مصر تحيي الذكرى الأربعين لرحيل طه حسين
تاريخ النشر: 09/11/13 | 4:00احتفاء بذكرى مرور أربعين عاما على وفاة عميد الأدب العربي طه حسين أقامت وزارة الثقافة المصرية مساء الخميس ندوة ثقافية بعنوان "طه حسين ومستقبل الثقافة في مصر"، تحدث فيها عدد من أساتذة التاريخ الحديث والمعاصر، وذلك بمقر المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا.
وقال أستاذ التاريخ المعاصر عبد المنعم تليمة إن طه حسين مثل ريادة ثقافية مصرية، وهو صاحب منهج وبيان النهضة، وهو الكاتب والروائي والناقد الأدبي، وكاتب القصة القصيرة، والشاعر، وصاحب المقال السياسي الإصلاحي، وصاحب النظرية التربوية، وهو المؤرخ أيضا.
وأكد تليمة أن المصريين كافة بمختلف اتجاهاتهم وأطيافهم وألوانهم الفكرية والسياسية اجتمعوا على أربع غايات تميز النهضة المصرية هي: تحرير الوطن، وتحديث المجتمع، وتحرير الفكر، وتوحيد الأمة، وهذه جميعها نلمسها في تراث طه حسين.
وأشار إلى أن طه حسين كان يعي جيدا أن مستقبل التعليم في مصر هو مستقبلها، فأنشأ جامعات: أسيوط وعين شمس والإسكندرية، وهو صاحب شعار "يجب أن يكون التعليم كالماء والهواء". وقال أستاذ أصول التربية بجامعة الفيوم محمد السكران إنه تتبع سيرة طه حسين عند أطروحته للدكتوراة عن "الحريات الأكاديمية في الجامعات المصرية"، ووجد أن أول حالة في الجامعات المصرية منذ نشأتها عام 1908 يتم الاعتداء فيه على حريتها كانت هي حالة الدكتور طه حسين، بسبب كتابه "في الشعر الجاهلي" الذي تبنى فيه منهج الشك، وبرأته النيابة المصرية لأنه كتاب أكاديمي بحت.
وأضاف أن عميد الأدب العربي دعا إلى العدالة الاجتماعية، وأنصف حركة يوليو بدرجة ما، وركز في مشروعه الإصلاحي الفكري والميداني على التعليم، واعتبره ركيزة النهضة وطالب بمجانيته، وتناول قضية الطبقية المجتمعية بالنقد اللاذع، والتي هي تضاد العدالة الاجتماعية، منتقدا بذلك مرحلة ما قبل حركة 23 يوليو/تموز 1952.
الثقافة والتعليم
وقال المؤرخ أحمد زكريا الشلق إن طه حسين قدم لمصر "بيان النهضة" في عام 1938 بإصداره كتاب "مستقبل الثقافة في مصر"، الذي ربط فيه بين الثقافة والتعليم، ونحن الآن نعاني من الانفصال السائد بينهما.
وأكد أن من يقرأ الكتاب بتمعن يجد أن طه حسين يقول: ينبغي أن نكون أندادا للأوروبيين، لأن المسألة مرتبطة بالصراع الحضاري، وأنه لا تثريب على مصر أن تأخذ بمكتسبات الآخر الغربي، كما أخذ منا في عصور سابقة، وهذا لا يضيرنا في شيء إذا ما حافظنا على هويتنا. وأكد أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة محمد عفيفي أن طه حسين تجاوز دور الرائد الذي ينقل إلى أمته شتى الوسائل التي تسعفها في حركة نهضتها، فإذا به يحدد ويختار منها ما يلائمها، وعبر بأمته محنة الاختيار الحضاري، ولم يتزعزع إيمانه بأن حق الإنسان أن يتعلم ويتكلم ويكتب.
وأضاف عفيفي أن عميد الأدب العربي احتفظ لنفسه بصفة لا يتميز بها إلا العمالقة من المفكرين، وهي أن يقبل الخلاف في الرأي، وأن يعلم تلاميذه ويتعلم منهم بلا حرج.
وقال الخبير بمركز البحوث التربوية كمال مغيث إن طه حسين شقي بتلامذته، شقاء من تسعده حرية الفكر، ولم يغضب من تلميذ له مهما اختلف معه في الرأي، وما أكثر الذين اختلفوا معه، بل لم يفقد أبدا شجاعة الاعتراف بالخطأ حين يخطئ، ومنها أنه هاجم المنفلوطي في صباه، ثم عدل عن رأيه.
وذكر القيادي بالمجلس الأعلى للثقافة عطية النعماني أن المجلس قرر أن يكون هذا الموسم الثقافي 2013 / 2014 هو عام طه حسين.
رحمك الله يا ايها العبقرى