الحياة داخل ثقب أسود!
تاريخ النشر: 03/08/16 | 0:20تعال معى لنتخيل نجم هائل بحجم الشمس بكل تلك الكتلة الهائلة وعنفوان عواصفه المدمرة يتعرض لظرف ما يؤدى إلى انهياره وتقلص حجمه حتى يصبح بحجم كرة القدم. فتلك الكرة الغازية الملتهبة ذات الحجم الهائل تعرضت ليس فقط لتقلص فى الحجم وإنما لانضغاط ف الكتلة أيضًا.
وللنجم طاقة، تلك الطاقة هى “سبب وناتج” كل التفاعلات التى تحدث داخله وهى سبب الضوء والحرارة الناتجين منه وعندما تستنفد كل تلك الطاقة فإنه يبرد ويتقلص حجمه وتنضغط كتلته فى مساحة ضيقة.
طبعًا فى الواقع و داخل الكون اللانهائى لا تسير الأمور على هذا النحو من الخيال، فالثقب الأسود يحدث فى ظروف وبشروط معينة، فالنجم الذى تزيد كتلته عن ثلاثة أضعاف كتلة الشمس هو الذى يتسبب فى حدوث ظاهرة الثقب الأسود. ولا تحدث تلك الظاهرة إلا عندما ينفجر باطن النجم داخله. أما النجوم الأقل كتلة فتتسبب فى تكوين نجم ملىء بالنيوترونات بحجم مدينة صغيرة، وهى ظاهرة أخرى تسمى “النجوم النيوترونية الدوارة” لكنها ليست موضوع حديثنا.2
و بالطبع لهذا الانضغاط الشديد تبعاته، ولك أن تتخيل مدى التأثير على الأجسام المجاورة لجسم هائل الحجم انضغطت كتلته وانسحقت فى تلكالمساحة الضيقة.
حيث يتسبب هذا الجسم الضئيل العنيف ذو الكتلة الهائلة فى انبعاج شديد فى الزمكان من حوله (شبكة الزمان و المكان). و يتسبب هذا الانحراف الضخم بدوره فى خلق مجال جاذبية له من القوة ما يستطيع به أن يستقط
ب كل جيران هذا النجم الميت بحيث لا يستطيع أى شىء الإفلات منه أبد الدهر حتى الضوء، ولهذا يظهر أسود.
قرر أينشتاين فى نظرية النسبية الخاصة أن الزمن نسبى، أى أن معدل مرور الوقت يعتمد على الإطار المرجعى لكل فرد. فقد يختلف شخصان فى أطر مرجعية مختلفة حول وصف حركة ما، وكذلك قد يختلفان حول وقت وقوع حدث ما والزمن الذى يستغرقه. من الممكن أن تكون الثانية فى إطار مرجعى ما أطول من مثيلتها فى إطار مرجعى آخر.
فبمقارنة شخصين أحدهما فى إطار مرجعىك الأرض، وآخر فى إطار مرجعىك مدار ثقب أسود؛ فإن سرعة مرور الزمن تختلف بين كل راصد للوقت.
و لفهم اختلاف و تمدد الزمن من مكان إلى آخر داخل أرجاء الكون يجب علينا مناقشة مجموعة من المصطلحات و تخيل بعض من التجارب الشيقة أولًا لكنها ليست موضوع حديثنا الآن، سنفرد لها مقالات أخرى.
حتى أتى ستيفن هوكينج بنظرية جديدة مؤخرًا تم الكشف عنها بتاريخ 25 أغسطس 2015 فى المعهد الملكى للتكنولوجيا فى ستوكهولم، موضحًا بأن أى شئ يتم امتصاصه من قبل الثقب الأسود فإنه بشكل فعال قد تم محاصرته فى أفق الحدث المحيط بالثقب الأسود والذى كان يعتقد أن لاشىء يمكن أن يهرب منه.
وهو يدعى أن أى شىء سيسقط فيه فإنه سيعاود الظهور مرة أخرى فى كوننا أو في كون مواز، من خلال ما يُعرفبإشعاع هوكينج – البروتونات التى نجحت فى الهروب من الثقب الأسود بسبب التقلبات الكمومية.يقول هوكينج: “لا تخزن المعلومات داخل الثقب الأسود كما سيتوقع المرء، وإنما عند حدوده –أفق الحدث”.
وبالعمل مع كل من مالكولم بيرىMalcolm Perry، وهو بروفسور لدى جامعة كامبريدج، والبروفسور أندرو سترومبيرجAndrew Stromberg من هارفارد، صاغ هوكينج الفكرة التى تقول بأن المعلومات تخزن بشكل يعرف بالنقل الفائق.ويُضيف هوكينج: “الفكرة هى أن النقل الفائق عبارة عن هولوجرام للجسيمات الداخلة، وبالتالى فهى تحتوى كل المعلومات التى كانت ستُفقد فى أحوال أخرى”.
أُصدرت هذه المعلومات عبر اهتزازات كمومية (quantum fluctuations) تنتجها الثقوب السوداء وإن كان ذلك “بشكل عديم الفائدة وفوضوى” وفقًا لهوكينج الذى يُتابع: “المعلومات بحكم المفقودة بالنسبة لكل الأهداف العملية”.
الخلاصة: يقترب الجسم من الثقب الأسود و يتجاوز أفق الحدث فيظهر -وفقًا لإشعاع هوكينج و نظريات ميكانيكا الكم- بصورة هولوجرام ثنائى الأبعاد فى كوننا أو فى كون مواز.