القدسُ سَلَّتْ سَيْفَهَا
تاريخ النشر: 12/07/16 | 16:51القدسُ سَلَّتْ سَيفَهَا هِطْلٌ غَدَرْ.
جُرْمٌ نَوايَاهُ، وَللأَقصَى وَطَرْ.
جَرْذٌ يَخِبُّ في جُحُورٍ تحتَهُ،
كَي يَستَرِدَ البيتَ حيّا ًمن قَبِرْ.
مِنْ عَلقمِ التاريخ كَأْسِي أَتْرَعوا،
صَبُّوهُ نخبَ المُسْتَبِدّ المُسْتَعِرْ.
هَبَّتْ على الأَقْصَى رياحٌ تَرْتَوي،
بالإحْنَةِ السَّودَاءِ تَزْهو إِنْ دَثَرْ.
رِجْسُ المُصَلّى بالفِجورِ مُنكرٌ،
والمنكرُ ألأنكَى الشَّقيقُ المُؤتمِر.
هَبَّاتُهُمْ هَدمٌ وَمَحْقٌ لاسْمِهَا،
تَغْدو مَشاعاً لِجِيَاعِ المُقتَدِرْ.
في القدسِ طِفْلٌ يَتَضَرَّعُ باكياً،
واللِصُّ مُبتَسمٌ بِدَمعِهِ يفتَخِر.
هل تستوي أَنيابُ ذئبٍ واثبٍ،
مَع ريمِ تلهو بالبَراءَة تنبهِرْ ؟؟
في القُدسِ بَيّاعُ مَقَاليعٍ بِلا،
صوتٍ يُنادي مَنْ يُبَايِعُ الحَجَرْ.
هَمْسُ الحِجَارةِ تَسْتَقيهَا لَهْفةُ،
الأَطْفالِ في عَتْمِ الزَّقَاقِ تَنْتَشِرْ.
في القدس شيخٌ عاجزٌ مُستَغِفرٌ،
يَلْقاهُ وَحْشٌ آدَمِيّ ٌ مُسْتَشِرْ.
يَدْفعْهُ خلفَ بسْطةِ مُسْتَعربٍ،
صَبَّ عَلَيْهِ الغَيْظَ يَجْنيهِ مَهِرْ.
ثَكلَى الوجُوهُ والعُيونُ تَشتَهِي،
دَمْعَ السَّعَادةِ يَعتَرِي جِيل الحَجَر.
في القدس أُمٌّ وَدَّعَت أَبْناءَهَا،
إِبنٌ يَعودُ بالشَّهادَة مُنْتَصِرْ.
والآخر استلَّ الشجاعة صاهِلاً،
تنهارُ عِزَّتَهُمْ وأبسَلَهُم يَفِر.
في القدس عُصْفورٌ تَحَصَّنَ بالسَّمَا،
عَادَ إِلى عُشٍّ تَطايَرَ كالشَّرَرْ.
القدسُ حين أبصَرَتهُم هامَسَتْ،
صَمتَ الزقاقِ المُستشيط المُنتَظِرْ.
يصحبُهُمُ نجمٌ سَمَاوِيٌّ سَنَا،
يقتادُهُم عبرَ الدَّهاليز القَمَرْ.
في القُدس آذانُ المَسَاجِد يَكْتَهِي،
أجرَاسَ دَقَّتْ تَنْعى زامور الخَطَرْ.
القدسُ حَقٌّ الأَهلِ مَهمَا فنّدوا،
أو هَدَّدُوا أو جَدَّدوا فهي المَقَر.
والقِبْلَةُ الأُولى بِحِضنِ أُمِّهَا،
مَن يَقْتَحِمهَا في حَياتِهِ لنْ يَمُرْ.
أحمد طه