سلم حديدي وبرميل ومسحل
تاريخ النشر: 10/11/13 | 3:00جرت العادة في اواخر الثمانينات واوائل التسعينات ان اسافر انا واولادي الى المدينة اليهودية المجاورة الى الحديقة العامة للتسلية فهناك وجد اطفالي واولادي ضالتهم في الالعاب المختلفة التي افتقرت اليها بلدتنا وما زالت تفتقر.
هذه حديقة عامة وبالرغم من ذلك وجدت نفسي اقلية بين اكثرية. ولكني لم اتقاعس. ولم نتردد في التردد على هذه الحديقة مزودين بما يلزم من اكل.
كان اطفالي يندمجون مع اولاد ناطقي العبرية يتكلمون معهم بلغة الضاد يتراقضون يتنافسون وكل في لغته يصرخ. واما البكاء هو واحد، ثم صعود السلم الحديدي العمودي والانتقال الى الزحف ودخول النفق المكون من برميل والخروج من الطرف الثاني من النفق ثم تنفس الصعداء للانتقال الى المسحلة او (السحسلية).
كنت هناك اراقب الاطفال يلعبون سوية واحيانا يشكون سوية وكان الصراع يبدا على الدور منذ صعود السلم الحديدي القائم الزاوية، الذي لم يتسع الا لطفل وراء طفل وهكذا بالنسبة للبرميل المثبت والانحناء والمرور من داخله زحفا وهناك في اخر السحسلية انتظرالاولاد وهم فرحون، يتراكضون، يتصييون عرقا يفكرون في الصعود ثم التريث قليلا في القمة يدخلون نفق الحياة. او برميل الحياة.
وترى احيانا احد الاطفال يدخل النفق ويعود بصورة عكسية مرة اخرى ويعيقهم ويضج الاولاد بجدية ولكنهم يسامحون ويغفرون…. المشاغب وينسون ولا ينتقمون ويستمرون لاجتياز ثلاث مراحل هامة وهي الصعود رويدا رويدا ثم الجلوس ودخول نفق الحياة والمجازفة عبر النفق المكون من برميل واحيانا ترى طفلا يطيب له المكان ويجلس في هذا النفق ويعود ادراجه. ويعطي حق العبور لغيره متاملا ويعود من حيث اتى، وبعكس التيار ولكن اغلبية الاطفال ومنهم اولادي حافظوا على القوانين والدور واستقرت الامور كاستقرار البرميل في مكانه الطبيعيى الذى رحب بالاطفال بشرط الانحناء ليحتويهم من الخوف ويعترف باحاسيسهم الجياشة. ويلفظهم خارجا الى النزول سحلا يصرخون فرحا او خوفا وكان الاباء يراقبون حركاتهم عصبيتهم، فرحهم، شكواهم، قلقهم، حتى اخر المطاف وهكذا دواليك.
هذه مسيرة الحياة: نمو وصعود الى نفق الحياة وتحمل المسؤولية والمجازفة ثم الهبوط الاضطراري. واتذكر احدهم هبط اضطراريا عندما دخل نفق الحياة الاساسي وهو في سن الواحد والعشرين. عندما كان في ريعان شبابه.