إبني وفروضه المدرسية… كيف أساعده؟
تاريخ النشر: 14/08/16 | 0:04إنجاز الفروض بأسلوب ترفيهي
مهما كانت الوظيفة التي على التلميذ إنجازها، فمن الرائع إنجازها بمتعة. أي يكون لدى الأم الحيلة والابتكار لجعل مهمة إنجاز الوظيفة فترة استكشاف، فاستعمال بعض الألعاب في التعليم، أثبت فعاليته في زيادة قدرات الطفل على الانتباه، وكذلك حماسته. مثلاً إذا كان لدى التلميذ فرض حساب، يمكن الأم بدل أن تشرح له مجموع 7+9= 16، بشكل مجرّد، أن تطلب منه مثلاً استعمال المكعبات وتقسيمها قسمين، 7 و9 منفردين ثم جمعهما. بهذه الطريقة يخرج التلميذ من مزاج الدرس الجامد إلى الترفيهي الملموس.
اكتشاف الذاكرة القوية لديه
يستحيل الحصول على علامات جيدة إذا لم يكن التلميذ قد فهم درسه وكانت لديه ذاكرة قوية. وهنا دور الأم التأكد من أن ابنها يفهم المادة، وإذا وجدت لديه صعوبة في التذكر، عليها اكتشاف أي ذاكرة قوية لديه: هل هي السمعية؟ كأن يحفظ من طريق التلاوة بصوت عالٍ. أو الذاكرة الصورية أي بالمشاهدة، أو الذاكرة الناسخة من طريق كتابة ما يريد حفظه مرات عدة. وبالتالي سيختار الأسلوب الأكثر ملاءمة له، ما يعيد الثقة بقدراته الفكرية.
ترميم الثقة بنفسه
يساهم تحسين العلاقات العاطفية بين الطفل وأهله في تعزيز ثقته بنفسه. لذا على الأم ألا تربط علاقتها بابنها على أساس العلامات المدرسية، فإن هذا يجعله يفقد الثقة بنفسه وبها أيضًا، «هي تحبني فقط عندما أحوز علامات مرتفعة، أو عندما أنهي واجباتي كما تريد». وكذلك من المهم أيضًا تحسين علاقة التلميذ بأستاذه أو أساتذته في المدرسة، التي تبدو أحيانًا باردة أو صدامية. لذا من الضروري أن تشارك الأم في اجتماع الأهل في المدرسة، لتعرف تصرفات ابنها في الصف وتفاعله مع الأستاذ، وما إذا كان يفتقر إلى الثقة بنفسه في الصف.
إيجاد الوقت المناسب لإنجاز الفروض وفق إيقاع التلميذ
يجب أن يتقاطع انجاز الفروض المدرسية ضمن روتين يومي، يناسب إيقاع التلميذ. إذ يختلف الوقت المثالي للوظيفة المدرسية من طفل إلى آخر، فمنهم من يكون استيعابه عند الصباح أو بعد الغداء أو قبل الذهاب إلى الفراش مساء. فالعبور من محيط منظم مثل المدرسة إلى محيط حر مثل المنزل قد يوتر التلميذ فيصعب عليه إعادة التموضع والتركيز، فيما آخر يبدأ إنجاز فروضه بمجرد وصوله إلى البيت، وتلميذ ثالث تكون ساعات الصباح الوقت المناسب له لإنجاز فروضه بسهولة. ولكي تجد الأم الفترة المناسبة لابنها، عليها مناقشته ومراقبة الوقت الذي يكون فيه قادرًا على الاستيعاب والتركيز، وتقوم بمحاولات منحه الثقة، فالأطفال يدركون أو يشعرون بما يناسبهم أكثر من أهلهم.
تحديد وقت الدرس
يحدّد بعض اختصاصي علم نفس الطفل مدة درس التلامذة بثلاث فئات. 30 دقيقة لإنجاز فروض تلامذة المرحلة الابتدائية، وحوالى الساعة بالنسبة إلى المرحلة المتوسطة، وساعة ونصف الساعة لتلامذة الثانوي، يتخللها وقت استراحة بين وظيفة وأخرى. وضمن برنامج انجاز العمل بشكل مريح، على الأم أن تضع وطفلها مخططًا لإنجاز الفروض خلال الأسبوع، أي أن ينجز فروضه التي عليه تقديمها في اليوم التالي وليس تلك التي عليه تقديمها في نهاية الأسبوع المدرسي. وإذ لم ينه التلميذ فروضه في الوقت المحدّد، ينبغي أجراء تعديلات، والسماح له بالتوقّف، سواء أنجزها في الوقت المحدد أم لم يفعل، لأن الإصرار على إنجازها قد يوتّره ويفقده التركيز. كما يمكن الأم طلب لقاء المعلمة لشرح الصعاب التي يواجهها ابنها أثناء إنجاز الفروض، ربما حجم العمل كبير جدًا.
تنظيم مساحة الدرس
يجب أن يكون المكان الذي يجلس فيه التلميذ خلال قيامه بعمل يتطلب مجهودًا فكريًا، هادئًا ولا يمر به أشخاص، مثل مكتب الأهل أو الصالون، شرط أن يكون الركن الذي يجلس فيه الطفل ظاهرًا وفي الوقت نفسه يشعره بالتركيز، إذ لا شيء أكثر إزعاجًا وتوترًا بالنسبة إلى الطفل من الضجيج الذي يحدثه الآخرون حوله، فضلاً عن أن وجود باقي أفراد العائلة حوله أثناء قيامه بواجباته المدرسية يثير فيه رغبة الانضمام إلى النشاطات العائلية. لذا، إذا كان الطفل يعمل في مكان مشترك، على الأم أن تضع قانونًا منزليًا يلتزم به كل أفراد العائلة كي يستطيع العمل بهدوء. فإذا كان الطفل يجلس في المطبخ أو في غرفة الطعام مثلاً من الساعة الخامسة إلى السادسة، على الأم أن تطلب من باقي أفراد المنزل عدم استعمال المطبخ خلال هذه المدة. كما أن غرفة الوالدين يمكن أن تكون المكان الذي يدرس فيه الطفل.