اثار وثمرات التوحيد
تاريخ النشر: 14/11/13 | 21:00إن من أعظم نعم الله تعالى على هذه البلاد والتي ربما لا توجد في غيرها من البلدان العربية والإسلامية نعمة التوحيد والفطرة السليمة التي فطر الله جل وعلا عباده عليها، نعمة التوحيد الذي هو إفراد الله تعالى بالعبادة إذ هو الخالق، المدبر، المحي، المميت، الرازق، الباعث والمتصرف بالكون جميعه لا شريك له في ذلك ولا معين، وهذا مقتضى توحيد الربوبية فكيف يكون له الشريك في الألوهية إذن؟
فيعبد غير الله وينذر ويذبح ويدعى ويخشى ويرجى غير الله إن هذا لهو العجب المبين الذي جعل الله عز وجل يتحدى القوم الكافرين المشركين بأن كان لهم عقول يفكرون بها بقوله سبحانه عند تقرير التوحيد في القرآن (أفلا يعقلون) لأن من كان عنده ادنى عقل ورشد لاهتدى إلى الحق والصراط المستقيم الذي هو دين الأولين والأخرين فما من نبي بعثة الله جل في علا من نوح – عليه السلام – إلى محمد صلى الله عليه وسلم إلى وكانت تلك رسالته (أعبدوا الله مالكم من إله غيره) (ولقد بعثنا في كل أمتا رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت).
فما أجمل أن يتواصى الناس ويقوموا بتلك المهمة مهمة الرسل عليهم الصلاة السلام على أن يكون شعارهم كشعار الأنبياء من قبلهم (لا نريد منكم جزء ولا شكور) (وما سألتك عليه من أجر إن أجري إلا على الله) يا ترى ماذا عسى أن يحصل للمجتمع إن هم قاموا بتلك المهمة؟
لا شك ولا ريب أنهم سيرون النور والهداية ويرون الأمن والاستقرار ورغد العيش في الدنيا قبل الأخرة فتلك هي ثمرات التوحيد التي ذكرها الله جل وعلا في كتابة وذكرها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته.
فلنعمل ونجاهد بقدر ما نستطيع لأجل ذلك ولنعلم أن الصراع قائم بين أتباع تلك الكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله وبين أعدائها إلى قيام الساعة فلا يمكن الاتحاد ولا الاجتماع معهم أبداً وإن أعظم وأجب جهاد يتعلق بالفرد لأجل هذه الكلمة ترسيخ هذا المبدأ وتنميته في قلوب الأبناء فهذا من حقهم الواجب على الآباء …وبالله التوفيق