التفاوض مع الابن يعلمه المرونة

قد تكون أبرز المشاكل التي يواجهها الكثير من الأهل رفض الطفل تنفيذ تعليماتهم فإذا طلبوا -مثلاً- من طفلهم الذهاب إلى النوم، أو الكف عن اللعب والاستعداد للمذاكرة يضطرون عند عدم استجابته لطلباتهم لأن يبدؤوا بالصراخ والتهديد والعقاب غير المدروس، وهذا يزيد الطفل عنادًا، المشرفة التربوية عزيزة العمر أعطت الأهل حلولاً مناسبة، والتي من أهمها التفاوض معه، والأوقات المناسبة لهذا التفاوض، وشرحت كيفية التعامل معه لتنفيذ التعليمات.

قد يحين وقت النوم لدى الطفل، لكنه لا يزال يريد متابعة برنامج على التلفاز، أو أن يلعب بلعبة مفضلة لديه، وإذا طلب منه الأهل استذكار دروسه تحجج بمنحه المزيد من الوقت لمشاهدة التلفاز أو للعب قبل البدء بالمذاكرة، وأحيانًا يعترض على تناول الكثير من أصناف الأطعمة، ويصر على استبدال أطعمة بأخرى دون مبرر، وهنا يجب التفاوض معه للوصول لحل مناسب.

كيف تتفاوضون مع طفلكم؟

أكدت المشرفة التربوية عزيزة العمر أنه لابد للأهل أن يكونوا مدربين على التفاوض مع ابنهم؛ حتى ينجحوا بمهمتهم، وينفذ جميع تعليماتهم حتى لو اضطروا لأن يستعينوا باختصاصية تربوية يتعلمون منها كيفية التدرب على التفاوض؛ فتربية الأطفال غالبًا ما تعتمد على التفاوض سواء شاء الأهل أم أبوا، والتفاوض معه له عدة جوانب حسنة تفيده إذا كبر، فهي تعلمه المرونة والعطاء والتوصل إلى الحلول في أموره المستقبلية، أما الطفل الذي لا يتبع معه أهله أسلوب التفاوض فلن يتعلم كيفية التعامل مع الأمور والنزاعات وحلها مع الآخرين بطريقة صحيحة، فعندما يحين وقت النوم ويرفض الذهاب إلى السرير ويطلب منكم المزيد من الوقت لمشاهدة أي برنامج وأنتم ترفضون فإن ذلك يعني أن الأمر تحول إلى صراع، أما إذا تفاوضتم معه ومنحتوه بعضًا من الوقت فإنه سيخضع ويسمع كلامكم، مما يمنحه الرضا ويشعره بالانتصار.

نصائح للتفاوض

1 – افهموا ما يدور في ذهن طفلكم أثناء التفاوض معه، وحاولوا رؤية الأشياء بمنظاره.

2 – اجعلوه يتخذ القرار؛ حتى يتحمل مسؤولية العواقب الناتجة عن عدم التزامه بما اتفق معكم عليه.

3 – استخدموا أسلوب الإقناع أثناء التفاوض وليس الفرض، كما يجب أن تتوقعوا أن يغير طفلكم رأيه في أي وقت خلال التفاوض.

4 – لا تفاوضوه وأنتم غاضبون، وإذا كنتم غاضبون فاهدؤوا ثم ابدؤوا معه التفاوض بأي أمر.

أوقات التفاوض

التفاوض مع الطفل يجب أن يكون بأسلوب تربوي، وبعض الأهل ليس لديهم وقت للتفاوض معه عند حدوث أي مشكلة، وهنا تنصح المشرفة التربوية عزيزة العمر الأهل بأن ينتقوا الوقت المناسب والطريقة المناسبة، ومن الضروري أن يعرفوا أن التفاوض مع الطفل لا يعني التخلي عن صلاحياتهم، أو الاستسلام لضغوطه، لكن الأهل يقومون بتدريبه على فن التفاوض وكيفية الوصول إلى تسويات مقبولة من الطرفين، تتابع العمر: "بعض الأوقات ليست مناسبة على الإطلاق، أما النصيحة المهمة فهي أن بعض القضايا غير قابلة للتفاوض خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة طفلكم وسلامته".