التصدي لآليات تحريش أراضي العراقيب

تاريخ النشر: 19/07/16 | 7:00

تصدى أهالي قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، في منطقة النقب، صباح اليوم الإثنين، لعمليات تحريش الأراضي وفرض أمر واقع عبر تحريشها، بدل الاعتراف بملكية أصحابها.
وتشهد العراقيب حالة من التوتر والغضب، وأقدمت الشرطة على اعتقال فتيين قاصرين من القرية.
وعملية فرض الأمر الواقع تلك تعتبر غير قانونية، حتى بمفهوم القانون الإسرائيلي الذي يشرّع المصادرة.
وباشرت السلطات الإسرائيلية منذ سنوات بمحاولات لتحريش أراضي تقدر مساحتها بنحو 1300 دونم في محيط قرية العراقيب شمال مدينة بئر السبع، رغم أن هذه الأراضي تخضع لإجراءات تسجيل الملكية ومسألة ملكيتها لم تُحسم بعد.
تجدر الإشارة إلى أنه في ظل غياب تسجيل رسمي لملكية غالبية الأراضي في منطقة النقب، قامت السلطات الإسرائيلية في بداية سنوات السبعينيات بفتح المجال أمام المواطنين في النقب لتقديم طلبات لتسجيل ملكيتهم على أراضيهم وفقًا لقانون تسوية الأراضي الذي سن عام 1969.
وقدم المواطنون العرب في النقب طلبات لتسجيل مئات آلاف الدونمات، ولم تنظر السلطات في الطلبات منذ سنوات السبعينيات إلى يومنا هذا، وقد أطلق على هذه الأراضي اسم ‘أراضي تسوية’. وكان أبناء عائلة أبو مديغم قد قدموا طلبات لتسجيل أراضي قرية العراقيب وفقًا للقانون لكن طلبهم، كما باقي الطلبات، لم يبحث حتى الآن.
وناشد أهالي القرية أمس، الأحد، أصحاب الضمائر الحية والأهل بالتوافد إلى القرية في أعقاب ‘اقتحام آليات ما يسمى (الكيرن كييمت) بحماية الشرطة الإسرائيلية ووحدة يوآب الهدامة القرية’.
وقال أحد سكان العراقيب، الناشط عزيز صياح الطوري، إن ‘آليات الهدم والشرطة ووحدة يوآب كعادتها اقتحموا العراقيب، صباح اليوم، بهدف تحريش والسيطرة على ما تبقى لنا من أرض وهي نحو 1300 دونم، كانوا قد فشلوا بالسيطرة عليها في العام 2011 بعد أن صدتهم الجماهير العربية الغاضبة دفاعا عن العراقيب. نحن نؤكد أن كل هذه الجرائم لا تخيفنا ولن تثنينا عن التمسك بأرضنا ووطننا’.
وناشد عضو المكتب السّياسيّ عن التّجمّع الوطنيّ الدّيمقراطيّ، جمعة الزّبارقة، أصحاب الضمائر الحية والأهل بالتوافد إلى قرية العراقيب حيث آليات ‘الكيرن كييمت’ والشرطة والوحدات الخاصة اقتحمتها صباح اليوم.
وقال إن ‘الحكومة الإسرائيلية تواصل محاولاتها لترهيب أهلنا في العراقيب والنقب، وبالتالي الضغط عليهم للخضوع والقبول بالترحيل والتهجير، ونؤكد بأننا لن نترك أرضنا ما حيينا ومهما بلغ الثمن’.
وتصر السلطات الإسرائيلية على تنفيذ جرائم الهدم والترهيب حيث هدمت آلياتها وجرافاتها قرية العراقيب للمرة الـ100 على التوالي بتاريخ 29.6.2016، وتركت الأهالي تحت العراء قرب مقبرة القرية. وحاصرت قوات الهدم صباح ذلك اليوم القرية، بعد أن داهمتها معززة بآليات الهدم وبالقوات الخاصة، وهدمت الآليات كافة المنازل في القرية، وشمل الهدم المنازل المقامة داخل المقبرة التي يقيم معظم الأهالي فيها، مما تسبب بحالة من الهلع بين الأطفال والنساء.
واقتحمت القوات القرية مرات عديدة، وقامت بتصوير كافة المنازل، في تمهيد لعمليات الهدم، في وقت داهمت فيه المقبرة الإسلامية بالقرية، وحاولت استفزاز الأهالي بجولة وحركات سريعة بالسيارات التي تقلها.
وكانت السلطات قد هدمت القرية في أواخر الشهر الماضي، قبل حلول عيد الفطر، وقبلها في بداية شهر رمضان، مخلفة دماراً وخراباً فيها، فيما يعيد أهلها بناء مساكنهم بعد كل عملية هدم في تحدٍ لممارسات الهدم العنصرية التي تحاول إجبارهم على الرحيل عن مكان سكناهم.
وتطالب إسرائيل أهالي القرية بدفع مبلغ 2 مليون شيقل مقابل مصاريف هدم العراقيب الأول بتاريخ 27.7.2010 وحتى الهدم الثامن. وكانت المحكمة في مدينة بئر السبع عقدت، يوم الإثنين الماضي، جلسة أخرى للنظر بالقضية بعدما ناقشتها بتاريخ 7.2.2016.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة لا تعترف بنحو 51 قرية عربية في النقب، وتستهدفها بشكل مستمر بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمر ببناء تجمعات استيطانية لصالح اليهود في النقب.
وتتعرض قرى النقب في الآونة الأخيرة لحملات هدم كبيرة طالت مئات المنازل بحجة البناء بدون ترخيص.

المصدر: عرب48

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة