جمهرة أشباح

تضربكَ موجةُ الناس
موجةٌ مجدولةٌ من مخاوفَ وعُقد ذنبٍ وهجرات
موجةٌ سيّان ترفعها الوفرةُ
أو تتكسّر في القِلّة
سيّان تغمرك
سيّان تضربك
صدِّق أنك بعضُ رذاذِ موجةٍ
فترتاح
سيّان تغمرك
سيّان تضربك موجةُ الناس.

هذا كلامٌ سجَّلته بين النوم والاستيقاظ في الشارع
وأنت تعبر وادي ظلّ الموت
وأنت تقول لنفسك لا تخف
في تشقق الأنفاس
بين نظرةٍ ونظرةٍ
وفي رغد النُعمى المتعالية
النعمى التي تقول للزمن: أنا الزمن.
سجّلته أيضاً في اليأس
في معانقة الضجر
والخذلان الصرف يُرفعُ في الكؤوس
في تكاثر الأشباه في مأدبة الذل
في فيض من غيض
سجّلتَ هذا الكلام بلا جدوى.

ترتجُّ مركبتك في قيعانَ سحيقةٍ لأملٍ قديم
في ذرى يأسٍ ما انفك يتطاوَلُ
ترتجّ مركبتك
والراكبون معك جمهرة أشباحٍ
تصعد وتنزل
والمركبة ترتجُّ في مسار الفناء العمودي
جمهرة أشباحٍ
والمركبة ترتجُّ.

نجوان درويش