مدراء المستشفيات في الناصرة:التوقيع على بطاقة التبرع بالأعضاء البشرية واجب علينا جميعا
تاريخ النشر: 06/11/13 | 8:47في كل لحظة يعاني محتاج آخر من حاجته لعضو معين، يشفيه من علته، ويخفف وجعه، ويبعد السقم عنه. وفي كل لحظة يدعو هذا المريض ألف دعاء من أجل ان يصل دوره على قائمة الإنتظار الطويلة في آخر محاولاته لإعادة البسمة لترسم من جديد على وجناته وتزين محياه.
الشرع والقانون والطب والبشرية شرعوا، دعوا، حثوا وأكدوا على أهمية وضرورة التبرع بالأعضاء البشرية، كونها خطوة إنسانية سامية من الدرجة الأولى، إنما تعبر عن كوننا بشر وتفرقنا عن المخلوقات الأخرى، وأننا مازلنا نحب الخير لبعضنا البعض.
وما يؤكد ذلك، الإرتفاع الملموس في التوجه إلى مركز أدي للتبرع بالأعضاء البشرية من أجل التوقيع على بطاقة أدي التي تضمن لكل انسان حق تقرير مصيره بعد وفاته، وتمنح إمكانية استغلال الأعضاء البشرية التي تبقى صالحة من أجل استئصالها وزرعها في أجساد آخرين لإنقاذ حياتهم.
وللحديث عن أهمية التبرع بالأعضاء البشرية، التقى مراسلنا بمدراء مستشفيات الناصرة الثلاثة، الدكتور بشارة بشارات مدير مستشفى الناصرة الإنجليزي، والدكتور سليم نخلة مدير المستشفى الفرنسي، والدكتور ابراهيم حربجي مدير مستشفى العائلة المقدسة (الإيطالي)، الذين أسهبوا بدعوة الجمهور للتوقيع على بطاقة أدي، مؤكدين مدى إنسانية القيام بذلك.
من جهته قال الدكتور سليم نخلة في حديث معه:" أن قضية التبرع بالأعضاء البشرية، هي قضية مهمة جدًا، وهي مساعدة ذات اتجاهين فالمتبرع وعائلته يقومون بعمل انساني مميز ويحتذى به من جهة، ومن الجهة الأخرى فإنه يرسم البسمة والفرحة في قلب المحتاج او المتلقي وعائلته، خاصة وان حالة المريض قد تكون ميئوسًا منها ويكون قد فقد الأمل".
وأضاف الدكتور نخلة :"إن إنقاذ حياة مريض هو شعور لا يوصف أبدًا، إذ لا يمكن ان نترمجه لكلمات فهو أسمى من ذلك بكثير، فما اجمل ان ينبع من الموت حياة، وبموت ننقذ حياة آخرين".
اما الدكتور بشارة بشارات فقال في حديث له معنا:"إن النداءات المتكررة لا شك انها بدأت بجذب الموقعين ورفع نسبة الوعي لدى الناس، الذين باتوا يدركون اهمية هذا الموضوع، فللأسف الشديد في كل يوم نلتقي بمرضى ومحتاجين لزراعة أعضاء بشرية، نحاول التخفيف من آلامهم وحثهم على الصبر لحين إيجاد متبرعين".
وأضاف:"إن للتبرع بالأعضاء البشرية قيمة كبيرة، فيه نهب الحياة لآخرين، وهو أمر لنا ان نفخر فيه، فالتبرع هدية لا تقدر بأي ثمن. كما انه يمنح المرضى فرصة جديدة للعيش بصحة وإطمئنان". وتابع "أتمنى أن يعي الجمهور مدى اهمية نشر التوعية بالتبرع بالأعضاء البشرية بدلًا من الوقوف مكتوفي الايدي".
وقال الدكتور إبراهيم حربجي لمراسلنا:"بالطبع، أنا أؤيد وبشدة مثل هذا العمل الانساني الكبير، كوننا نقابل بشكل دوري أشخاص كثيرين بحاجة ملحة لزراعة عضو بشري معين". ومضى قائلًا :"لا حاجة للخوف أو التردد، فالدين والشرع والطب والبشرية حللوا هذه الخطوة النادرة التي من خلال يقدم الإنسان هدية ثمينة أغلى من الذهب والألماس لأخيه الإنسان، من شأنها تنقذ حياته وحياة محتاجين فقدوا الأمل بالعيش".