فنون الخط العربي بمعرض في القاهرة
تاريخ النشر: 11/11/13 | 6:57ضمن فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة، التي انطلقت مساء الأربعاء الماضي، أقامت دار الأوبرا المصرية معرضها السنوي لفنون الخط العربي ويضم عشرات الأعمال الفنية، ويستمر حتى الحادي والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ويشارك في المعرض نخبة من كبار الفنانين الموهوبين المحترفين في فنون الخط، ويضم عددا كبيرا من اللوحات المميزة، احتوتها قاعتا الفنان صلاح طاهر والفنان زياد بكير للفنون التشكيلية، ومن بينها لوحات لفنان الخط الديواني سعد عبد ربه غزال، الذي يتم تكريمه في ختام المهرجان.
خطوط مختلفة
وتنوعت لوحات المعرض بين فنون الخط المختلفة: الديواني والفارسي والكوفي والثلث والرقعة والنسخ والمضفر، وزاد من جمالها احتراف المشاركين وتنوع مهاراتهم الإبداعية.
ومن بين لوحات فن التشكيل المعروضة لوحة "وسقاهم ربهم شرابا طهورا"، التي صممت على هيئة كأس زخرفي بديع يتناسب مع معنى الآية الكريمة وهو السقيا، وأيضا لوحة "ن والقلم وما يسطرون"، التي جاءت على هيئة قلم للكتابة، ولوحة "فيها عين جارية"، والتي رسمت وهي تتحرك صعودا إلى أعلى، دليل جريان الماء من العين.
وجدد شيخ الخطاطين الفنان محمد حمام التأكيد على أن الخط العربي مكون أصيل من مكونات هوية الأمة، "ذلك أن اللغة العربية تسمع وترى، والمحافظة عليها تستدعي أن تظل مسموعة بالأذن ومرئية بالعين".
وأضاف:"أن التاريخ لم يسجل نهضة علمية لشعب من الشعوب بغير لغته الوطنية، ما يجعل من الحفاظ على اللغة نطقا وكتابة، قضية أمن قومي بلا منازع، وأداة معرفية لا يمكن الاستغناء عنها في أي مشروع عربي للتنمية".
ودعا حمام إلى ضرورة الوعي بما يواجهه الخط العربي من تحديات وتعديات، وما يشهده من تراجع يكاد يبلغ حد الاغتراب على عدة أصعدة: تعليمية وتربوية وتقنية وإبداعية وإعلامية، نتيجة لهيمنة اللغات الأجنبية والعاميات المحلية.
وطالب بإنجاز مشروع "لننهض بخطنا العربي" الذي وضعه أئمة وأساتذة الخط العربي في مصر، والذي يتطلب إلزام جميع المدارس بإعادة تخصيص حصص لتدريس الخط العربي، وإعادة افتتاح مدارس الخط المغلقة بفعل فاعل.
اهتمام أكبر
وبدوره أكد فنان الخط محمد منير الرباط على ضرورة الاهتمام بفنون الخط العربي، عن طريق تبني المحافظات المختلفة ووزارات الثقافة والتربية والتعليم والأزهر، ومؤسسات المجتمع المدني، إقامة مهرجانات الخط العربي، وتخصيص جوائز قيمة لأفضل اللوحات الفنية، بهدف تشجيع الشباب على الإبداع.
كما طالب باستضافة المسابقة الدولية لفن الخط العربي، أسوة بتركيا وماليزيا وإيران والسعودية، واستلهام تجربة مهرجان الموسيقى العربية، بأن يتم افتتاح معارض للخط العربي على هامش المؤتمرات والمهرجانات، فنية كانت أو علمية.
ولفت الرباط إلى أن الأسرة المصرية كانت أكثر وعيا من الحكومات المتعاقبة، فيما يخص توفير المناخ المناسب لتعليم أبنائها فنون الخط، بدليل انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية في الخط العربي، أي إنه إذا لم تقم الدولة بواجبها في تعليم فن الخط، سوف ينشأ التعليم الموازي له في الورش والمنازل والجمعيات الأهلية.
الخط العربي رمزا للاصالة