كسر الكبرياء!!

تاريخ النشر: 01/07/11 | 7:32

بقلم  الدكتور عبد الكرين بكار

يقول أحد الشباب: أنا شاب مفتول العضلات، قوي البنية، تلقيت الكثير من التدريب في العديد من الرياضات، وكنت شديد الاعتداد بنفسي، بل ربما كان لدي شيء من الاغترار بقوتي، وذات يوم طرق بابنا خمسة من رجال الأمن، ودخلوا  بيتنا بطريقة همجية، وكان واضح أنهم يريدون بث الرعب في نفوس كل من في المنزل، وقد سألوأبي ابن الخامسة والستين أين خبأت بندقيتك ؟ قال أبي: ـ وهو صادق ـ أنا ليس لدي بندقية ولم أستخدم أي سلاح في حياتي. فما كان من أحدهم إلا أن صفع أبي على وجهه مرتين مع شتمه بألفاظ شنيعة جداً وأنا واقف أنظر..

لَم أَشعر في العجز في حياتي إلا في تلك اللحظة، لقد كسروا كبريائي حين كسروا كبرياء أبي ! ماذا أفعل؟

إن أي حركة مني قد تؤدي إلى إطلاق النار علي وعلى أبي، فهل أنتقم لأبي؟ وأذهب أنا وهو إلى المقبرة أم أنكسر أمامهم وأطلب منهم الرحمة، قد شعرت فعلاً – على الرغم من البركان الذي يغلي في صدري- أنني في مرتبة أقل من مرتبة إنسان وأن كل الآفاق قد أظلمت في عيني، وخرج الأوغاد الخمسة بعد أن حطموا كل شي في المنزل، وقلت: كل شي يمكن أن يعوَّض وينسى، إلا الصفعة التي تلقاها أبي أمامي، فهي الجرح الذي لا يندمل أبداً

ما شاهدناه على شاشات الفضائيات من إهانة وإذلال من بعض الجنود ورجال الأمن لبعض المواطنين يفوق الخيال، وقد سخط كل من رآه؛ ومثل لا يحدث إلا في بلد يقف على أعتاب حرب أهلية حيث يكون كل شيء وارداً.

النظام في سوريا يريد – كما يدعي- لها أن تكون ذلك البلد العظيم لكن من غير عظماء وهذا ما فعله هتلر حين أراد أن يجعل ألمانيا كبيرة عن طريق جعل

الألمان صغاراً.

إن البلد لا يكون مقاوماً ومنيعاً ورجاله ونساؤه يهانون على كل شبر من أرضه، هذا لا يكون أبداً. الثورة المباركة ستسعى إلى أن تكون سوريا عزيزة من خلال عزة أبنائها، وأن تكون منيعة من خلال حفظ حقوق مواطنيها، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

تعليق واحد

  1. الدساتير النيرة في معظم البلاد المتقدمة تمنح الحرية للفرد والجماعة وتصون كرامتة.

    في سوريا الدستور يحافظ على استمرارية تسلط حزب البعث وعائلة الاسد للحكم.

    الحكومة ورجالها..في معظم الدول العربية حماة الحاكم..

    الشعوب العربية تسير في درب الحرية…لن يبقى اي نظام فردي..العملية مسالة وقت

    فقط…ربيع الشعوب العربية يحلق في اجواء كل الدول العربية.

    المجتمع العربي في بلادنا بحاجة الى نهضة ثقافية شاملة هدفها الرقي الكامل ..لنلحق

    بالامم المتطورة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة