فوائد ذكر الله
تاريخ النشر: 20/12/16 | 2:10لو جلس الإنسان يعدُّ نعم الله تعالى عليه طيلة حياته فإنَّه لن ينتهي، فنعم الله تعالى كثيرةُ جدَّاً، بعضها معلومٌ للإنسان وبعضها الآخر غير معلومٍ أبداً، والإنسان من دون نعم الله تعالى، لن يستطيع القيام بأيَّة حركةٍ على هذه الأرض وفي هذه الحياة. لقد أمدَّ الله تعالى الإنسان بالعقل والروح، وبالتالي فقد ميَّزه عن كافَّة مخلوقاته، وشرَّفه بهاتين الهبتين أيَّما تشريف؛ فالإنسان هو خليفة الله تعالى في الأرض، وهو المخلوق الوحيد الّذي يمكنه فعل ما لا يمكن للمخلوقات الأخرى فعله، فلديه نسبةٌ عاليةٌ ومستمرَّة من الذكاء الخارق، والعواطف الجيَّاشة. إلى جانب ما سبق، فقد أرسل الله تعالى رسله مبشّرين ومنذرين، وأعطاهم الدلائل والقرائن التي تؤيِّد صدق ما جاؤوا به من دعوة التوحيد، فلم يدع الله تعالى مجالاً للإنسان ليُعرض عن عبادته، ومع هذا فقد ترك له حريَّة الاختيار، وحرَّم إجبار الناس على اتّباع الدين، فكلُّ إنسانٍ حرُّ باختياراته وتصرّفاته. من أكثر العبادات التي يحبُّها الله تعالى هي الذكر الدائم والموصول له، وذكر الله تعالى يكون بالتسبيح، والاستغفار، والحمد، والتهليل، والتكبير. فكلُّ ذكر الله تعالى طيِّبٌ مبارك وله العديد من الفوائد.
فوائد ذكر الله
ذكر الله تعالى يبقي لسان الإنسان رطباً، فمن يذكر الله تعالى ذكراً نابعاً من قلبه يستجلي به عظمة الله تعالى وقدرته العظيمة ورحمته الواسعة، فإنَّ ذلك سيحول قطعاً بين الإنسان وبين معصية الله تعالى. ذكر الله تعالى يجعل الإنسان وعاءً لكلِّ ما هو جميل، فالله تعالى وهو الجمال المطلق، لا يجتمع ذكرُه مع شيءٍ من المقابح في نفسٍ واحدة، فإمَّا الجمال أو القبح. ذكر الله تعالى يجعل القلب مطمئناً، فليس أجمل من اطمئنان الإنسان من خلال قربه من الله تعالى وذكره الدائم. قال تعالى في كتابه الكريم : (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). من هنا يجب على الإنسان أن يبقى دائم الاتصال مع الله تعالى، وأن يبقى قريباً منه، فالقرب من الله تعالى غنيمة، يُعض عليها بالأسنان والنواجد. ذكر الله تعالى النابع من القلب يكسب الإنسان عدداً كبيراً من الحسنات، الأمر الذي قد يكون سبباً في نجاته في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى. ذكر الله تعالى هو واحدٌ من أفضل العبادات بل وأجملها؛ فهو كما رأينا، وسيلة من وسائل ترقيق وتليين القلوب، فالقلب اليابس يلين بذكر الله تعالى، والقلب العاصي يتوب ويرجع إلى الطريق الصواب، والقلب الظمآن للرحمة يرتوي، والقلب المتعب يستريح، هذه هي أسرار هذه العبادة العظيمة.