبة في الكنيست بما في ذلك استقالة جماعية من الكنيست وليذهبوا ليفعلوا ديموقراطية لوحدهم ويحظر علينا أن نعطيهم القيام بها. استبعد أنهم سيقدمون على ذلك. إذا بدأوا يخرجوننا من الكنيست واحدا تلو الآخر فلا بد من رد مجلجل وغير عادي”. واعتبر زحالقة إن ما قالته زميلته النائب حنين زعبي في الكنيست قبل أيام حول المصالحة مع تركيا يمثّل التجمع مائة بالمائة بل يمثل موقف مركبات المشتركة إذا ما رجعنا لمواقف هذه المركبات حيال الاعتداء على ” مرمرة ” في 2010. موضحا أنه لم يجد في خطاب حنين زعبي ما لم يقل بالماضي من قبل زملاء لها.
الميداني يقوي البرلماني
ويشير زحالقة أنه يؤمن بتكامل الميداني والبرلماني ويرى بضرورة تحسين المعادلة بينهما معتبرا إغلاق الشوارع أحيانا نضالا مدنيا. وتابع ” لكن ليس لكل الأحزاب العربية الممثلة بالكنيست وجودا جماهيريا حقيقيا كالتجمع والجبهة”. وشدد زحالقة على أن الميداني يقوي البرلماني وأن الجمهور أسقط خطة برافر بالاحتجاج بالشوارع. وبشأن ملف العرب الدروز دعا زحالقة لتشخيص الواقع بجرأة منبها لحيوية ومحورية قضية الأرض وتساءل عن أي مساواه يتحدثون طالما سرقوا أراضي بني معروف أيضا.
بؤر ثورية
وتابع ” عيب علينا قبول التقسيم بين الدروز وسواهم خاصة في التعليم. واقعنا صعب وبلدات عربية درزية ترتبط لقمة العيش فيها بالجيش. الناس مقهورة لكن لقمة العيش تحول دون التعبير عن هذا القهر لكن علينا الرهان على تطورات اقتصادية جديدة والبناء على ” بؤر ثورية ” لدى الدروز وينبغي أن يكون هناك توجه من المشتركة للدروز. لا أؤمن بالعمل التراكمي من هذه الناحية فالتغييرات الاجتماعية تأتي ومضات وقفزات”.
حياة مشتركة مقابل مساواة كاملة
ودعا زحالقة لتعلم تجارب جنوب إفريقيا التاريخية التي شهدت حوارا بين البيض والسود الأصلانيين وتابع ” ينبغي أن تكون رسالتنا لليهود : حياة مشتركة لكن بمساواة كاملة. بالتوازي لن يتنازل أصحاب الامتيازات عنها طواعية”.
وبعد كلمة ترحيبية باسم أهالي بلدته يركا اعتبر النائب عبد الله أبو معروف(المشتركة – الجبهة) أن الإعلام الإسرائيلي الرسمي بتحريضه وديماغوغيته يحول لحد بعيد دون الشراكة العربية – اليهودية اليوم. وحول احتمال إبعاد نائب عربي من الكنيست يرى أبو معروف أنه من المبكر الرد على ذلك باعتبار أن لكل حادث حديث. ودعا أبو معروف لتعزيز العمل الميداني والاحتجاج الشعبي بموازاة العمل البرلماني.