ندوة بالناصرة ضمن مشروع “موطن”

تاريخ النشر: 17/07/16 | 10:51

اعتبر الأخصائي النفسي بروفسور مروان الدويري في محاضرة شهدتها الناصرة الليلة أن طمأنة المواطنين اليهود وحقهم بالعيش بأمان ونزع فتيل عقدة الخوف الدفين لديهم مصلحة فلسطينية. جاء ذلك ضمن ندوة لمشروع “موطن” نظمها مركز “إنجاز” بالتعاون مع المستشفى الإنجليزي في الناصرة وشارك فيها أيضا عضو الكنيست باسل غطاس (المشتركة/ التجمع) بعنوان “مسيرة السياسة العربية إلى أين” ؟ وقدم دويري محاضرة بموضوع “سيكولوجيا الصراع”: ما بين الخوف اليهودي والغضب الفلسطيني “شرح فيه الجذور التاريخية للخوف اليهودي وعلاقة الخوف بشعور اليهودي بالذنب على ما أقترفوه في النكبة وتثوير هذا الخوف من بعض الممارسات الفلسطينية التخويفية من جهة ومن قبل اليمين واليسار الصهيونيين. خلص فيها لعدة استنتاجات منها أن المطلوب هو أن يذهب المجتمع الفلسطيني في إسرائيل لمشروع نضالي حتى لو كان يثير الخوف لدى الجانب الإسرائيلي لكن ليس لمشروع تخويف. كما أكد أن سؤال الجدى من كل خطوة نضالية يجب أن يسبق سؤال الحق برد الفعل، معتبرا سؤال جدوى النضال سؤالا أساسيا وتساءل فإذا كان النضال بهذه الطريق أو تلك غير مجدي فلماذا لا لنؤجله؟. وقدم مجازا على ذلك بالقول ” بحال دخل نمر خائف إلى حديقتك حكمة هذه أن تقوم برجمه بحجر وأنت عار؟” لو كنت تستطيع طرده أو صيده فافعل وإن لم تكن قادر اهتم بالمحافظة على نفسك وأولادك وعلى بقائك واستعن بالعالم لكي تجد حلا لبقائك ولبقائه”
كما أشار البروفسور دويري إلى مقولة الأسرلة. وقال: من لم يتغبر بالأسرائيلية بكونه مواطن فليتكلم عن الأسرلة ويهاجم المتأسرلين.
ويرى بروفسور دويري ضمن تلخيص رؤيته أن طمأنة المواطنين اليهود وحقهم بالعيش بالأمان هي مصلحة فلسطينية منبها أن هذا لا يعني أنني قلق على مصالح الآخر بل مصلحتي تنفيس بالون الخوف ( البانارويا )حتى نتقدم واحقق مكسب وهذا صحيح في كثير من اماكن بالعالم. في جنوب افريقيا ورغم أن السود أقوى منا عددا (يشكلون 80% من السكان) لم يتمكنوا من التغلب على نظام الفصل العنصري( الابرتهايد) إلا بعدما منح السود الضمانات لحقوقهم البيض وبقائهم وباقتصادهم. وتابع ” وحتى اليوم معظم الاقتصاد في جنوب إفريقيا ما زال بأيدي البيض. فقط بعد طمأنة الطرف الآخر تمكنت من التقدم للأمام.
وخلص دويري لتلخيص محاضرته بالقول إن ” نزع فتيل الخوف شرط لتقويض الرواية الصهيونية ولإجهاض المشروع الصهيوني”. في معرض تعقيبه على محاضرة النائب باسل غطاس أوضح دويري أن الادعاء بأن الشعوب تنتصر حتما هو ادعاء عليه علامة سؤال لافتا أن هناك شعوبا ناضلت وانقرضت. وأضاف ” وقال: مشروعي ليس التضحية ب أجيال حتى ربما ننتصر بعد 200 سنة. أن نضحي بأجيال طيلة 200 سنة هذا ليس مشروعا وأمر مرفوض “.
منوها أن قراءة مركبة للواقع تعني أن هناك ضعفا لدى الآخر الإسرائيلي فالصهيونية في أزمة شديدة اليوم بعدما كان الإسرائيليون قبل عقود يلعبون لعبة الديموقراطية على أساس أنهم أغلبية كبيرة. موضحا أن الهجرة اليهودية اليوم جفت والوزن النوعي والسياسي للمواطنين العرب في إسرائيل قد زاد. ومن هنا، يعتقد دويري، يتم التشديد على يهودية الدولة والتراجع عن الديموقراطية وهذا لا ينم عن قوة بل عن ضعف. الأزمة تدفعهم للمزيد من القوة العسكرية.
كما يرى دويري أن قضية الجبهة الداخلية كالتربية والتعليم ومكافحة العنف والفوضى وغيرها مهملة حتى الآن وهذه ينبغي أن تسير مع القضية السياسية جنبا إلى جنب ولا يمكن أن نتقدم دون مسؤولية ذاتية.
باسل غطاس: بقينا هنا في وطننا بالغلط… هذه حقيقة
” الصهيونية واسرائيل مشروع استعماري إحلالي. نحن هنا حتى في الناصرة بقينا في وطننا بالغلط ومن قرأ كتاب عادل مناع يعي ذلك “. هذا ما قاله عضو الكنيست باسل غطاس في محاضرته. وحول السقف و” الخطاب السياسي العالي ” تابع غطاس ” نحن نريد ان نكون اسيادا في وطننا كأصحاب حق والمحافظة على انتمائنا لشعبنا الفلسطيني”.
وجاء في محاضرته ” ما يعنينا في هذه المداخلة ليس الاستعراض التاريخي ولا تفاصيل الخطاب سواء للضحية المقموعة أو الجاني القامع وانما الفعل السياسي للمجتمع الفلسطيني من خلال جدلية كونه ضحية هذا المشروع الاستعماري الاستيطاني من ناحية وبكونه يعيش تحت المواطنة الإسرائيلية من ناحية أخرى وما يتطلبه هذا الفعل السياسي من أسس جامعة لخطاب ورواية مشتركة حتى لو كانت هناك تباينات واجتهادات كثيرة وخلافية بشأن تفاصيل الفعل السياسي نفسه”. وبرأي غطاس فإن السؤال المركزي المطروح هنا هو سؤال الرؤية والهدف الاستراتيجي قبل أن إجراء الحوار حول استراتيجيات وأساليب الفعل السياسي. وأضاف متسائلا ” بالضبط من هنا نبدأ ومن هنا ننتهي فهل نحن نريد تحسين شروط حياتنا في ظل هذا الاحتلال الاقتلاعي أم نريد التخلص من هذا الاحتلال ؟ وهل يقوم فعلنا السياسي لتحقيق هذا التحسن أم لهذا التخلص؟ هل نريد نحسين شروط اقتلاعنا مثلا أم الحيران هذه الأيام؟ هل نريد ترشيد عمليات مصادرة أرضنا مثلا برافر ؟ هل نريد تخفيف وتقليل الضرر في عمليات هدم بيوتنا؟ أم نريد التحرر من كل منظومة الاحتلال والاقتلاع والاستيطان؟؟ هل نقبل صياغة المحتل لعلاقتنا بالوطن من خلال نفيها بالكامل وتحويل فلسطين إلى جغرافية استعمارية جديدة وهنا لا يشكل أي أهمية بالمرة استخدام الرواية والمفردات التوراتية مقابل مثلا ما فعل المستعمرون البيض في أمريكا الشمالية. وتابع تساؤلاته أم نريد استعادة الوطن مكانيا ونفسيا ونعود أسيادا فيه كما يليق بأصحاب الوطن وأصحاب الأرض الأصليين؟ . زاعما أن خطاب التحرر من الاستعمار يجب أن يحتوي مفردات التحرر والثورة على الواقع والاستعداد للنضال والمقاومة.

اليهود أكثر شعب خائف
واعترفت الإعلامية د. إيلانة ديان في محاضرتها بأن الإعلام الإسرائيلي يعمل بموجب معايير خاصة به ويلهث خلف نسب الانتشار ” الريتينغ ” ويحترف عملية تأجيج مخاوف دفينة كبيرة لدى الإسرائيليين. ولذا تبدي ديان أسفها بأن هذا الإعلام يلعب دورا سلبيا في أحيان كثيرة نت ناحية إذكاء نار الصراع لكنها تحاول هي شخصيا بنشر الحقيقة حتى عندما تستفز اليهود كما حصل في فضيحة إعدام الطفلة من رفح قبل سنوات. وقالت ديان إنها ترى بذاتها صهيونية وإن إسرائيل دولة قومية لليهود وأنها قامت على أنقاض الشعب الفلسطيني. وقالت إنها تعي البعد الاستعماري لإسرائيل والذي بدونه لما كانت موجودة اليوم وإنها تعيش مع هذه المعضلة وهذا التناقض منذ سنوات.
وتتابع محاولة تعليل موقفها بالقول ” لولا قيام إسرائيل لانقرض الشعب اليهودي لكنني أؤيد تأييدا كاملا مطلقا بأن يحتفظ المواطنون العرب بروايتهم التاريخية عن النكبة ما قبلها وما بعدها وبحقهم أن يكونوا متساوين كمواطنين وأفراد وعلى اليهود التعرف عليهم ليس من خلال صحن الحمص وطبق الكنافة. وردا على سؤال مروان دويري لماذا لا تعترف إسرائيل بما فعلته وتصحح غبنها التاريخي قالت ديان إنها تهربت من الإجابة على السؤال الموجع.
الامتحان بالمبادرة والعمل بخطة
وقالت أيضا إنه ليس هناك شعبا محتلا ومضطهدا اليوم مثل الشعب الفلسطيني وليس هناك شعبا خائفا ومرعوبا من المستقبل أكثر من الشعب اليهودي. وتشدد متقاطعة مع ما قاله مروان دويري بأن الصهيونية ولدت ونمت من الخوف اليهودي وأن السياسيين الإسرائيليين يتاجرون بهذا الخوف لاحتياجاتهم. ومن هنا أشادت ديان بخطاب وأسلوب ولهجة أيمن عودة وقالت إنه فلسطيني ولم يغير جلده وبالمضمون لا يختلف بتاتا عن بقية زملائه لكنه بطريقته يوصل رسائله للجانب الإسرائيلي وبتحول إلى ” محرك ناجع “.
من جهتها وبعد ترحيب من مدير مستشفى الناصرة د. بشارة بشارات أكدت مديرة ” إنجاز ” غيداء ريناوي – زعبي إن الامتحان بالمبادرة وبالإفلات من رد الفعل ومن التورط بخطاب المحقين والعمل وفق خطة ومحاولة إحراز مكاسب واختراق جدار التمييز العنصري بدلا من توصيف الحال أو الاستنكار فحسب.

DSCF6449

DSCF6452

DSCF6470

DSCF6471

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة