وجوه وملامح (06)
تاريخ النشر: 19/07/16 | 7:47لقد تركت المرآة المسلمة عبر صفحات التاريخ صفحات مشرقة حافلة بالمواقف الرائعة التي تظهر فيها معاني هامة تحتاج المسلمة المعاصرة التعرف عليها من خلال نساء دخلن التاريخ من أبواب شتى، وسأستعرض من خلال هذه السلسلة بعض المواقف سريعة التأثير في القلوب مواقف نستعرض من خلالها ملامح كل شخصية عبر التاريخ.
معاذة بنت عبد الله ” امرأة نزل فيها قرآن ” ..
وهي مولاة عبد الله بن أبي ابن سلول وفيها نزلت: ( وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) [ النور : 33 ] . وكان عبد الله بن أبي ابن سلول يكرهها على ذلك فرفضت، وذلك لإسلامها. فقد أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت عند عبد الله بن أبي ابن سلول وكان عنده أسير فكان عبد الله يضربها لتمكنه من نفسها رجاء أن تحبل فيأخذ في ذلك فداء وهو العرض الذي ذكره الله في الآية وقال الزهري: كانت مسلمة فاضلة فأنزل الله: ( وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء ) ثم إنها أعتقت وتزوجت من سهيل بن قرظة.
وهكذا تكون المسلمة عفيفة فاضلة فيذكرها التاريخ بالعفاف والفضل حتى ولو كانت أمة وليست حرة وقد كرم الله سبحانه هذه المرأة المسلمة حتى نزل فيها القرآن الذي يوضح رفضها للفاحشة لأنها مسلمة علمها الإسلام في ظلاله العفة والعفاف. فهل لفتيات الإسلام الحرائر من الاقتداء بهذه المرأة العفيفة فيحرصن على العفة وستر العورات وحسن الخلق، عسى أن يذكرهن التاريخ بعد ذلك بالسيرة الطيبة لأن الإسلام والطاعة يعليان من شأن المسلمة الملتزمة بهما، ويرفعان ذكرها في التاريخ فيكتب اسمها بمداد من نور أنها ( سيدة مسلمة فاضلة ) كما قال الزهري عن السيدة معاذة. فلتستجيبي يا أختاه لنداء العفة والعفاف لأمر الحجاب فقد أمرك به ربك وخالقك، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) [ الأحزاب: 59 ].
بقلم: محمود عبد السلام ياسين