عالِمان ألمانيان يقترحان: الوصايا العشر لِكسر شوكة التدخين
تاريخ النشر: 14/07/16 | 11:09التدخين: تدخين اللفافة والسيجار والنرجيلة (الشيشة) هي آفة عصرنا آفة ابتلت بها غالبية شعوب الأرض. الصغار والكبار الذكور والإناث. ونحن معشر الرجال خُدعنا في صغرنا بالقول الشعبي “حلاوة الشاب سيجارته” واعتقدنا ونحن فتية أن السيجارة بين الشفتين تمثل الرجولة الكاملة والأناقة.
والمدخنون أنواع: فمنهم المدمن- الشرّيب- ومنهم المعتدل- الشريريب- ومن الصف الأول من هم مفرطون في الإدمان، لا تكاد تنطفىء السيجارة حتى يبادروا إلى إشعال الأخرى وهكذا دواليك. هذا الصنف من المدخنين “الثقال” أشغل وقبل قرابة أربعة عقدود بال عالِمين نفسانين ألمانيين، حاولا فيه إيجاد وسائل كفيلة باكتفاء المدخن بعشر سجائر وعلى الأكثر في اليوم الواحد، وهذان العالِمان اللذان عملا على البحث لسنة وأكثر وبشكل متواصل هما: يوهانس برنجلمان واليزابيث سدل ماير، كلاهما عملا آنذاك في معهد العلوم النفسانية في ميونيخ في ألمانيا، الاثنان أجريا استطلاعًا شمل 355 مدّخنًا ومدخنّة تراوحت أعمارهم ما بين 17 إلى 70 عامًا وجميعهم من النوع الثقيل الذي يدخّن أكثر من عشرين سيجارة يوميًا. وكان أن طلعا إلينا بعشر وصايا للمدخنين الذين ينوون التقليل من عدد السجائر اليومية والوصول إلى تدخين عشر سجائر يوميًا على الأكثر، وهاكم الوصايا العشر:
الأولى: اشتر/ي علبة سجائر واحدة في اليوم، فقط لا غير.
الثانية: لا تطلب/ي سيجارة من صديق/ة وفكرّ/ي دائمًا برفض كل سيجارة تُعرض عليك. اترك/ي الولاعة أو الكبريتة في البيت، لكي تضطر/ي التوجه إلى شخص ما بطلب “ولعة”.
الثالثة: حاول/ي التنويع في السجائر. وعند الانتهاء من علبة ما اشتر/ي علبة سجائر من نوع آخر. وهكذا دواليك.
الرابعة: وعندما يطرق الجوع باب معدتك. سارع/ي إلى الأكل ولا تشعل/ي سيجارة.
الخامسة: أفرغ/ي منفضة السجائر حال الانتهاء من التدخين وضعها/ ضعيها في المطبخ مثلاً.
السادسة: اطلب/ي من ذويك أن ينقلوا المنفضة إلى غير غرفة الاستراحة وعند الرغبة في إشعال سيجارة يؤتى بالمنفضة من المطبخ مثلاً.
السابعة: اطفىء/ي السيجارة بعد بضع “سحبات” ثم أشعلها/أشعليها من جديد وهذه العملية كفيلة بفقدان السيجارة “مذاقها ونكهتها”؟!!.
الثامنة: وإذا كنت من النوع الذي “يسحب نفسًا طويلاً فحاول/ي أن تنفّذ/ي عملية “السحب الطويل” وعلى فترات متقطعة.
التاسعة: لا تشعّل/ي سيجارتك وأنت جالس/ة على المقعد المفضّل لديك أو الذي ترتاح/ ترتاحين الجلوس عليه، يجب استبدال المقعد بآخر.
العاشرة: عند اتخاذك قرارًا بإشعال سيجارة، أجّل/ي تنفيذ القرار وليبدأ التنفيذ بعد دقائق عدّة تصل حتى عشرة دقائق.
وفي هذا السياق أستميح القراء العذر لأسرد أمامهم قصّتي مع التدخين:
فأنا العبد الفقير إبتُليت بآفة التدخين لأربعة عقود ونصف، بدأتها كما قالوها “دلعًا” وفي منتصف القرن الماضي وفي سنٍ مبكرة لتصبح فيما بعد “ولعًا” وأي ولع ولأربع سنواتٍ كاملة من مجموع سنوات التدخين استطعت خلالها من اختزال العشرين سيجارة التي كنتُ أدخنها إلى سبع سجائر يوميًا. وكيف تم ذلك؟! اتبعّت طريقة مفادها أن أمتنع عن التدخين ليلاً، أما في النهار فقرّرت أن تكون المسافة الزمنية ما بين السيجارة والتي تليها ساعتين كاملتين أو أكثر وتكلّلت الطريقة بالنجاح لأتخذ بعدها قرارًا حاسمًا لا رجعة فيه: التوقّف عن التدخين كليًا ونهائيًا وكان لي ما أردت، وأنا اليوم وبعون الله وبإرادتي وتصميمي أحتفل بمرور ثمانية عشر عامًا على انقطاعي عن التدخين والتخلّص من رفيق السوء هذا..
وأنتم أيها المدخنون: كونوا أصحاب إرادة وعزيمة فبالإرادة والعزيمة والاتكال على الله يمكنكم التخلّص من هذا الوباء الفتّاك “وإذا صدق العزم وضح السبيل”.
بقلم: الأستاذ حسني بيادسه