من هم الوهابية؟
تاريخ النشر: 06/07/16 | 0:00مفهوم الوهابيّة
يعتقد الكثير من النّاس أنّ الوهابيّون هم جماعة خاصّة من المسلمين لهم اعتقادات وأفكار خاصّة بهم، ولكن ذلك غير صحيح حيث إنّهم جماعة ينتمون إلى نفس العقيدة الّتي ينتمي إليها المسلمون والّتي تتلخّص في توحيد العبوديّة لله تعالى، وعدم إشراك أحدٍ معه في العبادة من صنم أو حجرٍ أو مخلوق أو حتّى أحداً من الصّالحين، ومن أهل البيت عليهم السلام. فهم يعتقدون بوحدانيّة الله تعالى وقوله: ” الله لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم”، ويتّبعون سنّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وما جاء فيها دون زيادة أو نقصان.
سبب التسمية
انتشرت عبادة قبور الصّالحين وأهل البيت بشكلٍ ملفت في الجزيرة العربيّة قديماً، وهذا يعدّ شركاً بالله تعالى؛ حيث نهى رسولنا الكريم عليه الصّلاة والسلام عن هذا الشيء حين قال: “لا تتّخذوا القبور مساجد”، وكما قال الله تعالى بأنّ الدّين الحق هو إخلاص العمل لله، فحتّى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يجوز لنا إشراكه مع الله تعالى فقد قال الله تعالى: ” قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين لا شريك له و بذلك أمرت وأنا أوّل المسلمين”.
محمّد بن عبد الوهاب ويعدّ أوّل من حاول إعادة عقيدة التّوحيد إلى أرض الجزيرة وخصوصاً مكّة المكرّمة هو الشّيخ محمّد بن عبد الوهاب؛ حيث أخذ يقنع النّاس بخطأ هذا الأمر، ولكنّه حورب من قبل النّاس، وبعد فترة من دعوته استجاب له الكثيرون، وبدأت عمليّة هدم القبور الّتي كانت تُعبد من دون الله عزّ وجل، وكانت دعوته تجديداً لدعوة النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم؛ حيث إنّه ذكّر النّاس بها، وكان ذلك سبباً لأن يرجع النّاس إلى الهدي الصحيح. هاجم الشّيعة هذه الدعوة هجوماً شرساً وذلك لادّعائهم بأنّ أهل السنّة الّذين استجابوا لدعوة محمّد بن عبد الوهاب التجديديّة أناس لا يحبّون أهل البيت، ولا ينزلونهم منزلتهم الّتي تليق بهم، رغم أنّ الوهابيين يحبّون أهل البيت حبّاً جمّاً، ويحبّون النبيّ صلّى الله عليه وسلّم حبّاً شديداً، والدّليل على ذلك اتّباعهم سنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، واتّباعهم أثر السلف الصّالح من أهل البيت والخلفاء الرّاشدين، وصحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ومن الهجمات الشّرسة الّتي يطلقها البعض على الوهابيين هو ما يحدث في السعودية من مشاكل اجتماعيّة كمثال وادّعاؤهم بأنّ السلفيين والوهابيين يهتمّون بالأمور الجنسيّة كثيراً، ولكنّ الحقيقة هي أنّهم ينكرون العلاقات غير الشرعيّة، والّتي نهى عنها الإسلام، كما أنّهم يُنكرون الفنّ الهابط كما ينكره كلّ عاقلٍ في هذا العالم.