منتدى معاً ينظم دورة للحوار في العائلة
تاريخ النشر: 01/07/11 | 11:45اقيم امس الخميس لقاء تلخيصي للدورة التي بادر الى عقدها منتدى نقابة معًا النسائي في”بيت جودة الحياة ” حول “بناء طرق التواصل والحوار بين الاهل والابناء”. النساء ال12 اللواتي شاركن في سلسلة لقاءات الدورة هن صديقات لمعًا وقد وصلن بتلهّف وبوتيرة مستمرة الى مركز معًا للقاء اسبوعي لمدة ساعتين.
قامت بتمرير الدورة، العاملة الاجتماعية وموجهة المجموعات سناء جريس حبيب، التي اثرت اللقاءات باسلوبها المتنوّع، الهادف الى منح النساء ليس فقط نظريات تربوية بل ايضًا آليات مُحسّنة للتعامل مع الابناء وتنمية اصر التواصل والعلاقات السليمة.
كل هذا في جو داعم واحترام متبادل، اجمعت عليه وشعرت به النساء المشاركات. حيث اصغين لتجاربهن المختلفة مع ابناءهن، ناقشن مواقف تَعامَلن معها خلال المسيرة التربوية لهن كامهات، لابناء من فئات عمرية مختلفة، طرحن تساؤلاتهن فيما يخص الاسلوب الانجع لتربية اولادهن وتعلمن الكثير بتوجيه حبيب ومن تبادل تجاربهن المختلفة.
هدف اللقاء التلخيصي الى اعطاء المشاركات مساحة كافية لتقييم الدورة و مدى اجابتها على الكثير من التخبُّطات التي عانت منها غالبية المشاركات ويعاني الكثير من الاهل جرّائها، مما يجعل العملية التربوية عملية مُعقدة ومستعصية احيانا.
وقد تطرقن النساء من خلال التلخيص الى نقاط اساسية اهمها: مكاني كأم في بداية الدورة وفي نهايتها، الصعوبات التي واجهتني والتغييرات التي مررت بها تجاه نفسي وتجاه اولادي، كما ذكرن جميعًا مدى مساندة تجارب المشاركات المختلفة احيانا والمتشابهة احيانا اخرى في المجموعة لهن. وقد اجمعن ان التعامل بهدوء اعصاب وروية مع ابناءهن هو مفتاح الحل لكل مشكلة، وان العنف سواء الكلامي والجسدي يُدمّر العلاقات الاسرية.
احدى المشاركات قالت: “اتيت على المجموعة واردت ان اغير من عصبيتي تجاه اولادي، اليوم انا ام مختلفة. اتعامل مع ابنائي بصبر وامنحهم المساحة الكافية بان يعبروا عن ذاتهم، اصغي اليهم. افهم ان لهم احتياجاتهم العاطفية والاجتماعية الخاصة بهم. الامر الذي حسّن علاقتي بهم. المجموعة المشاركة منحتني الراحة والاحترام لاطرح ما يقلقني تجاه تربية اولادي والذي اراحني اكثر هو شعوري انني لست الوحيدة التي تمر في صعوبات في تربية ابنائها”.
مشاركة اخرى قالت: “اتيت الى المجموعة وانا ارتدي نظارة حزينة، حملتها من طفولتي ونقلتها الى اولادي. قبل ان اشارك في الدورة كنت خجولة ومنطوية في طرح مشاكلي ومشاكل ابنائي، الا ان المجموعة دعمتني ومنحتني الدافع لاطرح تخبطاتي على الملأ دون تردد لايجاد لها الحل المناسب سويا. اليوم اشعر براحة نفسية واعي تماما ان ما يمره اولادي هو مرحلة عمرية لا بد ان يمرّوا بها، لذلك اتعامل معهم في رويّة واعطيهم حرية الاختيار بتوجيه مني. زكل ذلك لان تقتي بنفسي تعززت ومررت تغيير ذاتي”.
احدى الامهات اضافت قائلة: “وصلت الى اللقاء الاول مع هدف تعليمي. اردت ان اتعلم عن ذاتي، ان افحص نجاعة اسلوبي التربوي مع ابنائي. اليوم مع نهاية الدورة اكتسبت الكثير من المهارات التي لم ادركها من قبل كالاصغاء والتحاور معهم، وضع الحدود والقوانين في وقتها، الاكثار من لغة التشجيع والابتعاد عن عبارات اللوم والتوبيخ التي كنت اومن بها كاساليب تربوية مثالية، الا انها كان لها ردود فعل سلبية واوصلت علاقتي بابنائي الى طريق مسدود.. هذا التنوع بالاساليب هو شئ ايجابي وانا اليوم اؤمن بالتعددية وانه لا وجود لاسلوب تربوي واحد ووحيد له مفعول السحر في تعاملي مع ابنائي”.
مسك اللقاء كان لسناء حبيب، موجهة المجموعة، التي اثنت على مشاركة النساء المستمرة والفعّالة في اللقاءات، رغم المسؤوليات الكثيرة الملقاة على عاتقهن كنساء وكأمهات. وان اصرارهن على الانخراط في الدورة هو جزء لا يتجزا من رغبتهن في التطور والمضي قدما نحو الافضل في بناء علاقات سليمة مع ابناءهن. “انهن امهات مسؤولات، نجحن في احداث التغيير الايجابي تجاه انفسهن اولا ومن ثم نقل هذا التغيير من خلال تعاملهن وتربيتهن لابناءهن”.
تضمن اللقاء وجبة عشاء، مما اضفى عليه اجواء احتفالية خاصة بالمناسبة، وفي الختام افترقن المشاركات على امل تكرار التجربة في سلسلة لقاءات جديدة، داعمة لطاقاتهن كنساء، والتي ستُعقد في مركز نقابة معًا في الناصرة، في بداية ايلول القادم.