عن قلوب خفيفة
تاريخ النشر: 25/07/16 | 5:58قدمان، على بلاط البيْتِ الصباحيِّ،
باردتان، عاريتان.
يُصغي،
للقهوة دبيبٌ،
وللصمتِ،
ثمّ بابٌ،
وكعبانِ خفيفانِ على الذاكرة.
ولكن، أين هي الآن،
أوراق القيقب التي،
سقطت مساءً، طافيةً على النهر.
عائدَيْن،
إلى بيتٍ بستائرَ شفيفةٍ،
ومصباحٍ خافت،
حيثُ في الليل،
يُسمعُ الليل،
وكل شَيْءٍ حلَّ،
أو فاضَ،
عن قلوبٍ خفيفة.
ذابت معالمها فيك،
المكانات الأليفة،
وذُبتَ فيها، كقط بيتٍ هرمٍ،
كنتَ نسيتَ الأمرَ،
وانشغلتَ بكنس الثلج عن ممرات البيت،
وعدّ ما ظل من زهر،
في أصيص الشرفة الباردة،
لولا، ألق في وجوه غرباء عابرين،
وعيونهم، عيونك القديمة الفاحصة.
هنالك في سيارة مركونةٍ،
على طريق النهر،
الذي خلا من المارّة،
عاشقان يلتفان ويهمسان،
هنالك أيضاً، عبّارة تدفعُ ببطءٍ،
أرصفة اسمنتيةً طافية،
ومراوحُ عملاقةٌ تدوّرها الريح،
أضواؤها تومضُ من بعيد،
على الطرف الآخر من ليل البحيرة،
كانت تغلق الستائر،
وتأوي، إلى جسدِ خالٍ،
سوى من إيقاع مطر،
على زجاج النوافذ.
الماشون ولا يلوون على شيء،
يغنون، بأيادٍ متأرجحةٍ، وعيونٍ للأفق،
ثيابهم تلتصق بأجسادهم،
في اليوم المطير،
وعند المنعطف تتناهى أصواتهم،
وهم يختفون، والحنين،
علبةُ فاصولياء صدئة،
على حافة الطريق.
نبيل السمان – شاعر سوري مقيم في نيويورك