الم الفراق وحنين العودة
تاريخ النشر: 12/11/13 | 22:28قدر الله لي قبل ايام ان اشارك في مؤتمر العودة الثاني في العاصمة الأردنية عمان، لنقل هموم ومعاناة اهلنا في ديرة بئر السبع والنقب وتسليط الاضواء على صمود اهلنا التاريخي في وجه المخططات الاسرائيلية واخرها مخطط برافر التهجيري والذي جاء ليصادر ما تبق لنا من ارض.
وقدر الله تعالى ان تكون لنا مشاركة موفقة بحمد الله في المؤتمر وما ان انهينا الخطاب حتى تقدم منا العديد من الحضور وفي عيونهم شوقا لبئر السبع وفي وجدانهم حنينا لثرى النقب مشاعرهم سبقت الفاظهم سالوا بشوق عن بئر السبع ووهادها عن ديرتها واحوالها ادركت حينها حجم حنينهم وبهجة شوقهم وعبق لهفتهم للعودة رغم الم الفراق وطول الانتظار جيل نمى وترعرع ولم يتنسم للحظة هوى بئر السبع والنقب لكن حبهم لبئر السبع يحدوهم مع كل شهيق وزفير…
ولسان حالهم يقول: اشتقت لاصدقائي وجيراني، اشتقت لهواء بلادي، لارض اجدادي ورؤية خيمتي وفرسي واغنامي، اشتقت لرؤيه البسمة على الشفاه، اشتقت لرائحة زيتون بلادي، اشتقت لمسجد بئر السبع، ولمقدسات بئر السبع اشتقت لارضي، لوطني، لقريتي، اشتقت لحريتي وكرامتي، اشتقت لرؤيه فلسطين، كل فلسطين اشتقت ان اصلي في جنبات المسجد الاقصى.
كفاني غربة واغتراب، لا اريد ان اموت غريبا بعيدا، او طريدا اريد ان اعود واموت في ارضي التي ورثتها عن ابائي واجدادي، يحدوني قول الله تعالى: (ان الذي فرض عليك القران لرادك الى معاد ).اريد ان ادفن في مقابر اجدادي وان يدفن معي اولادي واحفادي، اريد ان يحمل نعشي جيراني واصدقائي واحبابي، وخلاني. لا اريد ان اعيش غريبا! لا لا… اريد ان اتوكأ على عصا من اشجار نقبي وبلادي. سئمت الغربة والترحال سئمت ان يقال عني ترك المسكن والارض وغادر المكان، لكنني على قناعة اني وساعود الى ارض الاوطان. ولكن ساحاول ان لا ادفن خارج الاوطان مهما طال البعد والزمان، وبالعلم والايمان ساحافظ على الارض والانسان.
فقلت لهم: نحن في الانتظار- رغم العقبات وتراكم الزمان، نحن في انتظاركم، سنقدم لكم البسمةوالامل والفرحة، رغم هذا الالم والصعوبة والحرمان، نحن في انتظاركم عند عودتكم الى بيوتكم، ومضاربكم، ونجوعكم، وقراكم، سنبني الخيمة بالعمدان، ونصلي معا لله شاكرين، حامدين، ساجدين في باحات المسجد الاقصى المبارك، مرددين: جاء قل الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا."يسالونك متى هو قل عسى ان يكون قريب".
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين..